رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا يكذب الممثل الأصفر أحمد فهمى؟

جريدة الدستور

غريب هو موقف الفنان أحمد فهمى، الذى أفاق فجأة على أن «الدستور» تهاجمه وتناصبه العداء، وتحولت المؤسسة لديه - بين ليلة وضحاها- من مؤسسة عريقة مرحب بها من جانبه ويسعى إليها كلما سنحت له الفرصة إلى «صحيفة صفراء».

تناقضات غريبة تضمنها كلام أغرب صادر عن الفنان الشاب ضد مؤسسة «الدستور»، لا أجد له مبررًا سوى أنه «جهل» بـ«ماهية الصحافة»، بجانب بعض أمراض الشهرة والأضواء.

خرج علينا «فهمى»، عبر صفحته على موقع «فيسبوك» مدعيا أن «الدستور» أرسلت له صحفيًا في «اللوكيشن»، وعندما رفض إجراء حوار معه لعدم أخذ موعد سابق، وجهت الشتائم إلى الفنان الشاب من خلال مقال أحد الصحفيين المسؤلين في الجريدة.. وكان يقصدني أنا شخصيًا.

لكن الحقيقة عكس ما قاله الفنان الشاب، وربما اختلط عليه الأمر، أو تناسى الوقائع، فالقصة التى تعرض لها بدأت بالتحديد خلال موسم رمضان الماضى، حين أجرى حوارًا مطولًا مع الجريدة، نُشر فى العدد الصادر بتاريخ 16 مايو الماضى، تحدث خلاله عن مسلسله «الواد سيد الشحات»، وغيره من أعماله الفنية، ولم تكن تلك هى المرة الأولى لظهور «فهمى» على صفحات «الدستور» فسبق أن استضافته الجريدة فى ندوة فنية، تخللها تكريمه ومنحه «درعًا».

ولا أخفى سرا، أننى كنت أظن نفسى على صداقة قوية بـ«فهمى»، لكن المعايير بيننا مختلفة، فهو يظن أن الصديق الحقيقي هو الشخص المجامل طول الوقت فقط، وهذ ما اكتشفته بعد نشرى مقالًا عن دراما رمضان الماضي بعنوان «7مكاسب فى موسم ساخن»، تناولت خلاله مكاسب الدراما فى رمضان من خلال عدة مواهب أثبتت نجوميتها فى هذا الموسم، ومن بينهم محمد عبد الرحمن «توتا»، أحد نجوم فرقة «مسرح مصر»، الذي قلت عنه أنه كان سببًا فى إنقاذ كوميديا مسلسل «الواد سيد الشحات»، من بطولة «فهمى»، واستشهدت حينها بردود الفعل التى حققها «توتا» في المسلسل.



ما قلته فى مقالى كان حقًا مؤكدًا بشهادة الجميع، لكن ما كنت أغفله حينها هو موقف «فهمي» الذى غضب من الطرح، ولا أعلم مبررا لموقفه، واعتقاده بأننا سنجامله، واعتباره من ينتقده عدوًا له.
للأسف فهمي لم يأخذ المقال من الجانب الإيجابي، ولم يسعى لتطوير أدواته التي تجعله في غير حاجة إلى «منقذ»، ولم يضع تركيزه فى أعماله فقط دون إتباع نظرية «المؤامرة». وألتمس له العذر فهو فنان موهوب لكن مشكلته أنه خسر كل مبارياته الفنية، فكل من وقف أمامه ظهر أكثر توهجًا مثلما حدث مع محمد عبد الرحمن فى «الواد سيد الشحات»، وقبله أكرم حسني فى «ريح المدام» و«كلب بلدي».

الحقيقة أن مشكلة «فهمي» ليست مع «الدستور»، وإنما فى رؤيته للأمور، فالجريدة كما هي لم تتغير، وكان عليه وهو الذى أتى إلى مقرها ومكث 3 ساعات في ندوة فنية مع محرريها ومنحته تكريمًا، أن يفكر قليلا قبل أن يصفها بـ «الصفراء»، لمجرد أنها نشرت رأيا فنيا لا يروق له.

لم أقصد الإساءة لـ«فهمي»، لكن كنت أحاول أن أرشده -بحكم أنني صديق قديم له- إلى أن للخصومة آداب يجب اتباعها، وأن التناقض فى المواقف أنما هو وصف لا أتمنى له أن يوصم به.

كلمة أخيرة أهمس بها فى أذن «فهمى»، إن كنت أشك فى إدراكه لكلامى: المعركة التى أوهمت نفسك بها، أنت تعلم جيدًا أنها غير موجودة، وأتمني أن تدرك جيدًا أنك فنان ولك جمهور وما تفعله ليس من شيمهم !