رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل إطلاق منظومة الأتوبيسات الذكية فى مصر

جريدة الدستور

أعلنت الهيئة العربية للتصنيع، اليوم الإثنين، عن إطلاق منظومة الأتوبيسات الكهربائية الذكية من خلال التحالف الذي تقوده الهيئة مع شركة «وانكسيانج» الصينية، وشركة «يونيتد إنفستمنت»، وشركة «مواصلات مصر»، وعدد من الشركات المتخصصة في تقديم الحلول التكنولوجية.

ويضم التحالف عددًا من الشركات المتخصصة في تقديم الحلول التكنولوجية اللازمة لإدارة وتشغيل المنظومة الذكية، مثل شركة «إي إم تست» السلوفاكية، التي أكدت رغبتها في التصنيع المحلي للأجهزة الإلكترونية الخاصة بمنظومة النقل بالتعاون مع مصنع الإلكترونيات بالهيئة العربية للتصنيع، إضافة إلى الشركات المصرية «إيزي موبيلتي» لتقنيات وبرمجيات النقل العام، وشركة «فوري» لتكنولوجيا المدفوعات الإلكترونية، وبالتعاون مع شركة «أورانج» للاتصالات، و«الشركة المصرية لخدمات التتبع وتكنولوجيا المعلومات»، كما تمَّت الاستعانة بعددٍ من الاستشاريين والمتخصصين مثل مجموعة «مكتب سيتث»، و«مكتب فينومينا» للتصميمات والاستشارات الهندسية المتكاملة، وشركة «ريد كون» للمقاولات، وشركة «فايبر مصر».

وتأتي تلك الخطوة ضمن خطة متكاملة على طريق التحول الرقمي والدفع بمنظومة النقل العام الذكي لتحقيق الريادة في صناعة نظم النقل الجماعي الذكية، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي لأهمية نقل تكنولوجيا وسائل النقل الذكية وتوفير أفضل نظم النقل الحضاري للمواطن.

منظومة الأتوبيسات الكهربائية الذكية تأتي في إطار تفعيل مذكرة التفاهم التي وقعتها الهيئة العربية للتصنيع في شهر مايو 2019، لتشكيل تحالف مع شركة «شنجهاي وانكسيانج»، إحدى كبريات الشركات الصينية المتخصصة في صناعة الأتوبيسات الكهربائية، وبالتعاون مع شركة «مواصلات مصر» الرائدة في تقديم خدمات النقل العام الذكي طبقًا للمعايير الدولية للنقل الحضري المستدام داخل المدن، وشركة «يونيتد إنفستمنت» الممثل المحلي والإقليمي للشركة الصينية، وذلك بهدف تقديم حل متكامل لتطبيق منظومة النقل العام الذكي، طبقًا للمعايير الدولية للنقل الحضري المستدام داخل المدن.

وفي إطار فعاليات الحدث، تمَّ استعراض الجهود المبذولة من التحالف الذي تقوده الهيئة العربية للتصنيع لضمان تحقيق نجاح التخطيط الأمثل لإنشاء منظومة النقل الذكي بمصر، في مجال تشغيل وإدارة وسائل النقل بالمدن، طبقًا للمعايير والمواصفات العالمية من حيث تصميم المسارات داخل المدن، وكذلك تصميم المحطات والجراجات وورش الصيانة ووسائل الاتصال الإلكترونية الحديثة بين أسطول النقل ومراكز التحكم، التي يمكن من خلالها مراقبة كل أتوبيسات الأسطول من خلال الكاميرات المركبة بكل أتوبيس، ومعرفة عدد الركاب بكل رحلة ومتابعة الإيرادات التي يتم تحصيلها بصفة دورية، كما يمكن ربط وسائل المراقبة الإلكترونية لأسطول الأتوبيسات مع أي جهة أمنية لتحقيق الأمان الكامل للركاب، وكذلك تجهيز المحطات الرئيسية والمحطات الطرفية والوسطية وأيضًا أماكن انتظار السيارات الخاصة تحقيقًا لمبدأ Park and Ride، بما يتماشى مع مخططات التنمية المستدامة
لمدن الجيل الرابع.

وتتميز منظومة الأتوبيسات الكهربائية الذكية بالمحافظة على نظافة ونقاء البيئة، إذ إنها تدار بالكهرباء ولا ينتج عنها أي تلوث للبيئة ناتج عن استخدام الوقود التقليدي، وكذلك فهي توفر سبل الراحة للركاب بالمقاعد المريحة وتكييف الهواء ووسائل الترفيه وشاشات عرض فيديو والواي فاي لخدمات الإنترنت ومجهزة لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة وبها أحدث الأجهزة للدفع الإلكتروني.

ويمكن لأي راكب الحصول على التذكرة من خلال ماكينات مركبة بمدخل الأتوبيس أو استخدام كروت التحصيل الذكية، وأيضًا يمكن لأي مواطن يرغب في استخدام أسطول النقل الذكي متابعة حركة الأتوبيسات ومعرفة أقرب محطة يمكن التوجه إليها، وتوقيت وصول الأتوبيس والزمن المتوقع للرحلة، من خلال تطبيق على أجهزة التليفون المحمول مرتبط بشبكة «جوجل» العالمية.

وأشادت شركة «وانكسيانج» الصينية بالخطوات الإيجابية التي تنتهجها الدولة المصرية لبدء تشغيل أتوبيسات الكهرباء، مثمنة دور الهيئة العربية للتصنيع في استقبال تكنولوجيا صناعة أتوبيسات الكهرباء الذكية، من خلال التعاون بين الشركات التابعة لها وغيرها من الشركات الصينية الرائدة في هذا المجال.

وأضافت أنَّ مصر تمتلك المقومات التي تؤهلها لتكون مركزًا إقليميًا وعلى قائمة مُصدري المركبات الكهربائية خلال السنوات المقبلة، ما يسهم مستقبلًا في خلق فرص عمل جديدة، وكذا ضخ استثمارات في مجال الصناعات المغذية لتصنيع المركبات الكهربائية، وأن الصين يسعدها أن تدعم هذا التوجه في مصر.

كما أكد Wu Wei، رئيس مجلس إدارة شركة «وانكسيانج» الصينية، أن التعاون بين القاهرة وبكين سيشهد تحولًا استراتيجيًا لدعم نقل وتوطين التكنولوجيا للأتوبيسات الكهربائية، خصوصًا في ظل ما تمتلكه الهيئة العربية للتصنيع من إمكانيات تصنيعية وتكنولوجية وفنية كبيرة وكوادر بشرية مدربة على مستوى عال من الكفاءة.

وأوضح أن مراكز التطوير والأبحاث بشركة «وانكسيانج» الصينية ستدعم متطلبات التشغيل المناسبة لأوجه التطبيق بالقاهرة الكبرى والمدن العمرانية الجديدة، مشيرًا إلى أنَّ الشركة تسهم بنسبة 43% من أنظمة النقل الجماعي بمدينة «شنجهاي» الصينية.

وأكد محمد ماجد المنشاوي، رئيس شركة «يونيتد إنفستمنت»، التزام الشركة بتقديم جميع الخدمات الاستشارية لتطوير الأعمال من خلال التحالف، موضحا الفوائد الاقتصادية والبيئية لإدخال وتشغيل منظومة الأتوبيسات الكهربائية.

وقال الدكتور هشام طه، رئيس شركة «مواصلات مصر»، إنَّ التحالف يتضمن إدخال منظومة تشغيل وإدارة إلكترونية ذكية لخدمة النقل الجماعي، تعمل طبقًا للمعايير الدولية للنقل الحضري المستدام داخل المدن.

وأكد الفريق عبدالمنعم التراس، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، توافر الإرادة السياسية الحقيقية لدفع عجلة التنمية بمصر، مشددًا على متابعة الرئيس السيسي وتوجيهاته لنقل وتوطين التكنولوجيا بالتعاون المشترك والشراكة الحقيقية مع الخبرات العالمية.

وأشاد «التراس» بالتجربة التنموية الصينية، والتي تمثل نموذجًا يحتذي به، إذ استطاعت تحقيق معجزة طوال 40 عامًا، مشيرًا إلى أنَّ كبرى الشركات الصينية العالمية أبدت تطلعها للتعاون والشراكة الحقيقية، وضخ المزيد من الاستثمارات بمصر.

وأشار إلى التعاون المثمر والناجح بين الهيئة العربية للتصنيع والشركات الصينية، ودعم سفير دولة الصين لتعزيز التعاون المثمر بين الجانبين في عدد من المجالات المختلفة، والتي شهدت مؤخرًا اهتمامًا من القيادة السياسية للدولتين في مجال صناعة الأتوبيسات الكهربائية في مصر.

وأكد أنَّ هذا المشروع يعد تحولًا استراتيجيًا لدعم نقل وتوطين التكنولوجيا وتعميق التصنيع المحلي للأتوبيسات الكهربائية، مشددًا على أن التحالف يبذل قصارى جهده لضمان تحقيق نجاح التخطيط الأمثل لإنشاء منظومة النقل الذكي بمصر في مجال تشغيل وإدارة وسائل النقل بالمدن، طبقا للمعايير والمواصفات العالمية.

وأوضح أنه لمس داخل الهيئة العربية للتصنيع إقبالًا كثيفًا من الشركات العالمية من جميع دول العالم، وأبدوا رغبة حقيقية للاستثمار بالسوق المصرية، لأنهم يعرفون جيدًا أن مصر بوابة للعالم العربي والإفريقي.

وفيما يتعلق بمجال النقل، أشار «التراس» إلى أن حجم الإنجازات غير مسبوق في تاريخ مصر، خصوصًا مع الاتفاقيات والعقود المتوقعة مع الشركاء الصينيين سواء في السكة الحديد أو القطار السريع والكهربائي والمونوريل، مؤكدًا توافق رؤية الرئيس السيسي مع كبرى الشركات الصينية على نقل وتوطين التكنولوجيا في مصر وإتاحة المزيد من فرص العمل.