رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نظام غذائي مثالى بعيد المنال

جريدة الدستور

كشفت دراسة جديدة أن اتباع نظام غذائي "مثالي" قائم على العلم مصمم لتحقيق أقصى قدر من التغذية والاستدامة البيئية، سيحظى به 20% فقط من سكان العالم، لتكلفته الباهظة على الدول النامية.
وتهدف "الحمية الكوكبية"، التي نُشرت في مجلة Lancet في شهر يناير الماضي، إلى إطعام نحو 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050، مع تقليل الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي، وكذلك الأضرار البيئية.
ودعت الخطة الغذائية سكان العالم إلى مضاعفة استهلاكهم للفواكه والخضروات والمكسرات، مع التخلص من اللحوم والسكريات، التي تهيمن الآن على النظام الغذائي الغربي.
ومع ذلك، سيكلف النظام الغذائي الخاص في المتوسط 2.84 دولار في اليوم الواحد لكل فرد، وفقا لدراسة جديدة أجراها المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية ومدرسة "فريدمان" للعلوم وسياسة التغذية في جامعة "تافتس". ويمثل ذلك زهاء 90% من ميزانية الفرد اليومية، بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في العديد من البلدان الفقيرة، ما يجعل النظام الغذائي باهظ التكلفة بالنسبة إلى 1.6 مليار شخص على الأقل، معظمهم في جنوب آسيا وإفريقيا.
وقد يكون العدد الحقيقي للأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل تكلفة النظام الغذائي، أكبر من نتائج دراسة Lancet، ما إذا أُخذت في الاعتبار النفقات الأخرى بالإضافة إلى الغذاء.
قال ويل ماسترز، أحد كبار معدي الدراسة: "يجب أن يكون الرقم الفعلي أعلى لأن الناس بحاجة إلى إنفاق بعض المال على الأقل على أشياء أخرى، مثل السكن والملابس وكذلك التعليم والرعاية الصحية والنقل".
وبعد الإشارة إلى موافقة جزئية على خطة النظام الغذائي، عكست منظمة الصحة العالمية "فجأة" مسارها في وقت سابق من هذا العام، في أعقاب الانتقادات من جيان لورينزو كورنادو، ممثلة إيطاليا لدى المنظمات الدولية في جنيف. وحذرت كورنادو من أن النظام الغذائي سيؤدي إلى اضطرابات اقتصادية خطيرة، ويمحو الأطباق التقليدية والتراث الثقافي، وقالت إن الخطة تخاطر "بالقضاء التام على حرية اختيار المستهلكين".
ونظرا لتكلفتها، فإن "الحمية الكوكبية" غير محتملة على الإطلاق بالنسبة للمشاكل التي تحيط بإمدادات الغذاء في العالم. ولاحظت الدراسة الأخيرة أن أكثر من 2.5 مليار شخص يعانون شكلا من أشكال سوء التغذية في جميع أنحاء العالم، مع وجود ملياري شخص يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، مضيفة أن أساليب الإنتاج الغذائي الحالية "تشكل أيضا مخاطر على صحة الكوكب".