رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ساطع» وسيرته التى ستبقى ساطعة


فى مثل هذه الأيام من العام الماضى رحل عن دنيانا العقيد ساطع النعمانى، نائب مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور، بعد ٥ سنوات من الإصابة بطلق نارى فى الوجه، عقب الخطاب الأخير الذى ألقاه المعزول محمد مرسى بتاريخ ٢ يوليو عام ٢٠١٣، ما أدى إلى إصابة «النعمانى» بفقدان البصر.. ولعل من بين أجمل عباراته فى الفترة السابقة لرحيله: «عظيم أن ترى بعين مصر وتموت من أجلها».
فى وصفه الحدث والمواجهة مع إخوان الشر، قال «الساطع»: «أنا كنت أؤدى واجبى، مثل أى ضابط وفرد شرطة، مهمتى كانت حماية الأمن، ونزلت الخدمة دون سلاح، وما كانشى فى دماغى لا إخوان ولا غير إخوان، أنا أطبق قانونًا على الجميع بلا تفرقة، حاولت الفصل بين الإخوان وأهالى بين السرايات، وصعدت أعلى كوبرى ثروت، لمنع تفاقم الأحداث».. ويضيف: «تلقيت رصاصة فى رأسى دمرت العين اليسرى وعظام وجهى فى الأحداث، ولا يهمنى ما حدث لى، رغم مرارته، فكل عمرى فداء الوطن والشعب».
الملحمة كاملة تم تقديمها باحتراف فى حينها خلال برنامج «٩٠ دقيقة» على قناة المحور، بشكل احترافى وطنى، بما أراه نموذجًا للإعلام الداعم لمشاعر التقدير والعرفان لرسالة أبطالنا البواسل «جيشًا وشرطة».. أشار البرنامج إلى كل تفاصيل رحلة معاناة البطل فى مستشفيات مصر والخارج.. كيف عاش غيبوبة استمرت أكثر من ٦٠ يومًا.. وعن تواصل كل الجهات المعنية بأمر متابعة تلك الرحلة القاسية على مدى سنوات، وإشارة لتكريمه الرائع من رئيس الجمهورية، حتى إصدار القرار المستحق من قبل سيادته بإطلاق اسم الشهيد على ذات موقع حدوث تلك المواجهة بدلًا من ميدان النهضة و«النهضة» بالمصادفة هو المسمى الذى أطلقه شياطين الإخوان على المشروع «الفنكوشى» الوهمى عند وصولهم لكراسى الحكم، كمشروع تنموى يمثل جماعة المرشد.. ولعل أطيب ما فى تفاصيل تلك الملحمة أن يرى البطل ويتابع بنفسه رد فعل قيامه بتلك البطولة من تكريمات واحتفاليات وطنية طيبة قبل استشهاده.
وأذكر أنه وعبر فقرات البرنامج طالب الإعلامى «د. محمد الباز» مقدم البرنامج بضرورة توثيق شهادات أبطال تلك المواجهات البطولية الدامية، لتقدم الدليل الدامغ على مدى بشاعة تلك الجماعات الإرهابية التى تملأ الدنيا ضجيجًا زائفًا بدعوى أنها كانت بصدد تنظيم احتجاجات سلمية!!
ويبقى لى أن أسأل: أين مجلس حقوق الإنسان، والمجلس القومى لمناهضة الإرهاب، والهيئة العامة للاستعلامات، وغرف الإعلام والصحافة الحكومية، ومراكز الأبحاث المعنية بمعالجات قضايا الإرهاب؟ لماذا لا نرى فعاليات وطنية محلية وإقليمية وعالمية «بشكل فردى أو جماعى» لعرض مثل تلك البطولات والتضحيات العظيمة التى قدمها شعبنا العظيم عبر كل سنوات المواجهة، التى قد تعود إلى ما يقارب قرنًا من الزمان منذ وجدت بذرة الفكرة الشريرة على أرض المحروسة لإنشاء جماعة تدعى أن دورها دعوى بمسوح الدين؛ لتصنع على مدى كل تلك الحقب جرائمها التاريخية الخسيسة؟!!