رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصة الراقصة المؤمنة.. منعوها من الرقص بالمصحف فبنت مسجدًا

جريدة الدستور

نعمت مختار، وشهرتها "سعدية الغجرية"،أما اسمها الحقيقي فهو "نعيمة محمد مصطفى" وهي التي بنت مسجدا من مالها الخاص، وتكتمت على الموضوع وظل سرا حتى لا يقابل الأمر بضجة كبيرة كما حدث مع المصحف حتى انتهى البناء تمامًا.

الحكاية كما ذكرتها مجلة الشبكة في عددها الذي صدر بتاريخ يناير 1967، ترجع لأن الراقصة نعمت مختار كانت ترقص وهي ترتدي مصحفًا مذهبًا على صدرها، وأثار الأمر ضجة كبيرة في وقتها، وكان حديث الرقابة، والتي ذكرت أنه لا يصح لراقصة أن ترقص وكلام الله عز وجل يهتز على صدر عار تتلوى صاحبته وتتمايل أمام الناس شبه عارية.

وهنا اتخذت الرقابة إجراء بأن قدمت نعمت للمحاكمة، وثارت الضجة اكثر ما بين مؤيد للأمر ومعارض له.

وتابع تقرير الشبكة ان كل من علم بحكاية المسجد لم يتوقع ان يثار الأمر مرة أخرى على غرار ما حدث مع المصحف، لا من الرقابة ولا من مشيخة الأزهر، لأن المسجد من مالها الخاص وأطلق عليه اسمها أيضًا.

وكانت نعمت مختار قد بدأت حياتها راقصة في الملاهي وكان الشئ الوحيد الذي صممت عليه يوم أن قررت أن تصبح راقصة، هو أن تحتفظ لنفسها ولفنها بمستوى معين من التقدير، وسافرت مختار إلى عدة دول لإحياء حفلات هناك، منها إسبانيا وإيطاليا وتونس ومراكش والسودان وليبيا والمغرب.

وكان اسم مختار يقترن بأسماء مشاهير الرقص الشرقي، وحدث أن التقاها المخرج التلفزيوني يوسف مرزوق فدربها على التمثيل، وشاركت بالفعل بدور في المسلسل التلفزيوني "بنت الحتة".

وانفتح مجال التمثيل فلعبت مختار دور البطولة في عدة مسلسلات تلفزيونية وأفلام سينمائية، ولكن أبرز أعمال مختار هو مسلسل تلفزيوني باسم "سعدية الغجرية" ويقع في 20 حلقة، أذيع منه 10 حلقات ثم توقف بسبب العدوان عام 1967.

وفجأة ظهرت بنات كثيرات احترفن الرقص، لا يهمهن إلا هز الوسط فقط، ورأت مختار أنه لا مكان لها بينهن، وأن الراقصات الجديدات لسن جديرات حتى بلقب زميلات مهنة، وبسبب ذلك اعتزلت نعمت الرقص لأنه على حد قولها"في محنة".

أما عن نعمت مختار فهي من مواليد 1932 من أشهر أدوارها في فيلم حمام الملاطيلي، بين القصرين، وأخيرا فيلم المرأة التى غلبت الشيطان الذي أنتجته عام 1973، واعتزلت بعده الرقص نهائيا حتى رحلت في عام 1989.