"اللاجئون" قشة قصمت ظهر أردوغان.. فشل المنطقة الآمنة خفّض دعمه
"اللاجئون" حجة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أجل فعل أي شىء لابتزاز أوروبا لنقل اللاجئين قسرًا لمناطق الحرب، وغزو شمال سوريا لإقامة منطقة آمنة تمهيدًا لإعادة توطينهم بها، على الرغم من أن الأمر غير منطقي.
وأكد موقع "أحوال" التركي، أنه من غير المحتمل أن تكون تركيا قادرة على إعادة توطين عدد كبير من اللاجئين في المنطقة الآمنة المخطط إقامتها، ويتوقع الخبراء أن يؤدي هذا الفشل إلى تآكل دعم أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم.
وتابع الموقع أن الهجوم التركي على شمال شرق سوريا أدى لنزوح ما يقرب من 300 ألف شخص، وقد وصف العديد من الخبراء الدوليين، بمن فيهم السفير الأمريكي السابق سامانثا باور، ما تقوم به أنقرة على أنه تطهير عرقي، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن أردوغان يأمل في إعادة توطين ما يصل إلى 2 مليون لاجئ عربي سوري في المنطقة، في منطقة كان يسكنها الأكراد خلال العقود الأخيرة.
وعبر آرون شتاين، مدير برنامج الشرق الأوسط بمعهد أبحاث السياسة الخارجية، عن شكوكه بشأن جدية خطة إعادة توطين اللاجئين في تركيا.
وقال: "إنه وهم، فكر في الخدمات اللوجستية التي تحتاجها لنقل مليوني شخص، ولن يحصلوا على المنطقة بالكامل، ولديهم مساحة صغيرة جدًا".
وأوضح الموقع أن أردوغان كان يأمل في إنشاء منطقة بطول حوالي 480 كم وعمق 30 كم، ولكن نتيجة الصفقة التي تمت بين تركيا وروسيا، فإن المنطقة التي تسيطر عليها تركيا يبلغ عمقها أقل من 10 كيلومترات، وتبعد مسافة 100 كيلومتر فقط بين البلدات الحدودية، تل أبيض إلى رأس العين.
وتابع أن خطة أردوغان تتضمن استقدام شركات بناء تركية لبناء مدن جديدة لإيواء اللاجئين، مع دفع أوروبا فاتورة قيمتها 27 مليار دولار.
وقال شتاين: "لن يمول أحد هذا الحلم البالغ قيمته 27 مليار دولار أمريكي لبناء المباني والبنية التحتية داخل هذه المنطقة، ولن تفعل الولايات المتحدة ذلك، أشك في أن الأوروبيين سيفعلون ذلك، ما يعني أن تركيا ستتحمل التكلفة بالكامل".
وأكد الموقع أن الاقتصاد التركي خرج من حالة الركود في وقت سابق من هذا العام، لكنه ما زال مضطربًا للغاية، ربما عانى حزب العدالة والتنمية من أكثر الضربات أهمية في فترة حكمه التي استمرت 17 عامًا في الانتخابات المحلية لهذا العام، وقد علق العديد من المراقبين الخسائر على الاقتصاد وتزايد الاستياء من وجود 3.6 مليون لاجئ سوري على الأقل في البلاد.
وقال ميرف تاهيروغلو، منسق برنامج تركيا في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط: "لقد كانت سياسة تركيا تجاه اللاجئين السوريين خطأ منذ البداية، وكانت هذه الأزمة منذ وقت طويل في الطور".
وتابع تاهيروغلو أنه من غير الواقعي الاعتقاد بأن تركيا يمكنها نقل حتى مليون لاجئ إلى سوريا، على الرغم من الإحباطات التركية المتزايدة تجاه اللاجئين، وإظهار العنصرية ضد العرب ومعظمهم من السوريين.
بينما قال مايكل تانشوم، زميل بارز في المعهد النمساوي للسياسة الأمنية الأوروبية، ومقره فيينا، إن أردوغان لا يستطيع إنهاء العملية السورية دون إعادة عدد كبير من اللاجئين، لأن التكلفة السياسية للعملية ستكون مرتفعة للغاية.
وتابع: "لن يتمكن أردوغان من نقل أجزاء كبيرة من هؤلاء السكان إلى شمال سوريا في أي وقت قريب، وبالتالي سيستمر ذلك في تحمل التكاليف السياسية في الداخل".
وأكد الموقع أن تركيا قامت بترحيل العشرات من السوريين، وفقًا لـ هيومن رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية، والتي أصدرت بيانات الأسبوع الماضي قائلة إن تركيا كانت تخاطر بحياة اللاجئين السوريين بإجبارهم على العودة إلى منطقة الحرب.
وقال شتاين: "لقد حاولوا التخلص من بعض اللاجئين عن طريق إعادتهم إلى إدلب"، مضيفًا أن هذا أثار غضبًا دوليًا لدرجة أن تركيا قد أوقفت هذه الممارسة.
بينما يعتقد تاهيروغلو أن الممارسات المماثلة قد تعود إذا لم تتمكن تركيا من إيجاد طريقة أخرى لحل مشكلة اللاجئين.
وقال: "تحتاج تركيا إلى إيجاد طريقة للتعامل مع اللاجئين، والكثير منهم ليس لهم وضع قانوني في الوقت الحالي، وتوصي بأن تمنحهم أنقرة الجنسية أو الوضع المؤقت والعمل على دمجهم، لكن بالطبع هذا أمر صعب حقًا في ظل المناخ الحالي المتمثل في ارتفاع القومية المتطرفة في تركيا".