رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مؤامرة 58


يوهان لوفتشد، دا مخرج سويدى، عمل فيلم وثائقى سنة ٢٠٠٢، اسمه «مؤامرة ٥٨». يوهان قال فى الفيلم إننا كلنا انضحك علينا، وكلنا هنا مش يعنى السويديين، ولا الأوروبيين، ولا المهتمين بـ الفن مثلًا، لا، كلنا يعنى الجنس البشرى كله تعرض لـ خدعة مدبرة بـ احتراف، وهى إن كأس العالم نسخة ١٩٥٨، ما اتلعبتش فى السويد، زى ما كل الناس عارفين وواثقين.
إحنا عارفين إن كاس العالم بـ يتلعب كل ٤ سنين، وبـ تستضيفه دولة من دول العالم، وكل نسخ كاس العالم اللى اتلعبت عددها ٢١ نسخة، محفوظة تمامًا، كل نسخة اتلعبت فين، ومين كسبها، ونتايج الماتشات، وحتى تشكيل كل فريق فى كل مباراة، دى حاجات محفوظة، لـ درجة إنه حتى حالات الإنذار والطرد الناس عارفين أشهرها وملابساتها.
كاس العالم مش بس أهم حدث كروى، دا تجمع بـ يهتم بيه كل الناس فى العالم بـ درجات طبعًا، وفيه ناس كتير كتير، مالهاش فى الكورة، بس ساعة كاس العالم بـ تتابع.
يوهان قال عن فيلم «مؤامرة ٥٨» إنه معمول لـ تقديم الأدلة القاطعة على إنه مونديال ١٩٥٨ كله على بعض كدا، ما اتلعبش فى السويد زى ما قالوا لنا، ما اتلعبش فى أوروبا أصلًا.
إيه الأدلة يا عم يوهان؟
قال إنه جمع آلافًا من الصور الملتقطة لـ المونديال، وكل المبانى الموجودة فى الخلفيات ما كانتش موجودة فى السويد إطلاقًا، طبعًا مع وضع دواير وعلامات على أماكن بـ عينها، ومقارنتها بـ مكانها الحالى فى السويد، وكشف إن المبانى دى موجودة فى مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مع مقارنتها بـ صور موجودة فى بلاد العم سام.
طب ليه أمريكا تنظم كاس عالم، وتخبى عن الناس، وتقول إنه اتلعب فى حتة تانية، يوهان بـ يرد إن أمريكا فى إطار الحرب الباردة مع السوفيت، كانت عايزة تختبر إلى أى مدى ممكن يوصل الإعلام، خصوصًا التليفزيون، فى نقل صورة غير حقيقية لـ البشر، عن طريق تصوير بطولة كاملة، أقيمت فى قارة، على إنها اتلعبت فى قارة تانية خالص.
بس كدا الأدلة؟
لأ، دا جاب لقطات من المباريات، وشرح فيها إن ظلال اللاعبين لا تتناسب مع الطقس فى السويد، ولا يمكن تكون الشمس كدا فى هذا الجزء من أوروبا، فى هذا الجزء من السنة.
خلصنا على كدا؟
لأ، دا كمان تنظيم البطولة دى كان محتاج أمور لوجستية ما كانتش متوفرة فى أوروبا بعد الحرب العالمية التانية مباشرة، وإنه أمريكا هى المكان الوحيد المؤهل لـ دا.
يوهان استعان فى فيلمه بـ مؤرخ سويدى معروف اسمه «دى فايرن»، كان بـ يأكد كل حاجة بـ تتقال.
وفى نهاية الفيلم، طلع يوهان وقال لـ جمهوره إن كل اللى اتقال فى الفيلم دا، كلام فارغ، البطولة اتلعبت فى السويد عادى، وهو فبرك كل الكلام اللى اتقال، والصور اللى اتذاعت فى الفيلم، وإنها مش حاجة صعبة، هو بس عايز يقول لـ الجمهور، ما تسيبش حد يلعب بـ دماغك، بـ أى شوية فبركات، أو هرتلات تنتمى إلى نظرية المؤامرة.
فين المشكلة؟
المشكلة إنه فيه قطاع عريض من الجمهور السويدى اقتنع بـ اللى اتقال فى الفيلم، ما عدا الجزء الأخير، وقالوا إنه يوهان انضغط عليه، إنه يحشر هذا الجزء فى الفيلم، وإن البطولة فعلًا ما اتلعبتش فى السويد، وكل الأدلة المذكورة فى الفيلم، لا يمكن تكون فبركة، وما زالوا لـ حد وقتنا هذا بـ يطالبوا الحكومة السويدية بـ الكشف عن «الحقيقة».