رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"فاطمة" أول سيدة تعزف السمسمية بمدن القناة (فيديو)

جريدة الدستور

"على أنغام السمسمية فتحت عيني" تلك هي أول الكلمات التي بدأت بها " فاطمة" أول سيدة تعزف السمسمية ببورسعيد منذ أكثر من ٢٠ عام، حيث عادت بنا الى الماضي لتروي كيف بدأت في تعلم وعزف تلك الآلة المعروفة بأنها آلة رجالي، عزف عليها أهالي مدن القناة تحديدا وذلك أثناء العدوان الثلاثي والحروب التي مرت على مصر لتكون السمسمية شاهدة على البطولة والفداء.

فقد روت فاطمة لـ"الدستور" عن حبها وتعلقها بتلك الآلة التي تقول عنها مصدر للحماس فمن المستحيل أن تسمع السمسمية ولا يجري الدم في عروقك وتشعر أنك اندفع بداخلك حماس فالسمسمية كانت دائما صوت الحرب والسلام والحزن والفرح وكأن كل معاني الحياة تلخصت في خمس أوتار.

وأوضحت فاطمة: بدأت أعزف السمسمية وأنا عندي 12 سنة تقريبا أنا اخترت الآلة دي بالتحديد لأني نشأت لقيتها موجودة في البيت لأن والدي كان يصنعها وكان كل أخواتي يعزفون عليها ويألفون فقربها مني في المنزل جعلني أحبها وأتعلمها ومن ساعدني في تعلمها أخي جابر مرسي وهو معي حتى الآن في الفرقة وهو قائد فرقة صوت البحر، ونحيي حفلات كثيرة ونسافر مهرجانات داخل وخارج مصر ونعمل حفلات أسبوعية على شاطيء بورسعيد ونعمل "ضمة" في الأفراح والحنة والحمد لله نحافظ على التراث وتاريخنا وتاريخ أجدادنا.

ومن المهرجانات التي شاركنا بها خارج مصر مهرجان بنزرت الدولي الثالث في تونس وحققنا نجاحًا كبيرًا جدًا لأني كنت البنت الوحيدة التي تعزف ضمن كافة دول العالم المشاركة بالمهرجان وحصلت على مركز ثالث والناس كانت مبسوطة لأني أجيد عزف آلة لا يعزفها سوى الرجال.
وفي مصر شاركنا بمهرجانات عديدة مثل مهرجان ليالي المحروسة فنحن نمارس فننا في كل المحافظات من شرم الشيخ إلى مطروح ومن الدلتا إلى الصعيد.

وتابعت "فاطمة": لا توجد صعوبات واجهتني لأنها ليست مهنة وإنما هواية، فأنا موظفة ولدي حياتي الخاصة والعائلية لكن كان هناك القليل من الناس غير متقبلين وجود سيدة تعزف على آلة السمسمية وسط الرجال لكن الآن الجميع مبسوط منا وأصبح الجميع يتباهون بي وبدأت فتيات بالسعي لتعلم المهنة.

أما جابر مرسي شقيق فاطمة فيقول: ولدت وجدت نفسي في عائلة فنية والدي يصنع آلة السمسمية القديمة ويؤلف واخواتي كلهم يعزفون عليها ومن بينهم شعراء ومغنون فكانت العائلة كلها فرقة وعزفت السمسمية وأنا في 2 ابتدائي لوحدي دون أن يعلمني أحد بسبب حبي لها ومتابعتي لأسرتي.

فاطمة كانت تحب أيضًا السمسمية وأبدت رغبتها في تعلمها فعلمتها وتعلمت بسرعة وأجادتها وطبعا في البداية كانت شيء غريب بالنسبة للفنانين والوسط الفني ولكنها نجحت في جذب الناس وكنا نأخذها معنا في حفلات على المقاهي والضمم والحفلات والأفراح وكانت تعزف ببراعة.