رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المرصد السوري يرصد انتهاكات العدوان التركي بالصوت والصورة

جريدة الدستور

تسيطر تركيا على مساحة توازي ربع مساحة سوريا.. والفصائل الموالية لأنقرة تواصل انتهاكاتها وخرقها الاتفاق الأمريكي- التركي.. و449 قتيلا حصيلة ضحايا "قسد" والنظام والقوات التركية والفصائل الموالية لها.. وسرقة المواطنين وطلب فدية.. هكذا رصد المرصد السورى انتهاكات قوات أردوغان فى شمال سوريا.

رغم إعلان نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، وقف إطلاق النار في شمال سوريا بالاتفاق مع تركيا، على أن يكون لمدة 120 ساعة لحين انسحاب وحدات حماية الشعب من المناطق الحدودية، لا يزال الوضع مشتعلا في ظل استمرار الاشتباكات والقصف على مدينة "رأس العين"، في اليوم العاشر من عملية "نبع السلام".

ولا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة، والفصائل الموالية لتركيا من جهة أخرى، على محاور في ريف مدينة رأس العين الشرقي وريف بلدة الدرباسية، في هجوم متواصل من قبل الأخيرة منذ ساعات الصباح الأولى، بعد إزالة تركيا الجدار الفاصل مقابل قرية الشكرية شرق رأس العين ودخول المجموعات الموالية لها عبرها.

ويقول رامي عبدالرحمن، مدير المرصد السوري، إنه تم دخول عشرات العناصر من الفصائل الموالية لتركيا إلى قرية الشكرية الواقعة على الحدود مباشرة عبر الأراضي التركية، رفقة 5 دبابات، وسيطروا على قرى الشكرية وحجي حسو وجان تمر، وسط تحليق لطائرات في سماء المنطقة.

وأكد، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن عدد النازحين تجاوز 300 ألف مدني نزحوا من بلداتهم ومدنهم وقراهم، حيث تتواصل حركة نزوح المدنيين من مناطقهم في تل أبيض ورأس العين والدرباسية وعين العرب وعين عيسى، ومناطق أخرى شرق الفرات عند الشريط الحدودي مع تركيا، ووفقا لإحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، تجاوز عدد النازحين 300 ألف مدني نحو عمق المنطقة، وسط أوضاع إنسانية صعبة تعيشها المنطقة من التصاعد الكبير في أعداد النازحين ووجهتهم.
وأشار عبدالرحمن إلى سقوط 86 شهيدا مدنيا ضحية للقذائف العشوائية والقصف والمعارك التي تشنها تركيا على شمال سوريا.

وكشف عن أن الفصائل الموالية لـ"أنقرة" لم تكتف بمنع قافلة الهلال الأحمر الكردي ومنظمة إنسانية أمريكية من دخول مدينة رأس العين (سري كانييه)، بل عمدت إلى إغلاق الطريق من خلفهم، حيث علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القافلة عالقة على الطريق الواصل بين قرية السفح ومدينة رأس العين بعد قطع طريق العودة أمامهم في قرية السفح من قبل الفصائل، فهي الآن- أي القافلة- لا تستطيع التقدم نحو "رأس العين" ولا العودة.

وحسبما كشفت عنه مصادر "المرصد السوري"، فإن جزءا من القافلة الطبية التابعة للهلال الأحمر الكردي ومنظمة إنسانية أمريكية عادت إلى تل تمر، بينما لا تزال بقية القافلة تنتظر على أمل دخولها رأس العين لإخلاء المصابين، فيما تشهد المدينة استمرار القصف بشكل متقطع من قبل الفصائل على مواقع "قسد".

وعلى مدار 9 أيام، رصد "المرصد السوري" تقدم القوات التركية والفصائل الموالية لها بغطاء جوي وبري مكثف في إجمالي مساحة تقدر بـ2419 كلم2، أي ما يعادل ربع مساحة سوريا، تتمثل في: مدينة تل أبيض وبلدة سلوك ومزرعة الحمادي وأبوقبر ومزرعة المسيحي وحميدة والمهيدة والدادات واليابسة والمشرفة وتل فندر وبئر عاشق والتروازية ولزكة وحويران والواسطة والغجير وشوكان والخالدية والعريضة والنبهان وأم الجرن وغزيل والحاوي وطبابين والصواوين وجاموس فليو والزيدي والدروبية وعين العروس وتل عنتر والبديع وجاسم العلي في محور تل أبيض، بالإضافة إلى بلدة مبروكة وقرى الكنطري ووضحة وتويجل وعلوك وكشتو وأقصاص وتل خنزير والعزيزية والبالوجة وأبوالصون وحويش الناصر والنعيم والصالحية والليبية وتل البنات وكاجو والمدائن وناح في محور رأس العين، بالإضافة إلى 17 قرية ومنطقة ضمن المنطقة الواقعة بين بلدة تل تمر ومدينة رأس العين، والمنطقة الواقعة بين ريف تل أبيض وبلدة عين عيسى، في حين أن القصف لا يزال متواصلا على "رأس العين" بالرغم من الإعلان عن وقف إطلاق النار.

وارتفع تعداد القتلى في صفوف قوات سوريا الديمقراطية والمجالس العسكرية وقوى الأمن الداخلي جراء قصف جوي وبري تركي واشتباكات مع القوات التركية والفصائل الموالية لها، منذ بدء العملية العسكرية التركية عصر الأربعاء، إلى 239، فيما وثق "المرصد السوري" مقتل 5 عناصر من قوات النظام وإصابة آخرين جراء استهداف صاروخي نفذته القوات التركية والفصائل الموالية لها على محاور شمال غرب منبج وشرق بلدة عين عيسى، في مواقع انتشار قوات النظام.. كما ارتفع تعداد قتلى الفصائل السورية الموالية لـ"أنقرة"، وقتلى الخلايا الموالية لتركيا خلال استهدافات واشتباكات مع "قسد" خلال الفترة ذاتها، إلى 196 من بينهم 21 من خلايا موالية لـ"أنقرة" قتلوا في اشتباكات مع "قسد"، بالإضافة إلى مقتل 9 جنود أتراك حتى الآن خلال الاشتباكات والاستهدافات، وسط معلومات عن قتلى أتراك آخرين على الحدود التركية السورية، كما أن تعداد الذين قتلوا مرشح للارتفاع لوجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة.

وعمدت القوات التركية إلى سرقة المواشي بقرى تل أبيض، لتعيد للأذهان ممارسات الفصائل أثناء عملية السيطرة على "عفرين" وسرقة ممتلكات الأهالي، كما عمدت إلى اختطاف مواطنة مسنة وزوجها وطفل بقرية "جاعدة"، وطلب الخاطفون فدية مالية قدرها 10 ملايين ليرة سورية، كما سبق للفصائل أن عمدت إلى تصفية 5 أشخاص من عائلة مسنة في المنطقة.