رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بين التفاوض والتدويل..

دبلوماسيون يوضحون خيارات مصر للتعامل مع "سد النهضة"

جريدة الدستور

‪بعد سلسلة من المفاوضات المستمرة التى دامت أربع سنوات بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة، عقد وزراء الري اجتماعًا فنيًا على مدى يومين في الخرطوم للتباحث حول قواعد ملء وتشغيل السد، وهي الاجتماعات التي أكدت مصر مرارًا أنها فنية بحتة ولا تخضع لأي تأويلات سياسية.

‪وفي إطار استمرار تلك المفاوضات، ظهرت اتجاهات مصرية لتدويل قضية "سد النهضة" ووضع المجتمع الدولي أمام تطورات المفاوضات، وهو ما بدا في حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام الشق رفيع المستوى لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي أكد فيها أن استمرار التعثر في المفاوضات سيكون له انعكاساته السلبية على الاستقرار والتنمية، كما كانت القضية محور لقاءات وزير الخارجية سامح شكري مع نظرائه على هامش اجتماعات نيويورك.

لا بديل عن التفاوض
في هذا الإطار، قال السفير علي الحفني نائب وزير الخارجية السابق للشئون الإفريقية إن الرئيس السيسي تناول موضوع سد النهضة في لقاءات متعددة مع مسئولين أجانب وفي الأمم المتحدة، مؤكدا أن مصر لن تحقق مصلحتها على حساب مصلحة الدول الأخرى، وبنفس المنطق طلبت أن تراعي الدول الأخرى المصلحة المصرية.

وأضاف الحفني، في تصريحات لـ "الدستور"، أن الأمن المائي هو قضية أمن قومي لا يمكن التهاون فيها، مؤكدًا أنه لا حل بديل عن المفاوضات، ولابد أن يكون التفاوض مبني على حسن النوايا وعلاقات حسن الجوار، وعلى العلاقات الخاصة التي تربط الدول، مشددًا في هذا الصدد، أن مصر تدرك أن تلك القضية تتم في إطار علاقة ثلاثية، وهو ما يدفع إلى الاستمرار في المفاوضات بين الاطراف الثلاثة.

وسيط دولي
ولفت الحفني إلى أن مصر اقترحت أطروحات وأفكار عديدة على امتداد السنوات الماضية، وكان هناك بدائل متعددة امام الجانب الاثيوبي، موضحًا أن القضية أصبحت لا تحتمل فرض الأمر الواقع، خاصةً وأن مصر تعامت بمنتهي الحرص على مصالح السودان واثيوبيا وتسعى إلى تحقيق التكامل بين دول نهر النيل.

وأضاف أن مصر طرحت إشراك البنك الدولي وهو الاقتراح الذي رفضته إثيوبيا، كما تم تشكيل لجنة دولية إلا أن الجانب الإثيوبي لم يمكن المكاتب الاستشارية من القيام بعملهم المنوط بهم طبقا للمطالبة الجماعية للدول الثلاث، موضحًا أنه في عام 2013 أظهر تقرير اللجنة الدولية الأولي - التي كانت ممثلة فيها خبرات من 4 دول مختلفة من أفضل الخبرات العالمية - العديد من الأمور التي لم تتعامل أديس أبابا معها بشكل جاد كما كان لدى اللجنة تساؤلات لم تجب عليها أو تتعامل معها بشفافية.

الأمم المتحدة ومجلس الأمن
في الإطار ذاته، أكد السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق أنه ليس أمامنا الا مواصلة الحوار، لافتًا إلى أن الوسائل السياسية لم تنتهِ بعد ويمكننا التصعيد إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، باعتبار أن السد يهدد الأمن والسلام في مصر، لأن مسألة المياه هي مسألة حياة أو موت.

وأشار بيومي، في تصريحات لـ"الدستور" إلى أن القضية هي قضية الدول المطلة على حوض نهر النيل، وهناك حل آخر يمكن أن يكون بتدخل خبراء عالميين في الري والأنهار، وخبراء في أنهار شبيهة، والقياس على تلك الخبرات في معرفة كيفية تقسيم مياه الأنهار على دول الأحواض المشابهة.

طرف رابع
وقبيل انطلاق المفاوضات الفنية بالخرطوم، أصدرت الولايات المتحدة بيانًا رسميًا هو الأول من نوعه التي تعلق فيه على مفاوضات سد النهضة.

وأكدت واشنطن، في بيان للبيت الأبيض، دعمها للمفاوضات الثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان، حيث دعت المتحدثة باسم البيت الأبيض الأطراف الثلاثة إلى بذل جهود حسن النية للتوصل إلى اتفاق مستدام يحقق تبادل المنفعة في التنمية الاقتصادية والازدهار.

وفي بداية المفاوضات الفنية، أكدت مصادر دبلوماسية أن مصر طالبت بدخول طرف رابع إلى المفاوضات الجارية بعد التعثر الذي شهدته على مدى السنوات الماضية.