رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفيديوهاتية المديوكر


تجدهم دومًا من الأنصاف والمبتسرين يعانون كمًا هائلًا من الهلاوس والضلالات وينقسمون لنوعين: نشطاء الماضى ممن زالت عنهم الأضواء وملّوا من الفراغ والبطالة وانحسار الأرباح وتوقفها بعد أن جفت المنابع، ومعارضو الخارج الذين ينعمون برغد الغرب، الذى لا طعم له على ألسنتهم التى جفت ويبللها الصياح الهستيرى، فصاحوا ومعهم أعرابى خائن يتيه عشقًا فى سيدته إسرائيل.
هؤلاء جميعًا حرضوا على النزول للشارع فى ٢٥ يناير ٢٠٢٠ لإسقاط الدولة بل والأمة المصرية، وجميعها دعوات تخريبية انتقامية شخصانية شديدة الأنانية والذاتية، تستهدف الانتقام من الدولة، التى لم تلتفت إليهم، رغبة فى العودة لدوائر الضوء من جديد ولعب أدوار جديدة وإن كان الثمن إزهاق أرواح وتخريب وطن، فأرواح الأبرياء وأرزاقهم لا تهمهم ولم تكن تهمهم من قبل ولن تهمهم أبدًا.
ضيق الحال والمحال جعلهم يتصورون أن بإمكانهم التسلل للناس فجربوا شتى أنواع المحاولات البائسة عبر الفيديوهات والتويتات شديدة الفقر والبؤس، والتى تدل على إفلاسهم وغيظهم، الذى لا يستطيعون كتمانه أو إخفاءه.. تابع المصريون تلك الفيديوهات بنوع من الفضول، الذى يصاحب عادة البدايات، ولكن ومع تكرار تلك اللعبة ودخول أسماء من الماضى فيها وظهور وجوه جديدة موتورة ركبت ذات الموجة وبروز وجوه المعارضة الموتورة المختبئة فى الخارج وانضمامها للعبة البائسة البلهاء، جعلت أمرهم ينفضح وانكشف المستور وبان للعيان وللسامعين أن كل ما يحدث هدفه التخريب ليس إلا، وكشف عن النوايا الدنيئة وأن الغايات والمآرب جميعها كيدية، وقد جاوزت المدى لصالح شللية بائسة فاشلة سبق لها المتاجرة بحماسة ودماء الأبرياء للتربح والشهرة، وكمحاولة لإيجاد موطئ قدم لمن قطعت أرجلهم عن الشوارع والميادين ولفظهم الشعب المعنى فى المقام الأول برزقه وحيواته ولا جناح عليه.
مارس هؤلاء كل أنواع الغلو والتخبط بقدر كبير من الاستعلاء والصلف، فطفح قيحهم المريض ورآه الشعب، فى حين يعتقد هؤلاء أنهم الأسياد والقادة المخططون وما هم إلا مخربون، وأن أبناء الشعب مجرد ترحيلة نضال زيفه وأفسده هؤلاء أو قطع من الحطب سيوقدونه ليحترق فداء لهم، أو كأن الشعب دمى أو عرائس ماريونيت خيوطها فى أيديهم، لا بشر من لحم ودم! يريد هؤلاء المبتسرون اليوم اعتلاء المشهد والميادين من جديد، بل واعتلاء أكتاف الشهداء «مشاريع الشهداء الجدد» بعد الزج بهم للموت.. فكم الأرواح التى أزهقت والعيون التى فُقِئت ولم تر فيديوهاتهم ستجعل الآذان تعاف بل وتصم انتقائيًا عن سماع ترهاتهم وبؤسهم وتدميرهم الذاتى الذى أصابهم بسبب فشلهم وفحشهم وجمعهم للمال السريع السهل والصيت الذى حصلوا عليه دون استحقاق، والذى أصابهم بلوثة عقلية ونفسية أصابتهم بدورها بنوع من البارانويا، فأوشك بعضهم على الانتحار، ومارس الهستيريا المريضة المثيرة للشفقة والغثيان فى آن واحد.
فالصراخ والتحريض والتخريب هو طريقهم الأوحد ووظيفتهم المتبقية، ولا مانع من حرق المدينة وسكانها وممارسة أشد وأحط أنواع الأناركية التخريبية فقط، ليسعدوا هم ويهنأوا هم ويشربوا أنخاب النصر فى مهجرهم الاختيارى، وليتكبد العباد ولتتكبد البلاد ما تتكبد، فهذا لا يعنيهم، فقط مصالحهم ونفوسهم الغرورة هى ما تعنيهم ودومًا تريد وتتوق لأن تستريح ولن تستريح.
المخربون خونوا النظام لأنهم هم الخونة.. اتهموا الغير بالتخاذل لأنهم هم المتخاذلون الذين هربوا للخارج ولم يواجهوا، ولا يستطيعون الاستمتاع بمالهم الوفير، فالمال الممنوح غير المستحق لا يسعد صاحبه بل يشقيه، واليوم يسعى المخربون لتخريب ماضٍ عريق لشعب عانى وضحى فى ثورة جليلة خلفت شهداء ومصابين، يسيئون لهم هؤلاء اليوم ويسيئون لسيرهم وللثورة المصرية بدعواهم للتخريب من الخارج ومن الصحارى وعبر الشاشات، بمنتهى الصفاقة المتبجحة وبمنتهى الغبن وانعدام المسئولية وانعدام أى حس إنسانى أو سياسى.
لقد تكبد الشعب ما تكبد وهم يسعدون باللهو بهم وبأعمارهم وبأرزاقهم وبمستقبلهم ومستقبل أحبائهم بدوافع سيكوباتية تميل للعنف ويساعدهم الميديتيشن واستحضار الحالة الغاندية على ممارسة الإيهام والاقتناع بالإيحاء بأن هناك شيئًا نبيلًا يخططون له، فى حين أنه التخريب والخراب، وبالتالى تكون الحالة الخُمينية هى الأقرب والأصدق بالنسبة لهم والاعتقاد بأن هؤلاء الفيديوهاتية سيقلبون نظام الحكم، كما فعل الخُمينى فى إيران بشرائط كاسيت.