رءوف مسعد: وصم 25 يناير و30 يونيو بالمؤامرة إهانة للمصريين
أكد الروائي رءوف مسعد، أن الذين يقولون إن 25 يناير انتفاضة واهمون لأنه في حقيقة الأمر ثورة لم تكتمل، أما ما حدث في 30 يونيو 2013 فكان خطوات في سبيل اكتمال الثورة الناقصة، ولا ينبغي أن ننسى في هذا الصدد أن الثورة الفرنسية "أم الثورات" لم تحقق أهدافها إلا بعد مرور أكثر من سبعين عاما على قيامها.
وأضاف أن المدارس التحليلية الثورية وخاصة الماركسية منها؛ تجد نفسها في أزمة بمواجهة فهم ما حدث في يناير 2011 وما حدث في يونيو 2013، والسبب أن ما حدث خارج عن السياق المألوف في "المقرر الماركسي الجدلي اللينيني" بالنسبة للثورات لأنه غير مسبوق.
وقال إن بعض الأفراد من "الثوريين" يعتبرون أن ما حدث في يناير 2011 انتفاضة ويحتارون أمام ما حدث في يونيو 2013، فيما ينادي البعض الآخر بنظرية المؤامرة باعتبار أن الشعب المصري لا يثور من تلقاء نفسه – نتيجة لفترات خمود طويلة قد تستمر قرونا- بل إذا ما هب المارد من سباته، فيكون هذا بسبب مؤامرة تحاك يكون الشعب المصري طرفاً فيها وهو لا يدري.
وأضاف أن هناك آخرين يقولون "لم تحدث ثورة في يناير بل انتفاضة وهم يستخدمون الاصطلاح الغربي لأول ثورة فلسطينية في الأراضي المحتلة استخدمت السلاح الوحيد المتاح لأفراد الشعب الثائر الأحجار ".
أما بالنسبة ليونيو 2013 –يقول رؤف مسعد- فإن دخول القوات المسلحة المصرية على الخط الثوري "التمردي" وتأييدها لمطالب الشعب؛ أربك المحللين الثوريين كما أربك الاستعماريين القدامى في أوروبا والمحدثين في أمريكا واستراليا، فأعلنوا أن ما حدث هو انقلاب وتباروا في تقديم الأسباب، موضحاً أنهم رأوا شجرة واحدة من الغابة ولم يشاهدوا بقية الأشجار، فإذا تحركت قوات مسلحة في بلد ما ضد الحكم "الشرعي" لهذا البلد فإن التحرك يسمى انقلاباً على الشرعية، لكنهم لم يروا أن "الشرعية" في مصر انقلبت على نفسها حينما نقضت احترامها وقسمها على احترام الدستور، وحينما كسرت وعودها التي وعدتها في اتفاقية فندق "فيرمونت"، وحينما لم تشرك المعارضة في الحكم كما وعدت، وحينما أصدرت قوانين تعلن فيها أن كل ما تقوم به رئاسة الجمهورية هو فوق القانون، وحينما وافقت على دستور متحيز ضد مطالب الشعب الأساسية.
ورأى صاحب رواية "بيضة النعامة"، أن الشرعية الإخوانية أنهت نفسها بنفسها، وبالتالي فالمطالبة بإزاحتها كانت هي "الشرعية" الشعبية لأن الشعب هو مصدر كل السلطات، وحينما ساند الجيش المصري الشعب المصري في مطلبه، كانت حركة الجيش موائمة لتحركات الشعب.