رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وداعًا للعشوائيات


بينما نواجه حربًا ضروسًا من الداخل والخارج تستهدف إضعاف الدول المصرية علينا كمصريين محبين لوطننا أن نتوحد للحفاظ على بلدنا الغالى، فإننا من ناحية أخرى ورغم المخاطر والصعاب والتحديات فإن الدولة أيضًا مستمرة فى البناء والتنمية، ولا بد من أن يتنبه أبناء الشعب المصرى المحبين لوطنهم لمخططات الخارج من خلال الشائعات، وأن يصطف ككتلة واحدة لاستكمال حلقات البناء والتنمية التى تمضى فى تحقيقها الدولة على أرض الواقع التى لا ينكرها إلا من هم أعداء الوطن أو الخونة أو المتآمرين عليه، أو اللا مبالين بمستقبل أفضل للوطن، إن الدولة المصرية ماضية فى التقدم إلى الأمام وإلى الأمان والرخاء والبناء رغم كل ما تتعرض له من المخاطر والتحديات.
من بين أفضل خطط البناء التى ستغير وجه الحياة للسكان، فى رأيى، هى خطة القضاء على العشوائيات التى يبلغ عدد سكانها ما يقرب من ٢٠٪ من تعداد السكان الكلى، إن ما يحدث الآن من المضى قدمًا فى حل مشكلة العشوائيات يعد ضربًا من الخيال، وأعود بالذاكرة إلى بدء التنفيذ منذ ٣ سنوات وتراه العين وتحقق على أرض الواقع فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأقصد بذلك اقتحام مشكلة العشوائيات والمضى فيها قدمًا رغم أنها كانت مشكلة يعانى منها بلدنا منذ زمن طويل، منذ بدايات القرن الماضى، ثم بدأت تتفاقم منذ الثمانينيات من القرن الماضى ولم تمتد إليها يد لنقل سكانها.
إن القضاء على مشكلة العشوائيات فى مصرنا الغالية ليس فقط حلم الذين يسكنون فيها ويفتقدون إلى السكن الصحى والآدمى، ويعانون من خطورتها ومن مشكلاتها الاجتماعية، والذين لا يملكون الإمكانيات لتغيير واقعهم الأليم، بل إنه أيضًا حلم كل من يحب مصر، ويتمنى أن تصبح فى أوضاع معيشية أفضل، وأن تحل مشكلة الإسكان التى أصبحت أزمة تحاول الدولة أن تجد لها حلولًا، لكنها لا تزال معقدة نظرًا لتعداد السكان الضخم الذى لا يتوقف والذى لا بد من التصدى له بوسائل مبتكرة وقانونية.
إن الدولة بالفعل تمضى بخطوات سريعة لحل هذه المشكلة، وما تنجم عنها من مشاكل اجتماعية خطيرة وعديدة، وفى أغسطس ٢٠١٩ تم الإعلان عن أنه سيتم قبل نهاية العام الإعلان عن انتهاء تطوير كل المناطق العشوائية غير الآمنة فى مختلف محافظات الجمهورية وإعلان مصر خالية من المناطق العشوائية الخطرة، وأعتقد أنه لا بد أن يواكب ذلك إعلام مصرى يتناسب مع تحقيق هذا الإنجاز الكبير، حيث تمضى الدولة منذ ٣ سنوات وتحديدًا فى يناير ٢٠١٦ فى تطوير هذه المناطق لتوفير حياة كريمة لسكان المناطق الخطرة، ولا بد أن نتذكر أن عدد المناطق الخطرة كان ٣٥١ منطقة بلغت تكلفة تطويرها ٣١ مليار جنيه، أما أول محافظة تم الإعلان عن خلوها من المناطق غير الآمنة فهى بورسعيد، وكان عدد سكان المناطق العشوائية الخطرة يبلغ ٢٢٠ ألف نسمة، وبلغ عدد الوحدات التى تم تنفيذها حتى الآن ١٠٥ آلاف وحدة، وقامت الحكومة بنقل المواطنين إلى شقق مجهزة، كما رأينا فى الأحياء التى تم بناؤها مثل حى الأسمرات وغيره.
إن هذه المشكلة المزمنة، التى تُركت طويلًا للإهمال واللا مبالاة منذ بدايات القرن الماضى، وتم انتشارها دون قواعد بناء وبطرق غير مشروعة وغير قانونية، تفاقمت مع ثمانينيات القرن الماضى فأصبحت تسكنها وتعشش فيها الأمراض والثعابين والكلاب الضالة والمخدرات، ويختفى فيها المجرمون والهاربون من العدالة وغير صالحة لتنشئة أطفال يشبون مواطنين صالحين، التى يتكدس فيها المواطنون فوق بعضهم فى ظروف صحية وحياتية سيئة، كل هذا كان ميراثًا ثقيلًا يعد الرئيس عبدالفتاح السيسى أول من يواجهه بكل جسارة وبكل عزم وبقيادة واعية، وتم بالفعل وضع خطط لتنفيذه على مراحل متواصلة وسريعة وبمواصفات صحية فى البناء، وبخطوات إيجابية وفعالة، وإذا كان من المتوقع أن يعلن انتهاء مشكلة العشوائيات الخطرة وغير الآمنة فى مختلف محافظات مصر فى ديسمبر المقبل، فربما يأتى قبل ٢٠٣٠ كما هو مخطط من الدولة، اليوم الذى نقول فيه وداعًا للعشوائيات فى كل محافظات مصرنا الغالية.