رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بيزنس التعليم.. مدارس خاصة تستغل نسبة الـ10% للتربح من أولياء الأمور

جريدة الدستور

العام 2014، أصدرت وزارة التربية والتعليم القرار رقم 420، المنظم للمدارس الخاصة، الخاص بتحويلات الطلاب من مدرسة إلى أخرى، والذي حدد نسبة 10% يتم خصمها من القسط الأول للمدرسة، إذ تم سحب ملف الطالب قبل بدء العام الدراسي، مع احتفاظ المدرسة بقيمة القسط كاملاً إذا كان التحويل بعد بداية الدراسة.

بيد أن ذلك البند تم تعديله في القرار رقم 449 عام 2018، وسُمح لوليّ الأمر أن يسحب ملف ابنه من المدرسة الخاصة، قبل بداية الدراسة، والتي عادةً ما تكون يوم 20 من الشهر ذاته، وفي تلك الحالة لا تخصم نسبة الـ10%، ويتم خصمها فقط في بدء الدراسة.

إلا أن بعض المدارس تخالف ذلك، وتخصم نسبة 10% من القسط الأول، الذي يدفعه وليّ الأمر في أي وقت يسحب فيه ملف نجله حتى وأن كان قبل يوم 1 سبتمبر الذي حددته الوزارة، بحسب وقائع خاصة رصدتها "الدستور" في التقرير التالي مع اليوم الأول للعام الدراسي الحالي.

"محمود السيد" 40 عامًا، أحد أولياء الأمور، والذي تقدم بأوراق نجله في أحد المدارس الخاصة لغات بمدينة الشروق، إلا أنه في منتصف شهر أغسطس الماضي، نصحه بعض جيرانه بأنها ليست مدرسة جديدة ومصروفاتها مرتفعة للغاية.

كان الرجل قد دفع بالفعل القسط الأولي إبان التقديم ما يقرب من 20 ألف جنيهًا، فقرر قبل أن يحل شهر سبتمبر سحب ملف ابنه والتقديم في مدرسة أخرى، إلا إنهم طالبوه بدفع نسبة 10% التي حددها قرار التعليم القديم الذي تم تعديله.

يقول: "حاولت أقولهم أن القرار ده اتلغى، ومش بيطبق إلا بعد شهر سبتمبر، ولسه فاضل حوالي 10 أيام عليه، هو عايزين يدفعوني الـ10% على أساس القانون القديم اللي إتلغى ونزل قانون جديد، أن لا يحق للمدرسة العشرة في المية إلا بعد بداية الدراسة".

كمال مغيث، الخبير التعليمي، يوضح أن المدارس الخاصة تبعد بشكل كبير عن أعين الرقابة، لأنه تعتبر بيزنس واستثمار، يتحكم فيه العرض والطلب واحتياجات السوق، التي لا بد أن تحقق ربح لصاحبها.

يشير إلى أن المدارس الخاصة تحاول بقدر الإمكان التربح من وليّ الأمر بكل الطرق، بداية من المبالغ الضخمة التي تتحصل عليها من استمارات التقديم فقط، نهاية بالمصروفات المبالغ فيها والتي يخالف بعضها قرارات التعليم.

"محمود" ليس الوحيد الذي تعرض لذلك، واضطر في النهاية عدم سحب ملف ابنه حتى لا يتغرم الـ10%، فهناك أيضًا "هديل خالد"، 27 عامًا، والتي تعرضت لنفس الأزمة حين أرادت سحب ملف ابنتها من إحدى المدارس الخاصة.

البداية كانت عقب تقديمها ملف ابنتها في مدرسة بالتجمع الخامس، وبعد دفع القسط الأول وتقديم الورق كامل، تفاجئت أنه بمرور الوقت لازالت أعمال البناء موجودة في المدرسة، تقول: "المدرسة فيها شغل عمالة، وحديد وطوب ورمل والومينيوم وشغل، وحسيت أنها مش هتقدر تبدأ مع أول الدراسة".

الخوف من ذلك، دفع السيدة إلى قرار سحب ملف ابنتها قبل بدء الدراسة، وتقديمه في مدرسة أخرى تكون على أتم الاستعداد، وحين حاولت ذلك أخبرتها المدرسة أنها ستخصم نسبة الـ10% من القسط الذي تك دفعه.

توضح، أنها اضطرت إلى دفع الـ10%، وخصمهم من القسط الأول الذي دفعته، حتى يتسنى لها الحصول على ملف ابنتها وتقديمه في مدرسة أخرى قبل بدء العام الدراسي، مضيفة: "المدرسة كانت سيئة ومش هتلحق تفتح مع الدراسة، وكان لازم أضحي بالفلوس عشان مستقبل بنتي".

الأرقام الرسمية، التي صدرت عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، عام 2017/ 2018 قالت أن عدد المدارس الخاصة في مصر بلغ 7 آلاف و385 مدرسة خاصة، ملتحق بها مليونان و32 ألأف تلميذًا.

وتحوي المدارس الخاصة بحسب الإحصاء ألفًا و700 فصلًا، وجاءت المدارس ما قبل الابتدائي الخاصة، الأكثر عددًا بـ 2295 مدرسة من جملة المدارس الخاصة، أما مدارس الثانوي الصناعي الخاصة كانت الأقل عددًا بـ11 مدرسة فقط من جملة المدارس الخاصة.