رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الناجون من فيروس «سى»: «100 مليون صحة» أعادت لنا الحياة

جريدة الدستور


«مصر خالية تمامًا من فيروس سى بحلول عام ٢٠٢٠».. حلم آمن به الرئيس عبدالفتاح السيسى فوجه الدولة بجميع أجهزتها للعمل على تحويله إلى واقع، وذلك من خلال المبادرة الرئاسية للقضاء على الفيروس والكشف عن الأمراض غير السارية «١٠٠ مليون صحة».
وأطلقت الحكومة المبادرة فى ٣٠ سبتمبر ٢٠١٨، وجرى التنفيذ على ٣ مراحل، كل منها ضمت مجموعة من المحافظات، وذلك من خلال مجموعة من نقاط المسح على مستوى الجمهورية، عملت على فحص المترددين على الحملة، وإحالة المصابين منهم إلى المستشفيات لاستكمال رحلة العلاج.
وحققت المبادرة نجاحات ملموسة على الأرض، وهو ما تعكسه الأرقام الرسمية، وشهادات المتعافين من المرض، الذين تلتقيهم «الدستور»، للحديث عن رحلتهم العلاجية، فى السطور التالية.

سحر فوزى:حياتى تحولت لسعادة لا توصف الآن

سحر فوزى، ربة منزل تبلغ من العمر ٤٣ عامًا، وأم لخمسة أطفال، تعيش فى قرية «كوم بوها» بمحافظة أسيوط، لم تكن تعلم أنها مصابة بفيروس «سى»، لكونها لم تشعر بأى من أعراضه.
تقول «سحر»: «لما بدأت حملات الكشف عن فيروس سى كنت مترددة أروح وأحلل فيها»، مشيرة إلى أن زوجها هو من أقنعها بضرورة الذهاب وإجراء التحليل، خاصة بعدما اكتشف أن أحد أصدقائه كان مصابًا بالمرض دون أن يعرف إلى أن اكتشف ذلك أثناء الحملة.
واستجابة لرغبة زوجها، توجهت «سحر» إلى مقر الحملة بالقرية، وفوجئت بأن التحليل جاء إيجابيًا وكشف عن أنها تحمل فيروس التهاب الكبد الوبائى، ما أدخلها فى نوبة حادة من البكاء، خوفًا على أبنائها، خشية أن تموت وتترك أبناءها دون من يرعاهم.
حالتها وجدت تفهمًا من مشرفى الحملة الذين طمأنوها على صحتها، وأوضحوا لها أن الشفاء من هذا المرض اللعين أصبح ممكنًا وأنهم سيقومون بتحويلها لأحد المستشفيات لتلقى العلاج، وتناول جرعات الدواء المجانية التى وفرتها وزارة الصحة فى برنامجها الذى لا يتعدى ٣ أشهر.
تقول «سحر» إنها تبعت تعليمات القائمين على الحملة وتوجهت إلى معهد الكبد بأسيوط، واستكملت التحاليل والأشعة للتعرف على حالتها بملبغ رمزى لا يتعدى ١٨ جنيهًا، وبناء على النتائج حدد لها الأطباء جرعات دواء «سوفالدى» لمدة ٣ أشهر.
بعد انتهاء برنامج العلاج، كشفت نتائج التحاليل أن «سحر» شفيت تمامًا من المرض، ما أدخلها فى حالة من الفرح بعدما تأكدت من نجاتها من الفيروس.
تقول «سحر»: «فرحت بشكل ما يتوصفش لما عرفت نتيجة التحليل، وفكرة إن العلاج مجانى هى اللى خلت ناس كتير تقرر تروح تكشف، وأنا شايفة إن علاج المصريين من فيروس سى هو أهم إنجاز عمله لينا الرئيس السيسى».

شيماء سيد: العلاج على مراحل.. وصرف الدواء فورًا


«كنا هندفع كتير بس المبادرة وفرت علينا كل حاجة».. بهذه الكلمات بدأت شيماء سيد حديثها عن رحلة علاج والدتها من فيروس سى مجانًا ضمن المبادرة الرئاسية.
وأوضحت ابنة مدينة الزقازيق البالغة ٣٠ عامًا: «سمعنا عن المبادرة، وما تتضمنه من تحاليل للكشف المبكر عن مرض فيروس سى وعلاجه، فترقبنا وصولها إلى الشرقية، لكى نجرى التحاليل ونطمئن على صحتها، خاصة أن جميعها مجانية، بما يعد فرصة بالنسبة لنا فى ظل الأسعار المرتفعة بمعامل التحاليل».
وأضافت: «أسرتى كلها عملت التحاليل، وكانت النتيجة سلبية الحمد لله، ما عدا والدتى، التى ثبتت إصابتها بالمرض، وتم توجيهنا من مسئولى المبادرة للذهاب إلى مستشفى الأحرار فى الزقازيق». رحلة العلاج فى المستشفى لم تكن مكلفة أو شاقة، وتضمنت ٣ مراحل، كل منها يشهد إجراء مجموعة من التحاليل اللازمة، وفق «شيماء»، التى أوضحت: «فى كل مرحلة كنا نذهب إلى المستشفى لإجراء التحاليل، ونصرف الدواء فى نفس اليوم، ثم نعاود الكشف بعد شهر».
وأضافت: «توقعنا أن يكون صرف الدواء بعد إجراء الفحوصات بفترة، لكن فُوجئنا بصرفه فى يوم إجراء التحاليل»، موضحة: «فرحنا جدًا بأن والدتى تعالج مجانًا، بدون آلام وصعوبات الانتظار والتردد على المستشفى أو الأطباء بشكل يومى».
واختتمت «شيماء» بقولها: «الحمد لله، والدتى الحاجة راوية محمد، صاحبة الـ٥٨ عامًا، شُفيت بفضل الله وهذه المبادرة، وأتمت مراحل العلاج الثلاث جميعها بشكل مجانى».

محمد رشدى: 5 دقائق غيرت مسارى.. والتنظيم غير مسبوق


لم يعتد محمد رشدى، ٤٥ عامًا، ابن محافظة الجيزة، الذهاب إلى المستشفيات أو الطبيب، ويفضل دائمًا مداواة نفسه بالوصفات الطبية البدائية.
وفى إحدى المرات، وجد «رشدى» فى طريقه قافلة تابعة لـ«١٠٠ مليون صحة»، فقرر أن يدخل ويُجرى تحليل الكشف المبكر عن فيروس «سى»، وظهرت النتيجة عقب ٥ دقائق فقط، وتأكد أنه يحمل الفيروس.
وأوضح أنه تم توجيهه إلى المستشفى للبدء فى رحلة التعافى من الفيروس مجانًا ضمن المبادرة، وفى المرحلة الأولى أجرى جميع التحاليل الطبية وصرف الدواء بشكل مباشر من المستشفى دون عناء، مؤكدًا أن كل ذلك تم بشكل مجانى.
وأضاف: «أنا مدين لهذه المبادرة وجميع القائمين عليها، ليس لأنها مجانية فقط، وإنما بسبب التنظيم والإدارة، وفى كل مرة كنت أذهب للمستشفى لصرف الدواء أو إجراء كشف ما أو تحاليل طبية كنت ألاحظ زيادة فى الأعداد التى تتلقى العلاج، ولكن كان هناك تنظيم وحرفية فى التعامل مع المرضى». واختتم «رشدى»: «استغرقت رحلة شفائى من فيروس سى نحو ثلاثة أشهر، وخلال هذه الفترة صرفت الدواء وأجريت الفحوصات الطبية بالمجان، حتى تأكدت تمامًا من تخلصى من المرض».

طارق معوض: المبادرة أنهت 5 سنوات من المعاناة


عاش ٥ سنوات كاملة يتنقل بين المستشفيات الحكومية والتابعة لهيئة التأمين الصحى، لتلقى جلسات العلاج اللازمة بلا جدوى، وذلك بعدما اكتشف إصابته بالفيروس صدفة حين أجرى تحليل دم عقب شعوره بآلام فى قدمه اليمنى.
إنه طارق معوض، البالغ ٣٠ عامًا، الذى ظل متعايشًا مع المرض ويهدئ من آثاره وأعراضه بالمسكنات، حتى علم بالمبادرة الرئاسية التى شعر أنها جاءته بمثابة «طوق نجاة»، فتوجه إلى أحد منافذها بمحافظة الجيزة، حيث أجرى الكشف الطبى والتحاليل التى أظهرته مصابًا بالمرض.
وفور الكشف عليه والتأكد من إصابته بـ«فيروس سى» تمت إحالته إلى مستشفى الجيزة العام، لتلقى العلاج على نفقة الدولة بالمجان، بموجب المبادرة الرئاسية. يقول: «تلقيت العلاج لمدة ٩ أشهر، حتى أكد لىّ الطبيب أننى تعافيت، لكن من الوارد عودة المرض من جديد، فى حالات نادرًا ما تحدث». وأضاف: «كنت فاقدًا الأمل فى أن أعود سليمًا مرة أخرى قبل أن تظهر تلك المبادرة التى وفرت الأدوية وجميع التحاليل المطلوبة بالمجان لكل من يحالون من منافذ الكشف إلى مستشفيات الحكومة».


جورج: القضاء عليه أصبح سهلًا

لم يكتشف جورج أسعد، ٦٠ عامًا، المزارع بمحافظة أسيوط، المرض إلا بعد خضوعه للكشف ضمن المبادرة الرئاسية، مشيرًا إلى أنه حين فوجئ بالإصابة رفض إخبار أفراد عائلته بالأمر حتى لا يزعجهم.
وأضاف أنه تلقى العلاج، الذى حدده له أطباء التأمين الصحى بمحافظة أسيوط، فى سرية تامة، موضحًا: «حصلت على عقار سوفالدى بسهولة، ولم تستغرق رحلة العلاج أكثر من ثلاثة أشهر، بعدها أجريت تحليلًا آخر والحمد لله شفيت من المرض تمامًا».
وقال: «علاج فيروس سى من خلال حملة ١٠٠ مليون صحة أصبح يشبه علاج مرض الإنفلونزا فى سهولته، فالدولة توفر كل شىء، فالتحاليل الخاصة بالفيروس والعلاج مجانيان».

عادل محمود: التحليل أثبت شفائى الكامل

قضى عادل محمود، ٢٦ عامًا، سنوات من عمره دون أن يكتشف إصابته بفيروس «سى»، فلم يشكو من أى ألم أو يشعر بتغييرات فى جسمه، وحين أُعلن عن حملة القضاء على فيرس «سى» لم يعرها انتباهًا، رغم إجراء كل المحيطين به الكشف الطبى.
الصدفة وحدها قادت «محمود» إلى منافذ الصحة لإجراء الكشف عن الفيروس، حين جاءت له بعثة بإحدى المدارس الخاصة فى دولة الكويت، وعلّم من الشئون الإدارية أن إحدى الأوراق المطلوبة لإتمام السفر هى توقيع الكشف الطبى عليه.
ذهب الشاب لإجراء الكشف، وفوجئ بأن النتيجة إيجابية وأنه مصاب بالمرض، صُدم لكنه فى الوقت ذاته كان يشعر بالامتنان لتلك الصدفة التى قادته إلى الكشف، فيقول: «تم تحويلى إلى معهد الكبد بالمجان، وحصلت على العلاج بأسعار رمزية، وأجريت التحاليل والكشوفات الطبية بلا مقابل مادى». ويقول إنه أصبح يدعو أصدقاءه لإجراء تلك الكشوفات، مشيرًا إلى أن التحليل الأخير الذى أجراه أكد شفاءه تمامًا من المرض.


مقبل:الدولة أنقذت أرواح الآلاف

قال مقبل حلمى، ٥٧ عامًا، موظف فى المجلس المحلى بقرية «كوم بوها» بمحافظة أسيوط، إنه اكتشف إصابته بفيروس «سى» أثناء إجرائه الفحوصات المجانية التى وفرتها إحدى قوافل الحملة التى زارت قريته الصغيرة، موضحًا أنه كان من أوائل الذين سارعوا لإجراء الفحص، وذلك لإيمانه بأهمية هذه الحملة القومية.
وأضاف: «عندما اكتشفت إصابتى بالمرض، ساءت حالتى النفسية لفترة ما، لكننى لم أفقد الأمل فى شفائى من المرض بسبب توفير الدولة العلاج المجانى، الذى بدأت فى تناوله بانتظام بجرعات محددة».
وأوضح: «كانت الجرعة عبارة عن قرصين يوميًا ثلاث مرات لمدة ثلاثة أشهر متتالية، وبعدها أجريت تحليلًا لأطمئن على حالتى الصحية، وفوجئت وقتها بأننى شفيت تمامًا من المرض».
واختتم: «شفيت من مرضى بفضل الله والحملة التى أطلقها الرئيس، وكانت سببًا فى فرح أفراد أسرتى وعائلتى، ولست وحدى المدين بالفضل لهذه الحملة، ولكن الآلاف والآلاف غيرى من أهالى قرى أسيوط ممن كتب لهم الشفاء من خلال هذه الحملة».


أستاذ كبد: وضعت حدًا لنهش أجساد المصريين

قال الدكتور عبدالحميد أباظة، أستاذ الكبد، مساعد وزير الصحة سابقًا، إن حملة «١٠٠ مليون صحة» وضعت حدًا لفيروس سى الذى ينهش فى أجساد المصريين بلا رحمة.
وأضاف «أباظة» أنها تعد الحملة الوحيدة التى استطاعت إحكام قبضتها على الفيروس رغم رحلة مصر الطويلة فى محاربته، مشيرا إلى أن تكلفة القضاء على المرض بسيطة ومجانية.
واختتم: «تجربة مصر فى القضاء على فيروس سى نقلتها دول العالم وطبقتها على أرض الواقع أيضا، وأصبحت لدينا قاعدة بيانات خاصة عن المصابين بالمرض وطرق علاجه وكل ذلك ساهم فى عدم انتشاره».