رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لم نتصدَ فكريًا للإرهاب



هكذا، وكما جاء فى عنوان المقال، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن الصراع بين الدولة المصرية والإرهاب سيستمر، مشيرًا إلى أن السبب فى ذلك يرجع إلى طريقة التعامل مع الإرهاب، وأضاف، خلال الجلسة الأولى من فعاليات المؤتمر الثامن للشباب «تقييم تجربة مكافحة الإرهاب محليًا وإقليميًا»: «إحنا لغاية دلوقتى لم نتصدَ فكريًا للإرهاب كما ينبغى، الناس فاكرة إننا هنضيع ديننا، وأنا بقولكم إن فكرة الإرهاب شيطانية أساسها ضرب مركز ثقل الدين للشعوب».
ها نحن كل يوم نتابع أخبار أهل التشدد والتطرف، منذ أكد الشيخ عبدالمنعم الشحات، المتحدث الإعلامى باسم الدعوة السلفية، أن قضية عضوية مجلس النواب لغير المسلم تحتاج إلى دراسة، فالبرلمان يجمع بين التشريع والرقابة على الحكومة، ومن حق غير المسلم ممارسة الرقابة على الحكومة، لكن فى التشريع أرى أنه غير مناسب لهذا الدور. فهل هو ملزم بدراسة الشريعة الإسلامية، لأن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع، ولذلك هناك إشكالية، مضيفًا أن تعيين وزراء أقباط يحتاج دراسة أيضًا. إن الأقباط يصلحون للمهام الاستشارية والتنفيذية مثل كبير الأطباء أو كبير أى مهنة وأى منصب تنفيذى. وأضاف أن دخول المرأة البرلمان «مفسدة» وميدانها الرئيسى البيت، وأن تنشغل فقط بتربية الأولاد.
وبالطبع تغيرت تلك اللهجة وتلك الثوابت السلفية مع دخول «حزب النور» بعد أن تلونوا وارتدوا قناع ثورة لم يشاركوا فيها!!. أما بمناسبة فشل الشحات فى الانتخابات قبل الأخيرة، فكان الخبر التالى «احتفل العشرات من الشباب أمام لجنة الفرز بالإسكندرية بسقوط الشحات، ورفعوا فى وجهه لحظة خروجه من لجنة الفرز صور نجيب محفوظ الذى اعتبر الشحات أدبه يحض على الرذيلة وينشر الدعارة».
وعلى سبيل المثال، ونحن نعيش أزمات المواطن الفلسطينى فى المناطق المقدسة، وما يعانيه من بطش جنونى من جانب قوى العدو الصهيونى، أتذكر مقولة الشيخ نبيل نعيم، القيادى السابق للجماعات الجهادية: «لقد أفتى مفتى حماس بتاريخ ١٣ يونيو ٢٠٠٧ بأن من قتل فتحاويًا يدخل الجنة، فقُتل فى ذات نفس اليوم ٧٠٠ فتحاوى، وتم الإلقاء بهم من أعلى العمارات، وهو عدد لم تحصده قيادات الغدر الإسرائيلية بتلك السرعة فى أى عدوان على حماس».. وبالطبع لا أذكر تلك المقولة تبريرًا لبشاعات ممارسات عدو مستعمر، ولكن لأصل لفكرة أنه بفتاوى ينسبها أهل التشدد كذبًا لتعاليم الدين، بات أمر بعض من يتعامل الناس معهم على أساس أنهم رموز دينية يمثل كارثة، وبدلًا من توحيد القوى الفلسطينية لمقاومة العدو سادت مفاهيم التطرف فطمست العقول، وضيعتهم الصراعات البينية.
أرى أن على الإعلام فى متابعته مثل تلك الفتاوى والأحداث المثيرة من جانب ميليشيات التطرف أن يُبيِّن ويركز على مدى أثر وجرم تطرفها، وأنها ليست من صحيح الدين، لا أن يتوقف دوره على نقلها فقط للإثارة ولزوم البيزنس.
لقد قرر الرئيس إنشاء المجلس القومى لمكافحة الإرهاب، وهو أمر مهم ورائع بتشكيله الموفق.. ويبقى السؤال: لماذا لا يتم إعلان إنجازاته؟
جاء فى الدستور ضرورة مناقشة وتفعيل وجود مفوضية لمناهضة التمييز فى الدورة الأولى لانعقاد البرلمان.. ولم يتم التعامل مع الأمر.
لماذا لا ننظم مؤتمرًا دوليًا للإرهاب- وقد بتنا أصحاب خبرات رائعة فى تنظيم مثل تلك الفعاليات- لفضح قوى دعم الإرهاب، وبشاعات ميليشياته فى الداخل والخارج، ودور مصر المحورى فى مكافحة الإرهاب، إقليميًا ودوليًا.