رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نرافقك رحلة البحث.. حكايات نجاح من دفتر مبادرات "التعليم من أجل التوظيف"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بمجرد أن يتخرج الطالب الجامعي في كليته، يبدأ رحلة البحث عن الوظيفة المناسبة، إلا أنه في كثير من الأحيان يظل لفترات طويلة لا يجد عمل يدر عليه دخل جيد، ولا يكون السبب الوحيد هو ارتفاع معدلات البطالة كما يأتي للأذهان للوهلة الأولى لكن ربما في طريقة البحث عن وظيفة.

لذلك، ظهرت مؤخرًا مبادرات عدة تقوم على تدريب الشباب وتأهيلهم لمرحلة البحث عن وظيفة، من خلال برنامج تدريبي يعكف عليه متخصصون يحددون للشباب الطرق السليمة في البحث عن وظيفة منهم مبادرة "التعيلم من أجل التوظيف".

هي مبادرة غير حكومية نشأت منذ سنوات عدة، لكن ذاع صيت نجاحها خلال الفترة الأخيرة، ما دفع "الدستور" إلى معرفة قصص النجاح خلف تلك المبادرة، إلى جانب تفاصيل نشأتها والمبادئ التي تقوم عليها في التقرير التالي.

"كوثر أحمد"، 26 عامًا، واحدة من ضمن شباب كثيرون ساعدتهم مبادرة التعليم من أجل التوظيف، في الحصول على وظيفة تناسب قدراتهم الخاصة، وتجلب لهم الأموال التي تعينهم على متطلبات الحياة.

تخرجت الفتاه عام 2015، وتنقلت بين العديد من الوظائف التي لم تكن مناسبة لها فتركتها مجبرة، حتى عام 2017، حين توصلت إلى المبادرة بمحض الصدفة، فالتحقت بالدورة التدريبية التي تتيحها، لتكتشف أن نقطة الضعف كانت في سيرتها الذاتية التي تتقدم بها للوظائف.

كان يلزم "كوثر" بحسب روايتها مزيد من التدريب؛ كي تحصل على وظيفة مناسبة، مضيفة: "المبادرة هي من زادت خبرتي ومعرفتي، ووجهتني إلى التدريب المناسب الذي يؤهل في نهاية المطاف إلى الوظيفة المناسبة".

المبادرة الوطنية للتوظيف انشئت عام 2011 للحد مكن البطالة، وما يميزها بشكل رئيسي عن غيرها من المبادرات هو استهدافها للحد من بطالة العمالة الفنية، وغير خريجي التعليم العالي.

وتهدف المبادرة إلى مساعدة الشباب لمعرفة وبناء قدراتهم، من خلال بعض الموارد مثل الإرشاد الوظيفي، وتقييم المهارات والكورسات المجانية على الإنترنت. كما تعمل المبادرة أيضًا على ربط الشباب بالفرص المتاحة في سوق العمل، من خلال إتاحة بوابتها الإلكترونية لأصحاب الشركات؛ لتوفير الفرص المتاحة لديهم ومساعدة الشباب.

ميادة عبد الله، 24 عامًا، إحدى المستفيدات من تلك المبادرة، تخرجت منذ عامين في كلية التجارة، لتستمر معاناتها في الحصول على وظيفة لشهور عدّة، قبل أنّ تعرف عن المبادرة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لتتغير معها حياتها.

تقول "عبدالله" لـ"الدستور"، إنها استفادت من كل يوم تدرّبت فيه في المبادرة، وخاصة مهارات العمل في الفريق، وتوظيف سماتها الشخصية كالدقة في خدمة العمل، منوهة أنها حصلت بعد هذا التدريب على وظيفة في مجال الاستقبال والسكرتارية.

تشير ميادة إلى أنّ الشباب عليهم الالتحاق بمثل هذه المبادرات خاصة لأنها مجانية، حتى وإن لم يتم توظيفهم عن طريقها فالتدريب المكثّف الذي حضرته كان لمدة شهر كامل، على مدار 9 ساعات يوميًا، مستطردة أنّ المبادرة من وجهة نظرها مكان لاكتشاف الشخصية.

بحسب بيان سابق للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن معدل البطالة في الربع الأول من العام الجاري تراجع إلى 8.1% من إجمالي قوة العمل، مقابل 8.9% في الربع الأخير من 2018.

وإن عدد العاطلين عن العمل بحسب الإحصاء بلغ 2.267 مليون في الربع الأول، بانخفاض 827 ألفًا عن الربع المقابل من 2018 وبتراجع 224 ألفًا عن الربع الرابع من 2018، كما أظهرت الإحصائيات أن حجم قوة العمل بلغ 27.968 مليون فرد،

"محمد علي"، شاب عشريني، عامل تبريد وتكييف، حاصل على دبلوم تجارة، وأحد الشباب الذي كان يتمنى العمل بمرتب لائق في شركة، إلا أنه ظل 12 عام بلا عمل، ولم يحصل على وظيفة مناسبة إلا بعدما لجأ إلى المبادرة الوطنية للتوظيف.

يشير إلى أنه تلقى معاملة جيدة هناك، ولم يدفع أي نقود خلافًا لشركات التوظيف، وعقب انتهاء الدورة التدريبية يقوم فريق المبادرة بالمتابعة معه خلال إجراؤه للعديد من المقابلات في أكثر، حتى تم قبوله في إحداهم.

نورا أبو السعود، الرئيس التنفيذي لمبادرة التعليم من أجل التوظيف، أكدت أن المبادرة هدفها سد الفجوات بين مخرجات التعليم وسوق العمل، وتقدم المبادرة تدريبات مستمرة للشباب تكون بمثابة منح مجانية لهم تتراوح مدتها ما بين أربع إلى ست أسابيع.

وأضافت: "ويتم تدريب الشباب فيها على مهارات الكمبيوتر، ومهارات اللغة الإنجليزية، ومهارات التسوق الرسمي وغيرها من المهارات، وبعد انتهاء كل دورة يتم عقد يوم توظيفي لخريجين هذه الدورة التدريبية، مع أصحاب الشركات وأخصائي الموارد البشرية كي يتسلموا عملًا مناسب".

وأشارت إلى أن التواصل يتم مسبقًا بين هذه الشركات، التي تبتغي مهارات معينة في الوظائف الشاغرة لديها والمبادرة التي تعد هؤلاء الشباب لإكتساب هذه المهارات المعينة، مشيرة إلى أن المبادرة خرجت منذ إنشائها 6 ألاف متدرب على مدار عشر أعوام.

تابعت: "80% من هؤلاء الخريجين يحصلون على وظائف خلال اليوم المفتوح للتوظيف، وتتابع معهم المبادرة بعد ذلك كل ثلاث أشهر، لكي تتحقق من الثبات الوظيفي لهم أي استمرارهم في العمل وعدم تركه، وهو ما تحقق مع 78% من هؤلاء الخريجين الذين تمتعوا بثبات وظيفي".

أوضحت أبو السعود، أن هناك نوعان من التدريب في المبادرة، الأول يستهدف خريجي الجامعات والمعاهد الحكومية، والثاني يستهدف طلبة الصف الثالث والرابع من الكليات، يتدربون على متطلبات سوق العمل ومهارات كتابة السيرة الذاتية، كما تراعي المبادرة محو بطالة المرأة في 52% من خريجي المبادرة إناث.