رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

7 أزمات تهدد بموت أسطورة ويل سميث

ويل سميث
ويل سميث

مع نهاية عام ٢٠١٦ فاجأ النجم الأمريكى ويل سميث جمهوره بأنه سيتوقف عن التمثيل بعد تجارب متتالية لم تحقق له المردود المطلوب الذى يليق بنجوميته التى صنعها على مدار ٢٥ سنة.
ولأن النجم الأسمر متهم بالغرور دائمًا، فإن هذا الغرور منعه من الاعتراف بذلك، وقال وقتها إن السبب وراء هذا القرار شعوره بأنه وصل إلى أعلى سقف ومكانة، ولا يعرف ما الذى يمكن أن يقدمه مجددًا، ويتساوى فى نفس الوقت مع مكانته، بينما الحقيقة أن ويل سميث استشعر خطرًا يحوم حول قيمته الفنية لدى الجمهور، وقيمته التسويقية لدى شركات الإنتاج.
ولم تمر ٣ سنوات حتى عاد «سميث» إلى الأضواء، ليؤكد أنه يمر بحالة فنية متخبطة، لا يعلم نهايتها ولا نتائجها المنعكسة على مصيره الفنى.
هذه العودة كانت من خلال دور «الجنى» فى فيلم «علاء الدين»، حيث أصر وقتها على إنكار إخفاقاته، وقال إنه عاد لأن لديه أفكارًا جديدة ويتطلع إلى خلق تجارب أفضل.
ورغم نجاح «علاء الدين» وتحقيقه إيرادات بـ١.٥ مليار دولار، تحول النجم الأسمر إلى أداة سخرية بعد دور الجنى الذى قدمه، ومحل تساؤل للجمهور حول تخبطه فى اختياراته مؤخرًا، كأنه ممثل جديد يتحسس بدايات مشواره الفنى، خاصة أنه قدم هذا العام ٣ أفلام وينتظر عرض الرابع الشهر المقبل.
وفى التقرير التالى، نستعرض أبرز أسباب وعوامل إخفاقات ويل سميث وتراجعه الفنى خلال الفترة الأخيرة، والجوانب السلبية فى شخصيته التى تدمر علاقاته مع المخرجين والمنتجين.


غرور وغطرسة.. واشتراط أجور باهظة
فى لقاءاته التليفزيونية وتصريحاته، يمكنك أن تلمس الغرور بشكل واضح فى ويل سميث، فحين سُئل مرة عن فرضية اختياره رئيسًا للولايات المتحدة، أجاب بجدية قائلًا: «إذا وضعت هذا فى ذهنى، فسوف أكون ذلك، ولكنى لا أريد». هذا الجانب من شخصيته قد يفسره البعض على أنه ثقة فى النفس، لكن ما فعله عدة مرات مع مخرجين كبار، ورفضه العمل معهم اعتراضًا على مساحة التمثيل التى يأخذها البطل الآخر أمامه فى العمل لا يمكن تفسيره فى نطاق الثقة بالنفس، بل يمكن وضعه فى سياقه الصحيح، وهو الغطرسة. «ولدى» ويل سميث قصة شهيرة مع المخرج كوينتن تارانتينو، التى بدأت باتفاق على بطولة فيلم «Django Unchained»، إلا أن «سميث» انسحب من العمل، بسبب اعتراضه على المدة التى يظهر بها الممثل كريستوف والتز على الشاشة، التى تتساوى تقريبًا مع مدته كبطل أول للفيلم. ولا يتوقف الأمر عند ذلك، حيث يفرض ويل سميث أجرًا كبيرًا قبل الشروع فى أى عمل، رغم أن أفلامه التى يؤدى بطولتها منفردًا لا تتخطى إيراداتها ٤٠ مليون دولار فى الولايات المتحدة، فإنه يطلب لنفسه أكثر من ٢٠ مليون دولار، الأمر الذى يضطر بسببه الكتاب والمخرجون الكبار لعدم التعامل معه.

مشكلتا منتصف العمر والجبن الفنى
يُقال إن «الحرص الشديد يعطل التجديد»، ولذلك يتعرض ويل سميث إلى نقد حاد بسبب جبنه الفنى، وإصراره الدائم على تقديم شخصية البطل الأعظم والمثالى، وخوفه من التطرق إلى أعمال وشخصيات يمكن أن تعكس وجهة نظر جمهوره فيه، فهو دائمًا محصور فى شخصيات البطل العظيم شبه الخارق.
ويعترف النجم الأسمر صاحب سلسلة «men in black»، فى حواره على التليفزيون الأمريكى مؤخرًا، بأنه وصل إلى نقطة منتصف العمر، الذى يعتبر نفسه قد صنع فيها كل شىء يحلم به، ما يجعله فى حيرة دائمة، وتلك أزمة كبرى أن يتصور الإنسان أنه قدم كل شىء عظيم، ولا يوجد ما هو أعظم منه بعد ذلك.
وفى منتصف العمر يقف الإنسان يشاهد الأجيال الصاعدة، والثقافات وهى تتغير، ولا يمكن أن يتقدم إلا بالتفاعل معها، لكن التفاعل معها يحتاج إلى جرأة فنية، فالزمن الحالى لا يهتم بأسماء النجوم الكبار، بل يضع اهتماماته صوب نجوم شباب جدد واحتياجات تمثيلية أخرى، فى حين أن «سميث» لا يسعى للتفاعل معها.

عائلة غير مستقرة وابن «مثلى»
لا يُمكن فصل المستوى الفنى للفنان عن حياته العائلية التى تتحكم بشكل كبير إما فى نجاحه أو فشله، وويل سميث يمثل حالة خاصة، فابنه «جايدن» يعمل أيضًا فى الوسط الفنى، مغن راب وممثل، وظهر معه فى فيلميه،After Earth وThe Pursuit of Happiness.
واعترف ابنه بأنه «مثلى» وأنه فى علاقة عاطفية مع مغنى الراب تايلور ذا كليتور، كما ظهرت ملامح خلافاته مع والده حين غير اسم قناته على «يوتيوب» من «جايدن سميث» إلى «جايدن» فقط.
ويعيش النجم الأمريكى حالة غير مستقرة على المستوى العائلى، بسبب الشائعات التى دارت مؤخرًا حول انفصاله عن زوجته، كما زعم مقربون منها أنهما انفصلا لكن ليس انفصالًا تامًا.

السعى وراء «أوسكار» كابوس يطارده
ترشح ويل سميث لجائزة أوسكار مرتين، المرة الأولى كانت عن فيلم Ali، أما المرة الثانية فكانت عن فيلم The Pursuit of Happiness، ولم يفز فى أى منهما، وتظل هذه الجائزة تطارده فى كل عمل، والحديث عنها يسيطر على أغلب حواراته لوسائل الإعلام.
وفى ٢٠١٦، أعرب عن استيائه وغضبه من سياسة أكاديمية الفنون فى اختيارها قائمة الأفلام المرشحة لأوسكار، لدرجة أنه قرر عدم حضور حفل توزيع الجوائز فى هذا العام، لعدم وجود تنوع بين المرشحين وعدم اختيار فيلمه Concussion حتى ضمن قائمة الترشيح.
وفى لقاء تليفزيونى له فى برنامج «صباح الخير يا أمريكا» مع الإعلامى روبن روبرتس، بدت نبرة النجم الأسمر عالية وهو يتحدث عن أدائه والمجهود الذى بذله فى العمل، الأمر الذى يشير إلى أن الهم الأكبر لدى ويل سميث فى اختياراته يتم تحديده وفقًا لمعيارين، هما: «كم تبلغ قيمة أجرى؟ وهل يناسب أوسكار أم لا؟».

٤ طرق لخروج النجم الأسمر من ورطته
التعاون مع الكبار
كيف حافظ ليوناردو دى كابريو على نفسه منذ ظهوره فى «تايتانيك»؟.. الإجابة هى التعاون الدائم مع المخرجين الكبار، أمثال: مارتن سكورسيزى، وستيفين سبيبلرج، وغيرهما، لقد بنى سمعته على العمل مع تلك الأسماء الشهيرة.
لكن ويل سميث أمر مختلف، فهو لا يتعاون مع المخرجين الكبار مؤخرًا، ويختار أفلامه بناءً على اختيارات ابنه الصغير، وإرضاءً له أو مشاركته، وصرح «سميث» مؤخرًا بأن اختياره فيلم «علاء الدين» كان تلبية لرغبة ابنه العشرينى، ولكى يستعيد النجم الأمريكى نفسه يجب أن يأخذ هذه الخطوة، وأن يتعاون مع مخرج كبير مرموق يجدد الآمال وثقة الجمهور فيه مرة أخرى.

عمل واحد فى السنة يكفى
بدأ ويل سميث مشواره الفنى بتقديم عمل واحد فى السنة أو اثنين على الأكثر، لكنه مؤخرًا، اتجه إلى تقديم أكثر من ٣ أفلام، حتى إنه يقدم هذا العام ٤ أفلام دفعة واحدة، بدأها بفيلم «علاء الدين» ثم فيلم «Student of the year٢» وفيلم الرسوم المتحركة «Spies in Disguise»، والرابع المنتظر عرضه الشهر المقبل «Gemini Man»، وهذا الكم من الأعمال فى عام واحد ليس فى صالحه، لأنه كلما زاد عدد الأعمال التى يشارك فيها النجم فى عام واحد قل تركيزه وانخفضت جودة الأداء. يحتاج «سميث» إلى التركيز فى عمل واحد فى السنة، أو كل عامين، وأن يمنح نفسه مساحة لاختيار القصة والأدوار والتحضير واختيار المخرج المناسب الذى يضيف له، لأن اسم ويل سميث ما زال- رغم الإخفاقات- يجلب الأرباح والدولارات.


تحسين علاقته بالنجوم وحل خلافاته الشخصية

يتسبب نجل ويل سميث فى مشكلات عدة له، وذكرت صحيفة «ذا صن» البريطانية، أن غالبية خلافات «سميث» مع الآخرين سببها زوجته وابنه الصغير، والمعروف أنهما يتحكمان فى قراراته.
وسبق للنجم الأمريكى أن تبادل التصريحات الهجومية مع الممثلة جانيت هوبيرت، وانضمت له زوجته لتبادلها الهجوم، فضلًا عن خلافه الأكبر الذى لم ينته حتى الآن مع المخرج كوينتن تارانتينو. واعتبرت «ذا صن» أن هذه الأزمات تعطى انطباعًا سلبيًا عن النجم الأسمر، وتنفر الآخرين من العمل معه، وذكرت الصحيفة أنه يحتاج وقتًا أطول كى يسترد بريقه مجددًا بعيدًا عن الأوهام التى يعيش فيها.