رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد 16 عامًا على رحيلها.. 6 سيناريوهات حول مقتل "ذكرى"

جريدة الدستور

يحل علينا اليوم ذكرى ميلاد الفنانة التونسية الراحلة "ذكرى"، ولدت ذكرى عام 1966، في مدينة وادي الليل بتونس، بدأت مشوارها الفني بالغناء أثناء وجودها في المدرسة، وكان والدها يشجعها على الغناء، لكن لم تتقبل والدتها ذلك، كانت لها القدرة على أداء جميع أنواع الأغاني بغض النظر عن صعوبتها.

بعد وفاة والدها بدأت والدتها بدعمها، شاركت عام 1980 في برنامج المسابقات "بين المعاهد" بأغنية "أسأل عليا" لليلى مراد وهي نفس الأغنية التي شاركت بها بعد ذلك ببرنامج الهواة "فن ومواهب" وأحب الحكام صوتها وفازت بالجائزة الكبرى. عام 1983 سجلت أول أغنية تم تلحينها خصيصى لها من الملحن عز الدين العياشي "يا هوايا" وهذه كانت السنة التي أدت أول حفلة في مهرجان قرطاج بتونس.

بعد مشوارها الغنائي في العديد من الدول العربية هاجرت إلى مصر لتبدأ منها شهرتها في الوطن العربي، التقت الموسيقار هاني مهنا الذي انتج لها ألبومين، وهما وحياتي عندك عام 1995 والذي لاقى نجاح في الوطن العربي، ثم أنتج لها ألبوم أسهر مع سيرتك عام 1996 ولكنه لم ينجح بسبب عدم توفير الدعاية اللازمة، عام 1997 صدر لها البوم من إنتاج يحمل اسم الأسامي، صدر أخر البوماتها باللهجة المصرية عام 2003 تحت اسم يوم عليك حيث سبق موعد صدوره وفاتها بثلاث أيام فقط.

فى 28 نوفمبر 2003 تم فتح التحقيق فى الجريمة البشعة التى أودت بحياتها، ومعها ثلاثة آخرين منها زوجها المتهم بقتلها والذى تقول التحقيقات أنه قتلها وقتل مدير أعماله وزوجته ثم انتحر، وشغلت القضية الرأى العام وقت طويل.

وعلى الرغم من إغلاق التحقيقات فى القضية وتسجيل اسم رجل الأعمال "أيمن السويدى" فى التحقيقات بأنه الجاني، لايزال الناس يتداولون العديد من السيناريوهات حول جريمة قتل ذكرى وكلها تبتعد عن الرواية الرسمية لمحاضر التحقيقات.

- السيناريو الأول: ذكرى وتحكمات السويدى:
بعد مقتلها صرح الموسيقار "هانى مهنى" الذى كان من أقرب أصدقائها، بأنها"ماتت شهيدة الحب"، وأشار أن سبب قتلها هو شجار بينها وبين السويدي حول تنظيم أعمالها الفنية، وأن زوجها حاول أن فرض رأيه عليها وسمعت بعدها بيوم واحد عن مقتلها.

وفى رواية إحدى خادمات "ذكرى" التي كانت من ضمن الشهود على الحادث قالت ان الشجار بينهم بدأ بأن طالب السويدي زوجته بأن تتفرغ له كزوجة لأن عملها يأخذها منه، ولكنها ردت عليه بحدة بأنه تزوجها وهو يعرف أنها فنانة وأنها لن تترك عملها أبدا.

- السيناريو الثانى: "الأغنية التى قتلت ذكرى":
تحت عنوان "الأغنية التى قتلت ذكرى" تم تداول إحدى أغنيات الفنانة الراحلة من كلمات وألحان الشاعر الليبى "على الكيلانى" والتى كانت تنتقد فيها السياسة وأنظمة الحكم في الدول العربية، وهو ما أثار الكثير من الانتقادات حولها من الناحية السياسية والفكرية والدينية، وكانت السبب وراء سيناريو آخر لمقتلها وهو تورط مخابرات إحدى الدول العربية فى قتلها انتقاما منها على هذه الأغنية، ومن هنا أصبحت تنتشر الأغنية باعتبارها "الأغنية التى قتلت ذكرى".

- السيناريو الثالث: تورط "جمال مبارك" فى قتلها:
بعد اندلاع ثورة يناير ظهر شقيقها "شفيق الدالى"، ليؤكد أن الأسرة لديها ما يثبت تورط "جمال مبارك" فى جريمة قتل شقيقته وزوجها ومدير أعماله وزوجته، وصرح للعديد من وسائل الإعلام بأن لديه شهادة مسجلة بالفيديو لأحد خبراء الطب الشرعى الذى وثق أدلة الحادث، ويؤكد فيها أن أيمن السويدى قتل إثر إطلاق 3 رصاصات عليه، وأنه لم يمت برصاصة واحدة فى الفم كما ورد فى التحقيقات، ولم تفصح العائلة بالأسباب التى قد تدعو جمال مبارك لأن يفعل ذلك.

- السيناريو الرابع: الغيرة والشك:
تم تداول أسباب قتل السويدى لذكرى وهى "الغيرة والشك"، ففى أقوالها عن الحادث ذكرت الخادمة "أم هاشم" أن شجار بينهم كان بسبب مطالبته لها بترك الفن، وكان يتضمن تلميحات بشكه فى سلوكها، وهو السيناريو الذي ينفيه بشدة المقربون من ذكرى سواء من الأقارب أو الأصدقاء فى الوسط الفنى، مشددين على أنها كانت ملتزمة أخلاقيا بشكل كبير ومخلصة جدا لزوجها.

- السيناريو الخامس: انهيار السويدي بسبب الأزمة المالية:
تم تداول سيناريو آخر يقول إن "السويدى" ارتكب جريمته فى لحظة يأس لتعرضه لأزمة مالية كبيرة، وهو ما قالته بعض البنود فى وصيته لشقيقه، خاصة التى كتب فيها "أحذرك من التعامل مع مدير أعماله عمرو الخولى لأنه سبب الخراب الذى حل بى بتشجيعه لى على الاقتراض من البنوك مستغلا علاقاته ببعض المسئولين فى البنوك حتى جعلنى فى النهاية متعثرًا وفى أزمة طاحنة، وأخى الحبيب أنت أقرب الناس إلى قلبى ولا تنزعج إذا علمت يومًا بأننى فارقت الحياة بسبب سوء حالتى النفسية من ناحية وكثرة ديونى ومطالبات البنوك لا تنزعج بموتى وأنصحك ببيع الأراضى التى ألمحت لك بها والاستفادة بثمنها ومواصلة العمل، لعل وعسى تكون ظروفك أفضل من ظروفى وتعوض بحياتك مماتى".

- السيناريو السادس: أسباب دينية:
تردد أن جريمة قتل ذكرى كانت بسبب فتوى بإهدار دمها من الشيخ الدكتور إبراهيم الخضيرى الذى أمر بإقامة الحد الشرعى بتنفيذ عقوبة القتل بعد أن أثير أنها شبهت معاناتها فى الفن بمعاناة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، مما اعتبره كفرا يوجب حد الردة، ولكنها نفت ذلك فيما بعد وقالت "هل أنا مجنونة لأقول هذا الكلام؟" وانتهت الأزمة وبرأها مفتى مصر، باعتبارها نفت ولم تقل ذلك أو لم تقصده، ورغم ذلك لم ينس الناس هذا الحدث وتردد أن هذه الواقعة كانت وراء قتلها.