رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» تحاور خريجي الدفعة الثانية في دبلومة مكافحة الإدمان

جريدة الدستور

لم يعد الاهتمام بالقضاء على الإدمان ومكافحة المخدرات ينحصر في بعض المبادرات أو غيرها من الوسائل التعريفية بأثره، والتي تطلقها وزارة التضامن عادةً، وربما لم تكن مجدية بالطريقة المرغوبة.

مؤخرًا، سعت الدولة، ولأول مرة إلى إنشاء دبلومة متخصصة بكليات الآداب والطب لتخريج جيل متخصص في طرق التعامل مع المدمن، ومساعدته بكل الوسائل العلمية المدروسة في التخلص من براثن الإدمان.

إتاحة الفرصة أمام الشباب للحصول على دبلومة متخصصة في علاج الإدمان، جاء بغرض إثراء مراكز علاج الإدمان بالكوادر الشبابية المؤهلة بشكل فعلي؛ لتنفيذ دورها في مواجهة الإدمان ومكافحته، انتشال الشباب من العودة إليه مرة أخرى.

وكان صندوق مكافحة وعلاج الإدمان التابع لوزيرة التضامن الاجتماعي، وقع بروتوكول تعاون مع جامعة القاهرة، بشأن تنفيذ دبلومة مهنية تعني بخفض الطلب على المخدرات، لخريجي قسمي الاجتماع وعلم النفس من كليات الآداب.

جاء ذلك لإعدادهم علميًا وعمليًا، لتفعيل دورهم المستقبلي في التأهيل النفسي لمرضى الإدمان، بإشراف وزارة التضامن الاجتماعي، ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي.

"الدستور" تواصلت مع بعض خريجي دفعة دبلومة مكافحة المخدرات، وكان من بينهم رامي أحمد، 23 عامًا، قال: "أنا بحب مجال العلاج النفسي، وعلاج الإدمان"، مؤكدًا أنه استفاد بشكل كبير بالتحاقه بالدبلومة.

أيمن السعيد، 24 عامًا، أحد خريجي دفعة دبلومة مكافحة المخدرات، يؤكد أنه درس مواد أثرت الجانب النفسي لديه بشكل كبير؛ جعلته يتمكن من التعامل مع نفسية المدمن بشكل صحيح، ويساعده تدريجيًا على الإقلاع.

يضيف: "بداية من المواد التي تهتم بدراسة مراحل نمو المدمن÷، إلى أساسيات علاجه مرورًا بمواد تدرس الجوانب الوراثية والبيولوجية التي أثرت في تكوين شخصية المدمن".

أما محمد نور الدين، 24 عامًا، أحد طلاب الدفعة، أشار إلى أنه فضل الالتحاق بالدبلومة للعمل فيما بعد بمجال مكافحة الإدمان، وتأهيل الشباب النفسي للتعافي منه، لكونه يرى أن ذلك رسالة يقدمها إلى الشباب والوطن.

وسبق وأعلنت وزارة التضامن الاجتماعي، أن الدبلومة لاقت إقبالًا كبيرًا للالتحاق بها، مؤكدة أن المقررات الدراسية تراعي المتطلبات والاحتياجات الفعلية لسوق العمل في هذا المجال على المستويين الحكومي والخاص، وذلك لتأهيل كوادر قادرة علي تصميم وتنفيذ برامج قابلة للتنفيذ الفعلي.

كما أوضحت أنه تم تنظيم البرنامج الدراسي بالدبلومة ليمتد لعام كامل، ينقسم إلى فصلين دراسيين بنظام الساعات المعتمدة، يحوى كل فصل دراسى خمس مقررات دراسية ثلاثة منها إجبارية ومقرران اختياريان.

بالإضافة إلى مشروع بحثي خاص بكل طالب يقدم في نهاية الفصل الثاني، كما تم اختيار أفضل الكوادر المُتخصصة للتدريس من الأساتذة في مجال علم النفس والطب النفسي والقانون واﻻجتماع؛ وذلك لتقديم منهج دراسى متخصص لعلاج الاضطرابات الناتجة عن تعاطى المواد المخدرة.

كما تم استيعاب 90% من خريجي الدبلوم العام الماضي، ببرامج عمل الصندوق في قطاعي الوقاية والعلاج والتأهيل، وذلك في ظل التوسع بالمراكز العلاجية لتصل إلي (23) مركز علاجي حاليًا، مقارنة بعدد (12) مركز في عام 2014.

دكتور أحمد الكتامي، مدير الخط الساخن بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، أكد أن الهدف الأساسي من هذه الدبلومة هو إعداد كوادر مدربة للتعامل مع ظاهرة إدمان المخدرات، وتعمل على التأهيل النفسي للمتعاطين للوصول بهم إلى سبل العلاج النفسي الآمن.

يؤكد على أن الكوادر البشرية المدربة في التعامل مع متعاطي المخدرات، هي أهم العناصر التي يحتاجها صندوق مكافحة الإدمان قبل إنشاء أيًا من مراكزه حول الجمهورية، مشيرًا إلى أنها معتمدة من المجلس الأعلى للجامعات، ويشترط للالتحاق بها أن يكون الطالب خريجًا لكلية آداب قسم علم نفس أو اجتماع أو كلية طب وحاصل على تقدير جيد على الأقل.

يوضح أنه يتم إجراء اختبارات تحريرية وشفوية للمتقدمين؛ لاختيار الملائمين منهم من حيث الثبات الانفعالي للمتقدم والمظهر الخارجي له وخلافه من المظاهر، التي تجعله مهيأ للتعامل مع مدمني المواد المخدرة ومتعاطيها.

وأشار الكتامني إلى أن النجاح والرسوب بالدبلومة، يتم وفقًا لقواعد دقيقة تحكم بين من هو مؤهل للتعامل بمنظومة مكافحة الإدمان من غيره، موضحًا أن ما يؤكد ذلك أن نسبة النجاح بهذه الدفعة كانت 75%.