في ذكرى وفاة ملك الموسيقى.. ما لا تعرفه عن العبقري "بليغ حمدي"

تحل علينا اليوم ذكرى وفاة الموسيقار العبقري "بليغ حمدي، ولد بليغ عبد الحميد حمدي مرسي عام 1931 في القاهرة، والده كان يعمل أستاذ دكتور للفيزياء في جامعة فؤاد الأول، أحب الموسيقى منذ صغره، وتعلم عزف العود في التاسعة من عمره، عند بلوغه الثانية عشر من عمره أراد الالتحاق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى لكن سنه كان صغير، فدرس في مدرسة شبرا الثانوية وتعلم أصول الموسيقى في مدرسة عبد الحفيظ إمام للموسيقى الشرقية، قبل أن يدرس الموشحات العربية على يد درويش الحريري، تخرج من كلية الحقوق والتحق بعد ذلك بمعهد فؤاد الأول الموسيقي.

بدايته الفنية كانت بعد أن أقنعه مستشار الإذاعة المصرية محمد حسن الشجاعي باحتراف الغناء، فسجل أربع أغنيات للإذاعة، إلا أن ميوله كانت متجهة نحو التلحين، فلحن أغنيتين للمطربة "فايزة كامل" هما "ليه لأ" و"ليه فاتني ليه" كما لحن أغنية "ما تحبنيش بالشكل ده" لفايزة أحمد.

توطدت علاقته مع الفنان محمد فوزي، وأعطاه فوزي فرصة التلحين لكبار المطربين والمطربات من خلال شركة "مصر فون" التي كان يمتلكها، حيث قدم أول ألحانه لعبد الحليم حافظ من خلال أغنية "تخونوه"، ولحن لأم كلثوم أغنية "حب إيه" التي حققت نجاح باهر.

تميزت ألحانه ببساطتها، مما جعل أم كلثوم في تلك الفترة تحاول الخروج عن عباءة ألحان السنباطي، وأعجبت بما قدمه بليغ حمدي، وتعاونا في العديد من الأعمال بعد "حب إيه"، ومن أشهر المواقف بينهما، هو ما حصل عند تلحين أغنية "أنساك"، فقد كانت الكلمات عند محمد فوزي لتلحينها وأثناء وجود بليغ حمدي عنده، انشغل فوزي بضيوف كانوا عنده، فأمسك بليغ العود ولحن الأغنية وعندما سمعه محمد فوزي تنازل له عنها بسبب جمال اللحن الذي قدمه حمدي.

تعتبر أغنية "سيرة الحب" من أجمل ما لحّن حمدي لأم كلثوم، وكانت هذه الأغنية أحب أغاني أم كلثوم إليه، بالإضافة إلى ذلك فقد لحن لها "بعيد عنك"، "فات الميعاد"، "ظلمنا الحب"، "سقط القناع" و"ألف ليلة وليلة".

تعاون أيضا مع عبد الحليم حافظ في العديد من أغانيه ومن أهمها: "خايف مرة أحب"، "التوبة"، "جانا الهوى"، "البندقية اتكلمت"، "الهوى هوايا"، "مداح القمر"، "قومي يا مصر" و"أي دمعة حزن لا".

عشق بليغ حمدي وردة الجزائرية وكانت علاقتهما قوية وهو ما أثر على ألحانه لها، فقدم لها روائع موسيقية لعل أبرزها "العيون السود"، "خليك هنا"، "حنين"، "لو سألوك" و"اسمعوني"، واستكمل تلحين أغنية "كلمة عتاب" التي كان يلحنها فريد الأطرش لوردة الجزائرية، وتوفي الأطرش قبل أن ينهي اللحن.

قدم عدة ألحان لشادية منها "عطشان يا صبايا" و"خلاص مسافر" و"الله يازمن" و"يا حبيبتي يا مصر" و"يا أسمرانى اللون"، ولحن لصباح "عاشقه وغلبانه" و"يانا يانا" و"زى العسل" و"جانى وطلب السماح" وغيرها الكثير.

تعتبر المطربة المغربية سميرة سعيد من أكثر مطربات الجيل الجديد تعاونا مع بليغ حمدي، حيث قدم لها الكثير من الألحان في ألبوماتها الأولى منها: "زي البحر حبيبي"، "مساء الجمال"، أحلام الأميرة"، "نبتدي الحكاية"، "قالو عنا كتير" و"علمناه الحب"، وتعد هذه الأغنية من أشهر ما غنت سميرة سعيد لبليغ حمدي، أما ميادة الحناوي فقد نالت غالبية ألحانه في العشر سنين الأخيرة من حياته، وأبرز أغنيتين لها من تلحينه هما "الحب اللي كان" و"أنا بعشقك".

اهتم حمدي خلال مشواره بالمسرح الغنائي، وقدم عدة مسرحيات غنائية وأوبريتات استعراضية أهمها "مهر العروسة" و"تمر حنة" و"ياسين ولدي"، وكان يعد من أكثر الموسيقيين تلحينا لمصر، كما كتب وغنى بعضها بنفسه منها "عدى النهار"، التي أصبحت رمزا لمرحلة النكسة، كما أصبحت أغنية "على الربابة بغني" هي رمز لحرب أكتوبر ومرحلة العبور، لكن أشهر أغانيه الوطنية علي الإطلاق هي أغنية "يا حبيبتي يا مصر" للفنانة شادية.

توفي ملك الموسيقى بليغ حمدي في 12 سبتمبر عام 1993 عن عمر يناهز 62 عام، بعد صراع مع مرض الكبد، وكانت قد أعلنت وزاره المالية المصرية، أنها بصدد طبع عملة تذكارية باسمه، إلا أن ذلك لم يحدث حتى هذه اللحظة، ولم ينل بليغ من التكريم في حياته أو بعد مماته مايوازي كونه أفضل من انجبت الموسيقي العربية علي الإطلاق.