رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نجاحات الكهرباء


خلال الفترة الأخيرة سعى بعض من لا يحبون لبلدنا خيرًا، لإهالة التراب على كل إنجاز يتحقق فى ربوع الوطن، والتشكيك فى كل تفصيلات حياتنا اليومية، ورسم صورة سوداوية مغايرة للواقع الذى نعيشه.. فى حين أن الواقع يشهد كل يوم إنجازًا على الأرض يتحقق فى مختلف مؤسسات الدولة.. وأعتقد- لخطورة المرحلة الحالية- أنه من الواجب على كل مصرى أن يعمل على نشر هذه الإنجازات للبناء عليها، وقطع الطريق على «أصحاب الأجندات» و«الأهواء» الذين لا يريدون خيرًا لمصر، التى ستظل دائمًا وأبدًا صمام الأمان فى منطقتها ومحيطها العربى والإفريقى والشرق أوسطى، وصولًا إلى كل دوائر الأمن القومى المصرى.
ومن بين نماذج النجاح، التى تدعو للاعتزاز والفخر وتمثل ملحمة إنجاز حقيقية على أرض الواقع ما يحدث فى قطاع الكهرباء.
فلا يستطيع إنسان منصف أن ينكر أن هناك طفرة ملموسة وملحوظة تحققت فى مجال الكهرباء، فبداية من عام ٢٠٠٩ كان فصل الصيف يمثل كابوسًا حقيقيًا للأسر المصرية، حيث كان يشهد انقطاعات للتيار الكهربائى، كانت تمتد لأغلب محافظات الجمهورية ولساعات طويلة، وكان طلاب المراحل التعليمية، خصوصًا طلاب الثانوية العامة، يعانون من هذا الأمر، بالإضافة إلى تأثر الخدمات الطبية بالمستشفيات، وأصبح مألوفًا أن نرى «الشمع» قد عاد كجزء أساسى من تفصيلات حياتنا اليومية فى الصيف، وفى مرحلة لاحقة راجت تجارة «مواتير توليد الكهرباء» كمحاولة من المواطنين لمواجهة انقطاع التيار الكهربائى، لدرجة أنها أصبحت تدخل فى قائمة تجهيزات الأثاث للمقبلات على الزواج.. وزاد الأمر سوءًا بعد ثورة يناير، وأصبح انقطاع التيار الكهربائى أمرًا معتادًا، ولا يدعو إلى الاندهاش لتكراره بصفة يومية ولفترات طويلة.
وبداية من صيف ٢٠١٥ بدأ الأمر ينحسر تدريجيًا، وأصبح انقطاع التيار الكهربائى فى أغلب محافظات الجمهورية ولساعات طويلة من التاريخ، صحيح أن هناك انقطاعات للتيار الكهربائى الآن فى بعض المناطق، ولكن الأمر فى هذه الحالة لا يعدو إلا أن يكون أعطالًا فنية بسيطة يتم التعامل معها بسرعة، والقضاء على ظاهرة انقطاع التيار لم يكن وليد اللحظة أو أمرًا عابرًا أو طارئًا، ولكنه نتيجة إصرار وعزيمة كتيبة وزارة الكهرباء، وبدعم كامل من الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتعاون كل مؤسسات الدولة التى سعت للقضاء على ظاهرة انقطاع الكهرباء التى كانت تؤرق المواطنين.
وبلغ إجمالى القدرات الكهربائية، التى تمت إضافتها إلى الشبكة الكهربائية الموحدة من خلال السنوات الأربع الماضية، أكثر من ٢٥ ألف ميجاوات، وتم إنجاز ٢٦ محطة إنتاج كهرباء جديدة تحتوى على ١١٤ وحدة توليد كهرباء.
كما نجح قطاع الكهرباء المصرى فى جذب ثقة عدد كبير من المستثمرين، حيث تم توقيع اتفاقيات لشراء الطاقة مع ٣٢ شركة، بإجمالى قدرات تصل إلى ١٤٦٥ ميجاوات.
وقبل أن أنهى مقالى هذا أنقل صورة معبرة لقائد مجموعة عمل وزارة الكهرباء الدكتور «محمد شاكر»، الذى يعمل يوميًا ولساعات طويلة، هو وفريق عمل وزارته ولا يترك كبيرة ولا صغيرة إلا تفحصها، ولا يترك مشكلة لمواطن فى أى موضوع يتعلق بقطاع الكهرباء إلا وأمر بالتعامل الفورى معها وحل أسبابها، وكانت النتيجة نهضة حقيقية فى قطاع الكهرباء، تعيد لهذا القطاع بريقه وتوهجه فى خدمة مصر، وهو البريق الذى فقده فى فترة انقطاع التيار، التى بلغت ذروتها فى صيف ٢٠١٤ واختفت فى صيف ٢٠١٥ بفضل جهود وزارة الكهرباء، وبالتالى فإن نجاحات وزارة الكهرباء نموذج يستحق الإشادة والتقدير، وأن يعمم فى مختلف القطاعات التى تسعى الدولة لتصحيح مسار العمل بها.