رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عالم المساحات الخضراء.. «الدستور» تزور مركز البحوث الزراعية في عيد الفلاح (صور)

جريدة الدستور

عالم خاص من المساحات الخضراء، التي يغلفها مجموعة من الأبنية تُدار منها عمليات التنمية الزراعية في مصر، ويمثل هذ المكان مركزًا مساعدًا للمزراعين والفلاحين، فما من مشكلة تقف عائقًا في وجههم حتى يكون هو الحل لها.
هو مركز البحوث الزراعية، الذي زارته "الدستور" في عيد الفلاح اليوم، لكونه عاملًا أساسيًا في استنباط الأصناف النباتية الجديدة، والمعاملات الزراعية المحسنة، وتطوير طرق الصناعات الغذائية.
يقع على عاتق هذا المبنى الضخم مسؤولية كبيرة، أثبت في الآونة الأخيرة أنه أهلٌ لها، لاسيما أن الجولة التي قمنا بها كشفت أهمية وجوده في إضافة مساعدات الفلاح لتلافي الأزمات التي تواجهه.
"معهد بحوث القطن"، اللافتة الأولى الموجودة على اليسار في بداية دخول إلى المركز، والذي حمل رقم (5)، فهو ليس المبنى الوحيد الخاص بالقطن فيوجد حوالي 4 بنايات أخرى له، وقد يكون هو الاسم الأكثر تواجدًا على لافتات المركز.

يتبع معهد القطن مركز البحوث الزراعية، والذي يقول عنه الدكتور هشام مسعد، مدير معهد القطن، بإن الهدف الأساسي من المركز هو خدمة الزراعة في مصر، وعمل بحوث علمية في مجال الزراعة لتحقيق أعلى النتائج المرجوة، كذلك حل المشكلات التي تواجه المزارع على مستوى كل التخصصات من الإنتاج الزراعي والحيواني والاقتصادي.
وعن دور المركز قال لـ"الدستور"، هو مضاعفة إنتاج المحاصيل الزراعية الأساسية، فعلى مدى الـ50 عامًا الأخيرة هناك مضاعفة في إنتاج المحاصيل الإنتاجية والأساسية كالقمح والأرز.

وأضاف: "بدليل أننا لم نشعر بأي نقص في وجود تلك المحاصيل رغم القفزة السكانية التي لا تتناسب مع حجم المساحة الزراعية الموجودة"، مشيرًا إلى أن إنتاجية القطن حاليًا أصبحت 1.8 مليون ألف فدان بعد أن كانت إنتاجيته ما بين 8 إلى 9 مليون فدان فقط.
وأوضح مسعد، أن أكبر مشكلة واجهت المزارع زيادة التكلفة والأسعار، مبينًا أنه لتحقيق هذه المعادلة الصعبة فنجد الباحثين من المركز منتشرين على مستوى الجمهورية للمساهمة في حل الأزمات التي تواجه المزارع.

وأكد، أنه لتوسيع الرقعة الزراعية تم الاتجاه إلى زراعة الصحراء وهو ليس بالأمر السهل، خاصة في مناطق مثل سيوة وتوشكا وشرق العوينات وغيرهم، وذلك لاستكمال فكرة زرع المحاصيل الاقتصادية.

وتابع: "كذلك كان من مجهودات المركز، الزراعة داخل الدلتا ما جعل المزارعين تتجه لزراعة المحاصيل مثل الأرز والقمح، أما عن القطن فكان من المحتم أن يتم إنتاج أصناف جديدة تحسبًا لأن يكون هناك جني آلي".

وأوضح مدير معهد القطن، أنه لإنتاج أصناف جديدة من القطن يحتاج الأمر لسنوات عديدة قد تصل لـ15 عامًا، لتتناسب مع التغيرات التي تحدث في كل يوم من تغيرات مناخية وتغيرات في النشاط البشري.

على اليمين، كان المعمل المركزي لأبحاث النخيل، والذي يقع أمامه ساحة فسيحة بها لافتة دون عليها: "برنامج التكشيف المحصولي للمحاصيل الجديدة"، بالداخل يدير الدكتور عزالدين جادالله، مدير المعمل الركزي للأبحاث وتطوير نخيل البلح، ذلك المكان.

قال أن المعمل دوره إرشادي بحثي، يقوم على عمل ندوات إرشادية في مناطق تجمع النخيل، في المحافظات التي تتميز بزراعة النخيل مثل أسوان والوادي الجديد والواحات الداخلة والخارجة والفرافرة والواحات البحرية وسيوة والعريش (بنسبة قليلة).

وأضاف: "ومن داخل المركز لدينا 4 دورات تدريبية، واحدة في البستنة وأخرى في مكافحة الأمراض والحشرات، وثالثة في التصنيع، أيضًا في الإكثار الدقيق وزراعة الأنسجة، وتقام بشكل مجاني ومقدمة للمهندسين الزراعيين والمزارعين، لخدمة الزراعة".
وتابع "جادالله" حديثه لـ"الدستور" عن عدد من أقسام المعمل منها: "قسم بساتين النخيل، ويقوم بتقديم كل ما بتعلق بخدمة رأس النخلة سواء من عمليات التلقيح والخف وعمليات التكميم أوالتكييس والتقليم وجمع الثمار، كما يقوم بالتوضيح للمزارعين خدمة عمليات الخدمة الأرضية للنخلة مثل الري والتسميد ومعدلات الري المقننة وطرق الري الحديثة".

أما قسم المكافحة والأمراض، بحسب "جاد الله"، يقوم بتقديم المحاضرات والندوات الإرشادية لمكافحة الحشرات وسوسة النخيل والحشرات الأخرى، كذلك يقوم بتقديم المشورة الفنية لجميع الآفات التي تصيب نخيل البلح سواء حشرات الإيفتيا أو الحميرة أو آفة المخازن، وأيضًا قسم تصنيع المنتجات الثمرية وغير الثمرية.

وعن استفادة المزارع، أكد أنه حين يحضر تلك الدورات يقوم بنقل الخبرة والاستفادة، والتي تعلمها من المعمل إلى المزراعين الآخرين المحيطين به وتطبيقها في حقله.
وأضاف: "أيضًا من أدوارنا الذهاب إلى المزارعين في نفس أماكنهم لتدريبهم، ونوفر لهم أيضًا حملات توعية بالتعامل مع الأفات الضارة مثل سوسة النخيل في الواحات البحرية والوادي الجديد".

المركز يضم العديد من المعاهد الأخرى التي قمنا بجولة فيها، منهم معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة، ومن إنجازاته التي حققها تعظيم إنتاجية الأراضي الملحية في منطقة شباب الخريجين – بالزاوية مركز الحامول باستخدام الصرف والصرف الثانوي المساعد ومخلفات المحاصيل والجبس الزراعى، أيضًا تنفيذ مشروع محسنات التربة والذي يقدم ما يلزم للزراعة الحديثة ومناطق الاستصلاح الجديدة وما يخدم هدف المزارع والمستثمر المصري.

وأخيرًا معهد البحوث الحقلية، والذي من أبرز إنجازاته زيادة إنتاجية الفدان لمختلف المحاصيل الحقلية خلال السنوات إلـ 25 الماضية حيث بلغت في عام 2007 حوالي 85% في القمح، 88% في الذرة الشامية، 76% في الأرز، 53% في الذرة الرفيعة، 162% في البصل، 70% في الفول السوداني، 63% في الفول البلدي، وذلك مقارنة بعام 1982، أيضًا زيادة الإنتاج الكلي من القمح من 2 مليون طن عام 1982 إلى 7.4 مليون طن عام 2007، مما أدى لزيادة نسبة الاكتفاء الذاتي من القمح إلى حوالي 50%.

وكان له إسهامات في زيادة الإنتاج الكلي من الذرة الشامية من 3.6 مليون طن عام 1982 إلى 6.1 مليـون طن عام 2007، أيضًا زيادة الإنتاج الكلي من الأرز (الشعير) من 2.4 مليون طن أوائل الثمانينيات إلى 6.9 مليون طن عام 2007، كذلك زيادة الإنتاج الكلي من محاصيل الحبوب الرئيسية (القمح، الشعير،الأرز، الذرة الشامية، الذرة الرفيعة) من 8.5 مليون طن عام 1982 الى أكثر من 20 مليون طن عام 2007، ولا نغفل دوره في زيادة الصادرات من البصل إلى 271 ألف طن والفول السوداني إلى 360 ألف طن خلال موسم 2006.