أمل جديد في علاج التصلب المتعدد
كللّ باحثو جامعة "أوريجون" للصحة والعلوم بأمريكا 14 عامًا من البحث بالتوصل إلى تعديل مادة كيميائية توجد بالفواكة والخضروات، لتصبح مركبًا جديدًا يمكن أن يكون علاجًا محتملًا لمرض التصلب المتعدد.
وتمت تجربة المُركب على الفئران بنجاح، ويجري تجربته حاليًا على قرود المكاك، والذين يصابون بمرض يشبه التصلب المتعدد.
وخلال الدراسة التي نشرتها دورية "Glia" اكتشف العلماء أن جزيئا يسمى حمض الهيالورونيك "HA " يتراكم في أدمغة مرضى التصلب المتعدد، وربطوا هذا التراكم بفشل خلايا تسمى "Oligodendrocytes" مسؤولة عن توليد المايلين.
و"المايلين" هو الجزء الذي يشبه الخيوط في الخلية التي تنقل الإشارات الكهربائية بين الخلايا، وتسبب الأضرار التي تلحق به في حدوث أمراض التصلب العصبي المتعدد، والسكتة الدماغية، وإصابات الدماغ، وأشكال معينة من الخرف مثل مرض ألزهايمر.
وأظهرت الدراسات أن، حمض الهيالورونيك ينقسم إلى أجزاء صغيرة في آفات التصلب المتعدد بواسطة إنزيمات تسمى "هيالورونيداز"، واكتشفوا أن شظايا الحمض الناتجة عن الهيالورونيداز ترسل إشارة إلى خلايا "oligodendrocytes" لعدم تشغيل جينات المايلين.
ثم عمل الباحثون على استكشاف كيفية منع نشاط الهيالورونيداز وتشجيع إعادة تخليق المايلين، إذ وجدوا أن مادة فلافونويد، وهي فئة من المواد الكيميائية الموجودة في الفواكه والخضراوات، يمكن إجراء تعديلات عليها لتقوم بذلك بالضبط، وأطلقوا على المركب الذي قاموا بتخليقه "S3".
وقال لاري شيرمان، الأستاذ في قسم علوم الأعصاب، ورئيس الفريق البحثي في تقرير نشره موقع جامعة "أوريجون" بالتزامن مع نشر الدراسة، إن التجارب التي أُجريت على فئران التجارب باستخدام هذا المركب أظهرت نجاحه في تحقيق المهمة.
وأوضح أن المرحلة التالية من البحث يتم إجراؤها حاليًا على قرود المكاك التي تحمل نسخة طبيعية من مرض التصلب العصبي المتعدد تسمى التهاب الدماغ الياباني المكوكي، وهي حالة تسبب أعراضًا سريرية مماثلة للتصلب المتعدد لدى البشر، والمرض الوحيد الشبيه بالتصلب المتعدد الذي يحدث في الرئيسيات غير البشرية في العالم.