رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«وظيفة مضمونة».. كيف تحقق مدارس «المياه والصرف الصحي» أحلام ملايين الشباب؟

جريدة الدستور

"تعليم عالِ المستوى، إمكانيات ضخمة، طلاب متفوقين، وظيفة حكومية ثابتة فور التخرج".. هكذا تحاول المدارس الفنية لمياة الشرب والصرف الصحي استقطاب الطلاب الذين يريدون شهادة تشفي غليلهم وتساعدهم في الحصول على فرصة عمل، بعد انتهائهم من المرحلة الإعدادية بتفوق، بجانب الدعاء لرب السموات أن يكون لهم نصيب للالتحاق بها، في ظل قبول المجارس لأعداد محدودة حسب حاجة شركة مياة الشرب والصرف الصحي لعناصر بشرية جديدة.

أعلنت تلك المدارس مؤخرًا عن استعدادها لاستقبال دفعة جديدة من طلاب الإعدادية ممن تمكنوا من الحصول على مجموع مميز يؤهلهم للالتحاق بها، ليتقدم نحو 2500 طالب سيقع الاختيار على 50 طالب منهم فقط للالتحاق بها.. "الدستور" تحدثت مع عدد طلاب تلك المدارس الذين تخرجوا منها، والبعض الذي لازال قيد الدراسة ويتمنى يومًا أن يتخرج، بجانب الحديث مع عدد من المسئولين حول طبيعة الاختيار الصعبة لهؤلاء الطلاب.

في البداية يحكي أحمد علي حسن، أحد خريجي المدرسة الفنية للمياة، والشرب والصرف الصحي ببني سويف، "أكثر الأسباب التي دفعتني للالتحاق بالمدرسة هو ضمان الحصول على الوظيفة فور التخرج"، مضيفًا أنه عندما التحق بالمدرسة وجد الدراسة داخلها على مستوى عالٍ من الجودة لما يقوم به المدرسين من جهود في تبسيط المناهج العملية والنظرية، بجانب توفير إدارة المدرسة للمناخ الذي يساعد الطالب على التفوق والإبداع، فجميع الفصول مكيفة، ويتم التدريب بمعامل على درجة عالية من الجودة.

ويذكر "حسن" أن هناك 4 مدارس فنية لمياة الشرب والصرف الصحي على مستوى الجمهورية في محافظات المنوفية، والبحيرة، وبنى سويف والقليوبية، وتستمر مدة الدراسة داخلها لـ 3 سنوات، ومن بين شروطها، ألا يزيد عمر المتقدم عن 16 عامًا، واجتيازات اختبارات القدرات، ولا يقل مجموع درجات الطالب بالشهادة الإعدادية عن 250درجة.

فيما يقول المهندس كمال عمران مدير المدرسة الفنية لمياة الشرب والصرف الصحي، إن المدرسة قبلت هذا العام الطلاب من مجموع 273 درجة، الذي يعد مجموعًا مرتفعًا للغاية، وذلك لتخريج طلاب ذوي كفاءة عالية للعمل داخل الشركة، ويتابع أن الدراسة داخلها تتكون من ثلاث تخصصات، وهما المعامل والشبكات والمحطات، كما أكد أن من أهم مميزات المدارس الفنية لمياة الشرب والصرف الصحي أنها تعمل على تعيين طلابها فور تخرجهم، فالمدرسة تقبل أعدادًا محدودة من الطلبة وفقًا لما تحتاجه شركة المياة من موارد بشرية كل عام، موضحًا أنه تم إلغاء تعيين أبناء العاملين وفقًا لقرار ممدوح رسلان رئيس الشركة القابضة لمياة الشرب والصرف الصحي.

ويتابع عمران خلال حديثه مع "الدستور"، أن المدرسة تعمل على إجراء عدة اختبارات للطلبة المتقدمين قبل قبولهم، ومنها اختبارات اللياقة البدنية، كما تتميز أيضًا بتدريبها العملي للطلاب بشكل دائم، وعدم الاعتماد على مناهج وزارة التربية والتعليم فقط.

وعلى الجانب الآخر يوضح عمران أنّ من أكثر الأزمات التي تواجه المدراس الفنية لمياة الشرب هو اتجاه الطلبة "نظرًا لتفوقهم" إلى استكمال دراستهم بكلية الهندسة، ومن ثم تعيينهم كمهندسين بشركة المياة، وهذا ما يتعارض أحيانًا مع رغبة الشركة بتوفير فنيين داخل الشركة ويتسائل، "إذا أصبح جميع الطلاب مهندسين بالشركة أين نجد الفنيين لها؟".

"كنت من المتفوقين بالإعدادية وتمنيت دخولي هذه المدرسة لهدفي الالتحاق من خلالها بكلية الهندسة وبالفعل تقدمت للاختبارات وتم قبولي من بين الكثير من المتقدمين"، يقولها علي حسن، أحد طلبة مدارس المياة بمحافظة القليوبية، منوهًا أنه لم يندم يومًا على اختياره هذه المدرسة لما وجد بها من مستويات تقنية وتعليمية عالية جعلته يعشق الدراسة بها، وهو الآن كما يصف يستعد للاجتهاد بدراسته حتى يلتحق بكلية الهندسة.

أما عادل محمود وهو الطالب بالعام الدراسي الثاني، فيعبر عن أمنيته بالتخرج من هذه المدرسة للتعيين بشركة المياة على الفور، وذلك لأنه مجال مضمون -على حد قوله- موضحًا "أن تخصصه ضروري ودقيق والأهم من ذلك أنه يحب العمل به".

يقول علي فارس الخبير بالتعليم الفني، أن المدارس الفنية تتبع وزارة التربية والتعليم، أما الإشراف وإجراء اختبارات الطلاب فهو من اختصاص هيئة مياة الشرب والصرف الصحي، موضحًا أنّ هذه المدارس تخرج جيلًا قادرًا على تحمّل المسئولية المهنية في الشركات المتخصصة مثل شركة المياة، فلا يلتحق بها سوى الطلبة المتفوقين.

واقترح فارس إنشاء مدارس أخرى مهنية من شأنها تخريج دفعات من العمال بالمجالات الفنية الأخرى مثل الكهرباء والميكانيكا، تستخدم نفس تقنيات مدرسة المياة في التعليم، وذلك للارتقاء بمنظومة التعليم الفني.

أوضح الدكتور أحمد سويد مدير عام التعليم الفنى بالمنوفية، أن المدرسة الفنية لمياة الشرب والصرف الصحي تقبل مجموعًا أعلى من الثانوية العامة، ولديها دائمًا قوائم انتظار فالمدرسة ترتقي بالمستوى التعليمي والمهني بشكل كبير مما يزيد من إقبال الطلاب عليها.

ويؤكد "سويد" أن مدرسة مياه الشرب والصرف الصحى بالمنوفية تخدم مناطق مختلفة، حيث أن المفاضلة بين الطلاب بالمجموع، وبخوض مقابلة شخصية، وذلك بخلاف وجود أنصبة بعدد المقبولين من المحافظات التي تخدمها المدرسة، وفقًا للكثافة بكل محافظة، فيتم قبول العدد الأكبر على سبيل المثال من محافظة المنوفية الأعلى كثافة.