رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد قرار المنع.. مصير أصحاب "التوك توك" بين البيع ولقمة العيش

جريدة الدستور

اعتاد أيمن محمد، 34 عامًا، على أن يستيقظ من نومه مبكرا، مستقلا التوك توك، يسير بين أرجاء الهضبة الوسطى في المقطم بابتسامة صفراء، ينتظر أي راكب يجلس في الكنبة الخلفية ويطلب منه التحرك إلى مكان ما، لينفق على أسرته، لا يعنيه مصاعب المهنة، بل كل همه "القوت اليومي لأسرته".

في الحادية عشرة من عمره اختار "أيمن" مهنة سائق "التوكتوك"، لزيادة دخل أسرته، ولكي ينفق على مرض والدته، منوهًا عن وفاة أبيه قبل ولادته، مما دفعه إلى أن يستخدم "توك توك" أبيه بحثًا عن الرزق، يذهب للمدرسة صباحًا ويبدأ عمله على التوك توك بعد عودته.

يستكمل "أيمن"، حديثه بنبرة من الحزن أن قرار القضاء على التوك توك واستبداله بسيارات "الميني فان"، لم يكن يخطر على باله في يوم ما، مبينًا أن قرار إلغاء التوكتوك لم يكن في صالحهم، بل يزيد من نسبة البطالة، قائلا: "أنا أأكل عيشي من التوك توك ومعنديش مهنة بديلة".

أيمن واحد من مئات الآلاف الذين يعملون على "التوك توك" والذي أصبح مهنته الذي يقتات منها، فيحكي أنس عبدالحكم لـ"الدستور" عن مدى حزنه بقرار إلغاء التوك توك، معللًا أنه لم يكن في مقدرته شراء سيارات "ميني فان"، وأنه من المفترض توفير سيارات بالقسط لهم في حالة سحب التوك توك ومنعه.

وتابع "عبدالحكم"، أنه يجب دراسة قرار إلغاء التوك توك قبل تطبيقه، ومعرفة مدى نجاحه، قائلًا: "مستقبلنا هيضيع لو تم إلغاؤه ولم يوفروا لنا بديلا".

"احنا فاتحين بيوت من أرباح التوك توك ولو توقف بيوتنا هتتخرب"، بهذه الكلمات بدأ رضا الكريمي، صاحب توك توك حديثه لـ "الدستور"، موضحًا أن قرار رئيس الوزراء باستبدال التكاتك بسيارات تعمل بالغاز الطبيعي قرار صائب، لكن "التوك توك" مصدر رزقه الوحيد، ويجب على الدولة أن تقوم بإعطائنا السيارات بالتقسيط المريح، بدلًا منه.

وأكد "الكريمي"، أنه لا بد من توفير بدائل مؤقتة لهم لحين توافر تلك السيارات التي توفرها الحكومة لهم، أو يتم توظيفهم في أي قطاع أو مؤسسة حكومية أو خاصة، لكي يستطيع البحث عن قوت يومه.

تعمل سيارات "المينى فان" بالغاز الطبيعي، وأكدت وزارة المالية أن تواجده في الشارع المصري سيكون لتوفير وسائل مواصلات آمنة ومُرخصة وحضارية للمواطنين، بالإضافة إلى أنه يسهم فى توفير من فرص العمل للشباب.

بينما أردف حسام هيكل، أحد المواطنين أن قرار رئيس مجلس الوزراء بشأن استبدال التكاتك بسيارات تعمل بالغاز الطبيعي هو قرار صائب، لأن التوك توك سبب مشاكل كثيرة في الآونة الأخيرة كالازدحام وانتشار السرقة، بجانب عمالة الأطفال مما يشكل الأمر خطورة كبرى على الأمن العام.

وأشار "هيكل" إلى أن الحكومة سعت لمواجهة ظاهرة انتشار التكاتك، وتعمل على توفير سيارات تعمل بالغاز الطبيعي لكي توفر المال، وتوفر غاز المحروقات الذي يسبب ضرر التلوث البيئى وكوسيلة آمنة ومرخصة تعمل في نطاق معين وبخط سير، قائلًا: "جهد مشكور لصاحب هذا القرار ولكل الحكومة الموقرة التي تعمل تحت مظلة القانون".

وقال خالد علي إن قرار استبدال التوك توك بسيارة قرار جيد، لكن يحتاج إلى مراعاة عدم وجود فرق مبالغ فيه في الأسعار للمواطنين، وتسهيل ترخيص السيارات وتوفير مواقف خاصة لهم، وتوافر رقم ملصق علي الزجاج حتي يتم الإبلاغ عنه سريعا إذا تجاوز  التسعيرة.

وأوضح "علي"، أن مافيا البلطجة انتشرت في مواقف الميكروباصات، منوهًا أنه يجب عمل تسعيرة مناسبة أو عداد، والعمل على محاولة إنجاح سيارات "ميني فان"، لكي تساعد في القضاء على التوك توك.

يقول اللواء مدحت قريطم، مساعد وزير الداخلية الأسبق بقطاع الشرطة المتخصصة إن استبدال "التوك توك" بسيارات "الميني فان"، مثلما حدث سابقا في مشروع التاكسي الأبيض بدلًا من التاكسي الأسود، موضحًا أن السيارات سوف تكون مجهزة للعمل بالغاز الطبيعي، للحفاظ على البيئة.

وتابع "قريطم"، خلال تصريحه لـ"الدستور" أن المصانع التي تقوم بإنتاج التكاتك سوف تقوم بتخفيض الإنتاجية بناءً على القرار؛ لكي يتم انتهاء تصنيعه داخل مصر، وسيتم الإعلان عن توفير سيارات "الميني فان" قريبًا في بعض المحافظات، وسيتم ترخيصها، وتخصيص مواقف آمنة لهم وللمواطنين، وفرض تسعيرة إجبارية عليهم.