رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«خراب بيوت».. لماذا ارتفع معدل الطلاق بين المصريين؟

جريدة الدستور


"كان بيضربني ليل ونهار عشان بدايق لما بيسهر على الفيسبوك مع بنات تانية"، هذا ما بدأت به، أشرقت سلامة، 27 عام، من قاطني منطقة فيصل، موضحة أن فترة زواجها لم تستمر سوى عامين فقط من العنف اللفظي والجسدي، بجانب الخيانة الزوجية التي طالما اشتكت بسببها لأهل زوجها لكن دون فائدة، بل كانت تعود عليها الشكوى بالضرب المبرح ليلًا ونهارًا.

وتضيف أشرقت، في حديثها لـ"الدستور"، قائلة "لم يوافق على الطلاق إلا بعد قيامي برفع دعوة خلع في المحكمة، وعندما علم بأن هناك نسبة كبيرة في فوزي بالقضية بسبب علامات الضرب البارزة على وجهي وجسدي، لم يتردد ثواني حتى أرسل لي ورقة بالطلاق"، وتشير الفتاة إلى المعاناة التي عاشتها معه، وتسببت لها في عقدة من فكرة الزواج نهائيًا ممتنعة عن خوض هذه التجربة مرة أخرى.

بلغ عدد حالات الطلاق فى عام 2015 نحو 199.8 ألف حالة بمعدل طلاق سجل 2.2 حالة لكل ألف من السكان.، بينما في عام 2016 بلغ عدد حالات الطلاق نحو 192 ألف حالة بمعدل طلاق سجل 2.1 حالة لكل ألف من السكان، وفي المقابل عام 2017 وصلت نحو 198.2 ألف حالة بمعدل طلاق سجل 2.1 حالة لكل ألف من السكان، حتى وصل في عام 2018 نحو 211.5 ألف حالة بمعدل طلاق سجل 2.2 حالة لكل ألف من السكان.

البدايات مع "أمنية السعيد" لم تكن سعيدة مثل كل البدايات، وتقول: "كنت أعاني من كره والدة زوجي لي منذ أول أيام زواجنا، فهي لم تكن ترغب بي كزوجة لابنها الوحيد، كنت أسمع همساتها مع زوجي وهي تخبره إنني لست جميلة كفاية، وكانت تتعمد أيضًا مضايقتي في كل مرة تراني فيها، بل أنها نصحت زوجي ذات يوم بالزواج من فتاة أخرى بسبب معاناتي من عدم القدرة على إنجاب الأطفال".

فاض الكيل بزوجي بعد محاولات دامت لشهور عديدة من معالجة مرض العقم الذي اكتشفته بعد أول تحاليل أجريتها عند الطبيب، هذا ما تقوله الفتاة العشرينية في حديثها مع "الدستور"، وتستكمل "من هنا بدأ يراوده التفكير في الطلاق، والزواج من فتاة أخرى تنجب له الطفل الذي طالما تمناه، مستغنيًا عن علاقة الحب التي جمعتنا آخر خمس سنوات.

أعلنت تقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، عن ارتفاع معدل الطلاق في مصر، مسجلة 220 ألف حالة خلال عام 2018، خاصة في المحافظات الحضرية في مقدمتها القاهرة التي سجلت أعلى معدل للطلاق بنسبة 4.3%، يليها جنوب سيناء بنسبة 4.2%، وبورسعيد 3.9%، والإسكندرية 3.8%.

محمد دعبس، 30 عامًا، من قاطني محافظة القاهرة، يروي قصته مع الطلاق قائلا "الفلوس هي اللي ضيعت عيالي مني، واتسببت في طلاقي من مراتي"، المشكلة الرئيسية التي واجهت الشاب بعد زواجه هي إنجاب ثلاثة أطفال مباشرة دون القدرة على توفير احتياجاتهم من مال، بل إنه كان يقتضي المال من أصدقائه ومعارفه بشكل يومي حتى يستطيع تلبية مستلزمات المنزل من طعام وأشياء أخرى.

اليأس تمكن من الشاب حتى أجبره على الانعزال بنفسه داخل منزل والدته القديم ممتنعًا عن رؤية زوجته وأولاده، وعدم الذهاب إلى العمل أيضًا، وقرر يومًا ما الاستغناء عن كل شيء مقابل الانفراد بذاته بعيدًا عن المشاكل والمسئوليات، وبالفعل لم يتردد في قرار الطلاق حتى أرسل إليها ورقتها ذات يوم تاركًا لها الأطفال، ويعبر في حديثه مع "الدستور" عن ندمه على هذا القرار المتسرع آملا في عودة الحياة إلى شكلها الطبيعي.

وأشارت التقارير إلى أن 82% من حالات الطلاق التي وقعت خلال عام 2018 كانت بينونة صغرى بعدد 173.5 ألف شهادة طلاق، فيما بلغ عدد حالات الطلاق الرجعي 24.3 ألف إشهادة طلاق تمثل 11.5% من إجمالي إشهادات الطلاق، بينما قدر عدد حالات طلاق بينونة كبري 3324 حالة طلاق بنسبة 1.6% خلال عام.