رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التنوع المجتمعى فى مواجهة خطاب الكراهية


أتصور أن الحق في المشاركة في الخطاب العام ليس مطلقًا، وإذا تجاوز المتحدث حدود واضحة بين الدعوة القوية من وجهة نظره والتحريض على النشاط الإجرامي من وجهة نظر الآخر، يمكن هنا للقانون أن يعاقبه بشكل واضح ورادع، ولا بد أن ينطبق هذا الحق على نطاق أوسع للخطاب العام، وليس للاعتداءات اللفظية في حالة التخويف وجهًا لوجه فقط.

في هذا السياق سعى دائمًا منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية لمناقشة رؤية واقعية لطرق مواجهة خطاب الكراهية، والتي تعد أحد التحديات التي تواجه مجتمعنا المصري، والأمر الذي يتطلب تكاتف الجهود من أجل تمكين الأفراد والمؤسسات لمواجهته.

وخلال آخر لقاءات المنتدى الفكرية هذا الأسبوع ، تحت عنوان "نحو مواجهة فاعلة لخطاب الكراهية- رؤية لتمكين الأفراد والمؤسسات" بمحافظة الإسكندرية. بمشاركة نخبة من العلماء والمثقفين والأكاديميين والإعلاميين، ومجموعة من أعضاء مجلس النواب، قال الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر ورئيس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية": نسعى لفهم جديد للآخر ومعرفة خلفية ودوافع أصحاب خطاب الكراهية من أجل تحويل خطاب الكراهية إلى خطاب بناء الجسور، خطاب العبور إلى الآخر، خطاب المحبة" ، "وأن الإعلام يلعب دورًا فعالًا في صناعة العقول ودفع ثقافة المجتمع سواء سلبًا أو إيجابًا، لذلك ندعو إلى خطاب إعلامي ينبذ خطاب الكراهية"، "هذا الوطن دفع ثمنًا غاليًا من أجل سلامته واستقراره ويحتاج إلى خطاب الحب؛ لأن مصر سبيكة عصية على الكسر".

وجاء في الجلسة الرئيسية كلمة للدكتور جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، قال فيها "إن خطاب الكراهية زرع في الأرض وأُنفِق عليه إنفاق من لا يخشى الله، فتخلل البنية الأساسية لهذا الوطن من خلال نشر الكتب الصفراء التي دخلت البيوت وأصبحت مثل السم الذي يبث بين البشر".

وفي تعريف خطاب الكراهية، قال الدكتور ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامي: "هو أي شكل من أشكال التعبير يصدر عن جهة أو شخص يستهدف فردًا أو جهة ويمثل إهانة أو تحريضًا على العنف".

كما أكد الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية خلال كلمته "أن خطاب الكراهية شيء شائع على المستوى العالمي، وأصبحت هناك أزمة ثقة بين الطبقات الاجتماعية والأعمار المختلفة، خاصة بعد الثورة التكنولوجية".

وخلال جلسة الإعلام وخطاب الكراهية، قال الكاتب الصحفي محمود مسلم: "الفترة الماضية أدرك المواطنون أن العملية ليست استهداف مسلم ومسيحي، بل استهداف وطن بالكامل، حيث الإحساس بالخوف وبالتالي التراجع عن الكراهية بشكل كبير"، كما رفض تحميل الإعلام انتشار وبث خطاب الكراهية، مؤكدًا "أن رجال الدين هم المحور الرئيسي، فهم من يصدرون خطاب الكراهية من خلال رجال الإعلام أو المنصات الإعلامية أو عن طريق آخر".

وأريد في النهاية أن أضيف إحدى الأليات المهمة في طرق مواجهة خطاب الكراهية، وهي مساهمة مواقع التواصل الاجتماعي في مواجهة خطاب الكراهية، والنشر التفاعلي الذي امتلكه المستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي، والذي أدى إلى حدوث تغييرات على المستوى الفكري والثقافي والاجتماعي والأخلاقي، وعلى مستوى ذاتية الفرد نفسه وكيفية تعامله مع الآخر.