رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الخطر القادم.. هل تفتك «حمى الوادي المتصدع» بالماشية في مصر؟

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

مرض فيروسي، واسع الانتشار يغزو الماشية، ويحدث خسائر فادحة، لاسيما أنه يمكن أن ينتقل إلى البشر، لم يصل مصر إلى الآن، لكن هناك تخوفات من دخوله بعدما استوطن جمهورية السودان والتي تحد مصر من الجنوب.

ولكن في الوقت الحالي، تبذل الدولة قصارى جهدها للتغلب على تلك المشكلة الوخيمة، بانتشار فيرس حمى الوادي المتصدع، الذي استطاع أن يفتك بالماشية ووصل إلى السودان، وهناك ترجيحات بوصوله إلى مصر قريبًا.

فكيف استعدت الدولة له وما هو ذلك الفيرس؟ «سماح نوح»، طبيب بيطري، تقول إن مرض حمى الوادى المتصدع ليس من الأمراض الشائعة بمصر، وهناك حملات لمجابهة ذلك المرض، وتكثر في المناطق التي توجد بها بعوضة "أيديز"، وخاصة المناطق الحارة كجنوب أفريقيا.

تؤكد أنه إلى الآن لم يتم رصد أي ظهور لذلك الفيرس، ولا توجد حالات أصيبت به في مصر، موضحة أنه ينتقل من خلال التلامس المباشر وغير المباشر للحيوانات، وهناك أعراض للإصابة به متمثلة في ارتفاع درجة الحرارة، الهزلان.

تقول: "الفيروس يلتصق بالبراز والدم، وعند تلامس الإنسان للماشية المصابة، يتم إصابة الإنسان بالحمى النزفية، لو المرأة حامل واتصابت بمرض الحمى بيتم إجهاض الجنين".

سيد أحمد شحاتة، طبيب بيطري، يوضح أن حمى الوادي المتصدِّع مرض فيروسي حيواني المنشأ، يصيب الحيوانات في المقام الأول كما يمكنه إصابة البشر، والأغنام أكثر استعدادا للإصابة من الماشية والإبل، مشيرًا إلى أن إصابة الإنسان بهذا المرض الفتاك ينجم غالبًا من التماس المباشر أو غير المباشر مع دم أو أعضاء الحيوانات المصابة.

وتابع "شحاتة"، أن من الممكن للفيروس أن ينتقل إلى البشر عن طريق لمس أنسجة الحيوانات أثناء الذبح والتقطيع، والمساعدة في ولادة الحيوانات، وأثناء القيام بإجراءات بيطرية، أو نتيجة التخلُّص من جثث الحيوانات أو أجنتها، وكذلك عن طريق التلقيح.

يضيف: "وذلك من خلال جرح الجلد بسكين ملوَّثة أو بملامسة جلد مصاب، أو باستنشاق الضبوب الناتجة عن ذبح حيوانات مصابة، بالإضافة إلى أن شرب اللبن غير المبستر من الحيوانات المصابة بهذا الفيروس قد يصيب الإنسان مباشرة".

أما إبراهيم سعد، طبيب بيطري بمستشفى الشعب، يرى أن العدوى بذلك الفيرس تنجم من لدغات البعوض المصاب، كما يمكن أن ينتقل فيروس الحمى عن طريق الذباب الماص للدم، مشيرًا إلى أن نسبة انتقال هذا المرض الفيروسي للبشر نادرة.

وأضاف "سعد"، أن حمى الوادى المتصدع كانت منتشرة في مصر خلال أواخر السبعينيات، وحتى الآن لم يتم الإبلاغ عن أي حالات إصابة بهذا الفيروس، بالإضافة إلى أن الدوله تقوم بحظر دخول أي حيوانات مصابة بالفيروس حتى لا تكون مصدرا للإصابة وانتشار العدوى بمصر.

أحمد عبدالكريم، رئيس الحجر البيطري، قال إنه يتم فحص جميع الجمال الواردة من السودان في المحاجر الحدودية عن طريق معامل، للكشف على الحيوانات باستخدام أدوات حديثة تقنية، ولا يسمح بدخول أي حيوانات مصابة بمرض حمى الوادى المتصدع.

وتابع لـ"الدستور" أنه لم يتم إيجاد، حتى الآن، حيوانات مصابة، ولن يكشفوا على ماشية مصابة بمرض حمى الوادي المتصدع، موضحًا أن إصابة الماشية بالحمى تؤدي إلى خسائر اقتصادية فادحة بسبب الوفيات وحالات الإجهاض التي تحدث بين الحيوانات التي تصاب بالحمى في المزارع.

أما حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، وصف مرض حمى الوادي المتصدع بالفتاك، والذي قد يودي بحياة الكثير من الحيوانات نتيجة الاختلاط، وحتى الآن لا توجد إصابات بهذا المرض، مضيفًا أن الإصابات تكون في بداية فصل الشتاء.

تابع لـ"الدستور"، أن الدولة تبذل جهودا مضنية؛ من أجل القضاء على هذا المرض الوخيم، من خلال تحصينات فعالة ومبتكرة، موضحًا أنه يتم إعطاء أمصال مضادة للحيوانات السليمة لتجنب انتفال العدوى من الحيوانات المصابة بهذا الفيروس الفتاك.

ومن الجدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية أعلنت أن المرض شديد العدوى ينتقل للإنسان عبر البعوض أو التعرض لدم أو أعضاء حيوانات مصابة، ويقدر مسئولون أن نحو 50 رأسًا من الماشية نفقت في السودان، أغلبها من الجمال والغنم، منذ بداية الشهر.