رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مفتاح المصنع».. سر زيادة معدل سرقة السيارات في مصر

جريدة الدستور

لا شك أن حوادث السيارات تتكرر كل اليوم، ربما بنفس الطريقة أو باختلافات غير ملحوظة، لكن الفترة الأخيرة، في الآونة الأخيرة، ظهرت العديد من الحيل التي لجأ إليها عصابات سرقة السيارات، حتى لا ينكشف أمرهم.

من بين تلك الحيل الخفية التي يتبعها السارقون في السيارات، هي استخدام المفتاح المصنع، التي يقوم خلالها سارقو السيارات بالاتفاق مع أحد محلات تصنيع المفاتيح، ويصنعون لهم عددًا ضخمًا من المفاتيح بشفرات مختلفة، ويقومون بتجريبها في السيارت وإحداها يصادق تطابق شفرته فتتم عملية السرقة.

«الدستور» حققت في تلك الظاهرة، من خلال ضحايا سرقت سياراتهم بتلك الطريقة الخفية، وكذلك حديث مع محلات صناعة المفاتيح التي أكد أن الأمر يحدث بالفعل ويتم الاتفاق بين السارقين وعدد من محلات تصنيع المفاتيح.

الدليل على انتشار تلك الوقائع ما يتم ضبطه بشكل شبه يومي، ففي الإسكندرية نجحت أجهزة الأمن في ضبط عناصر تشكيل عصابي تخصص نشاطه الإجرامي في سرقة السيارات بأسلوب «المفتاح المصطنع».

ياسين حسن، شاب عشريني، يقطن في منطقة حدائق الأهرام، أحدى ضحايا سرقة السيارات بأسلوب المفتاح المصتنع، حدث له ذلك في العام الماضي، حين كان ذاهبًا إلى عمله في السابعة صباحًا، إلا أنه لم يجد سيارته رغم أنه تركها في نفس المكان المعتاد به.

بحث الشاب في كل مكان عن سيارته إلا أنه لم يجدها، فالجميع أكد له أنهم لم يسمعوا صوت إنذارها، فعلم حينها أنها سرقت بحيلة المفتاح المُصنع، لكونه لديه إنذار في حال سرقتها يسمعه.

ويعتبر أسلوب المفتاح المصنع، أحد أخطر الأساليب التي تستخدمها عصابات سرقة السيارات، وهو الأكثر انتشارًا، فيقول عم أيمن، أربعيني لديه محل مفاتيح بمنطقة فيصل، أن عصابات سرقة السيارات تقوم بالاتفاق مع محل مفاتيح أنه يصنع كام مفتاح، ويكون الاتفاق بينهم على مبلغ مالي، للحصول على تلك المفاتيح.

يضيف: «الموضوع مش سهل، ويحتاج حرفية كبيرة لتصنيع شفرة المفتاح، فيتم الاتفاق بين العصابة والرجل الذي سيقوم بتصنيع المفاتيح، على تصنيع أكثر من مفتاح، وتكون عملية التصنيع بشكل عشوائي؛ لأن مش كل المفاتيح هتنجح في فتح باب السيارة، إذ يحرص أفراد عصابة سرقة السيارات على امتلاك عدد كبير من المفاتيح المصنعة، اعتقادًا منهم أن أحد تلك المفاتيح سينجح في عملية السرقة».

لم تختلف قصة أحمد خالد، شاب ثلاثيني، والذي تمت سرقة سيارته من أمام المنزل هو الآخر، فيقول: «كان لدي ميعاد مع أصدقائي، ولما نزلت لم أجد سيارتي، بحثت وسألت في كل مكان، ولكن دون جدوى، وبعد مرور أيام تلقيت اتصالًا هاتفيًا من أحد أفراد العصابة، يطالبون بمبلغ مالي مقابل استرداد سيارتي».

أوضح، أن أفراد العصابة حذرته من بلاغ الشرطة، وتم الاتفاق على المقابلة في الجيزة؛ لتسليمهم المبلغ المتفق عليه ومن ثم استلام سيارته، ولكن تم تغيير مكان الاستلام أكثر من مرة من قبل العصابة، حتى استقروا على شارع الهرم في السادسة صباحًا.

«طلبوا مني أن أترك المبلغ في حديقة، وسوف يبلغوني بمكان السيارة، وبالفعل بعدها ـرسلوا لي عنوان السيارة، وذهبت لاستلمها وجدتها كما هي بلا أية خدوش أو تكسير، وعندها علمت أنها وكأنها سُرقت بمفتاحها»، قالها الشاب.

محمد نورالدين، الخبير الأمني، أوضح أن الهدف الرئيسي من سرقة السيارات يكون ضمن عدد من المحاور وهى سرقة السيارة لارتكاب الجرائم بها، فقد تستخدم السيارة المسروقة كوسيلة لتسهل على الجناة عملية ارتكاب جرائم أخرى، مثل سرقة المنازل والمحلات التجارية، أواستخدامها فى العلميات الإرهابية واغتيال الشخصيات العامة.

وأضاف، أن السرقة يمكن أن تكون بغرض تفكيك السيارة وبيع أجزائها؛ لأن عادة ما تكون السيارة المسروقة من طراز حديث الصنع، فيقوم السارق بتغيير هيئة السيارة من خلال تغيير لونها أو تغيير أرقام الماتور والشاسية الخاص بها؛ لسهولة التحرك بها وارتكاب أية جرائم أخرى، أو لتفكيكها ومن ثم بيعها.

وفقًا لدراسة أعدها المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية عن ظاهرة سرقة السيارات، فإن المحافظات الحضرية التي تشمل القاهرة والإسكندرية وبورسعيد احتلت المرتبة الأولى، وتأتي السرقة بالإكراه في المقدمة، تليها السرقة بمفتاح مصطنع، ويليها السرقة بفتح السيارة بالمفتاح الأصلى.

وكشف تقرير لقطاع مصلحة الأمن العام حول معدلات الجريمة في مصر، عن ارتفاع معدلات الجرائم بشكل عام، خاصة القتل والسرقة بالإكراه وسرقة السيارات، إذ سجلت ٥٨١٤ عملية كما تصاعدت حوادث الجنح بصفة عامة وسجلت ٤٠٢٢٢ حادثة، وزادت نسبة سرقة السيارات بنسبة 50%.