رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد زيارة «السيسي» إلى طوكيو.. طلاب علوم الفضاء: «نأمل في التغيير»

جريدة الدستور

منذ أكثر من 58 عامًا، انطلقت أول رحلة بشرية للفضاء الخارجي، قام بها المواطن السوفيتي "يورى جاجرين"، ومن وقتها بدأت تهتم باقي دول العالم بالفضاء الخارجي، وكان منهم مصر التي أنشأت تخصصات داخل بعض الكليات لدراسة تخصص الفضاء الخارجي.

ومن أجل تطوير الدراسة في هذه الأقسام، وقع مؤخرًا وزير التعليم العالي اتفاقية تعاون مع الدكتور "شيباساكي"، مدير مركز علوم الفضاء وتحليل البيانات بجامعة طوكيو، وبناءً عليها تم اختيار مصر عضو رسمي لمدرسة علوم الفضاء الدولية "World Space School"، والتي تم إنشاؤها بواسطة جامعة طوكيو.

في التقرير التالي تحدثت "الدستور" مع بعض طلاب وخريجي علوم الفضاء، وكيف سيستفيدوا من توقيع وزارة التعليم العالي لهذه الاتفاقية. "علاء عاصم"، مهندس ميكانيكا، وخريج كلية الهندسة قسم طيران وعلوم فضاء بجامعة القاهرة، قال إن اليابان من أكبر الدول التى تهتم بالفضاء والتكنولوجيا.

وأوضح أن توقيع أي اتفاقية معها ستعود بالنفع على مصر، موضحًا أن العضوية التي حصلت عليها مصر بالمركز، ستمكنها من اتخاذ قرارات علمية هامة، تخص مجال الفضاء بالمشاركة مع الدولة الأعضاء في المركز.

وأشار إلى أن خريجي قسم هندسة الطيران وعلوم الفضاء، من أفضل المتخصصين في هذا المجال في العالم العربي وإفريقيا، ولكن فرص العمل أمامهم في مصر قليلة؛ لأن مصر ما زالت قدراتها محدودة في مجال الفضاء.

وأشار إلى أن طلاب الطيران يدرسون مواد كثيرة تجعلهم من الناحية النظرية قادرين على استيعاب الكثير من العلوم، ومنها هندسة الميكانيكا التي تركز على دراسة هيكل ومحرك الطيران، وسيستم الطيران، و"الأفيونكس" المتخصص في أبراج المراقبة الجوية، كما ندرس الاقمار الصناعية والفيزياء كونية، وكل هذه المواد تساهم في خروج الطالب لديه القدرة على التكيف والعمل في قطاع عدة إذا وفرنا له الوظيفة المناسبة.

وتابع: "رغم أن مجال عملي بعيد إلى حد كبير عن علوم الفضاء، إلا أن توقيع هذه الاتفاقية أعاد لي الأمل بتوفير فرصة عمل في هذا المجال"، موضحًا أن تدريس كبار الخبراء اليابانيين ونقل خبراتهم في علوم الفضاء إلى المصريين، سيكون لها تأثير كبير في اتخاذ مصر خطوات أكبر في مجال الفضاء.

وحسب الاتفاقية، ستتمكن مصر من استضافة أساتذة وخبراء يابانيين، لتدريب علماء الفضاء المصريين والأفارقة بوكالة الفضاء الإفريقية، والتي وقع الاختيار على مصر لاستضافتها، وإيفاد علماء وباحثين مصريين وأفارقة إلى اليابان للحصول على دورات تدريبية في مجال علوم الفضاء والأقمار الصناعية.

إسلام هلال، طالب في كلية الهندسة قسم طيران وعلوم فضاء بأكاديمية الشروق، قال إن اليابان من الدول الرائدة في علوم الفضاء، ومصر من الدول التي تسعى لبناء مكانة لها في هذا المجال، وأي تعاون بين مصر واليابان سنستفيد منه كثيرًا؛ لتطوير طلاب وخريجي هذا التخصص في مصر الذين سيكونون حجر الأساس لدخول مصر عالم الفضاء والمنافسة فيه.

وأشار خريجو علوم الفضاء بعد انتهاء دراستهم إلى أنهم لا يجدون عملًا يناسبهم في السوق المصرية، فإما يعملون في مجال بعيد عن دراستهم أو يسافرون للخارج؛ لإكمال دراستهم والعمل في هذا التخصص، ولكن بعد توقيع مصر هذه الاتفاقية مع اليابان.

وأضاف، سيخرج من مصر علماء متخصصون حصلوا على دراسة مواكبة لأحدث تكنولوجيات الفضاء، مشيرًا إلى أن اليابان بها أساتذة كبار في هذا التخصص، وسيستفيد منهم الطلاب المصريين سواء بحضورهم للتدريس في مصر أو سفر المصريين في منح لليابان.

وطالب هلال، وزراة التعليم العالي، بإنشاء كلية في مصر تكون متخصصة في دراسة علوم الفضاء ولاتكون مجرد قسم في كلية أخرى، موضحًا أن إنشاء كلية يشرف عليها خبراء يابانيون سيجعل أمام الطلاب فرصة أكبر لدراسة مواد أكثر تخصصًا في علوم الفضاء، على عكس ما يحدث حاليًا؛ لأن المواد المتعلقة بعلوم الفضاء قليلة، ولا تسهم في خروج طالب لديه قدرة على العمل بدراسته في هذا المجال.

وافتتحت مدرسة World Space School أبوابها في 31 أغسطس 2016، ما يتيح الوصول إلى برنامج شامل لتعليم الفضاء عالي الجودة للطلاب والمهندسين والمديرين والإداريين والمهنيين، وأي شخص آخر حريص على معرفة تكنولوجيا الفضاء.

تقدم المدرسة للطلاب مجموعة واسعة من الأدوات التعليمية، من التعليم الإلكتروني والمحاضرات وجهًا لوجه إلى ورش العمل والدروس العملية، ويحاضر بها عدد كبير من الأساتذة المتخصصين.

وتشمل الاتفاقية بنودًا خاصة بتطوير الأقمار الصناعية صغيرة الحجم، ما يمكن الباحثين في هيئة الاستشعار عن بعد المصرية على مستوى الاستفادة من المشروعات البحثية المشتركة بالجامعة، وتشمل البحث والتصنيع، حيث تم الاتفاق مع جامعة طوكيو ومركز علوم الفضاء على تطوير الأقمار؛ لتستخدم في تطبيقات فعلية توجه للقضايا التي تهم مصر والقارة الإفريقية في العديد من المجالات منها: "الزراعة، التنمية، أنظمة المرور الذكية".

ورغم دخول اليابان ورغم دخولها عالم الفضاء، حديثًا مقارنة بالولايات المتحدة وروسيا، إلا أنها وضعت بصمة خاصة بها، وأنشأت اليابان أول وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا) في أكتوبر 2003، وهي المسئولة عن إجراء الأبحاث عن الفضاء والكواكب وبحوث الطيران وتطوير المركبات الفضائية والأقمار الصناعية.

وشُكلت الوكالة من اندماج ثلاث منظمات مستقلة، وهي معهد الفضاء والعلوم الفلكية التابع لليابان (ISAS)، المختبر الفضائي الوطني الياباني(NAL)، وكالة التطوير الفضائي الوطني التابع لليابان (NASDA).