رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ع الفانلة


لـ حد سنة ٩٤، كنا فاكرين إنه قانونًا فى كرة القدم، الحكم لازم يلبس إسود، الحكام كنا مسميينهم ذوى القمصان السوداء، علشان كدا كان محيرنى أوى أوى.. ليه الحكم بتاع ماتش الإسماعيلى والإنجلبير كان لابس أبيض، مع إن الاتنين حاملى الراية كانوا لابسين إسود؟
الأول أقول لك إيه اللى حصل ٩٤؟ أبدًا، الولايات المتحدة الأمريكية قررت تنظم كاس العالم، ولـ إنها أمريكا كان لازم يبقى كاس مختلف، كل حاجة كان فيها افتكاسات، منها زى الحكام، اللى هو عملوا تلات أطقم لـ الحكام ما فيهمش إسود.
يا بيه، هو مش شرط الحكم يلبس إسود؟ قال لك: لأ، عادى، المهم إنه ما يلبسش شبه فريق من الفريقين
وعلشان مفيش فرق بـ تلبس إسود، فـ كان مضمون إن الحكام هـ يبقوا مختلفين، آه كدا بانت!
دا اللى قلته لـ نفسى ساعتها، يبقى الحكم بتاع ماتش الإسماعيلى والإنجلبير مكنش مخالف لـ القانون ولا حاجة، هو صحيح مكنش مخالف، إنما برضه ليه يلبس أبيض؟ وليه حاملى الراية لابسين إسود؟ وليه الفانلة كان شكلها غريب؟
الأول، إنت عارف ماتش الإسماعيلى والإنجلبير؟ دا يا سيدى نهائى بطولة إفريقيا لـ الأندية أبطال الدورى، اتلعب ٩ يناير ٧٠، كان أول مرة فريق مصرى يلعب فى نهائى بطولة قارية، الدراويش اتعادلوا هناك ٢٢ بقى مطلوب منهم يكسبوا هنا أى نتيجة، ياخدوا الكاس.
الاستاد اتملى بـ ١٣٠ ألف متفرج، أكتر مرة الاستاد اتملى، كان الجمهور متشعبطين فى عواميد الإضاءة، فيه ناس لو كانوا يقدروا يطيروا زى سوبر مان، كانوا شافوا الماتش من أى حتة وقوفًا، اللى كان بـ يلاقى بلاطة يقف عليها مكنش بـ يتردد، غير اللى روحوا لـ إنهم مالقوش خرم إبرة.
الحمد لله إن اليوم دا ما حصلش فيه وفيات ولا إصابات، الإسماعيلى كسب ٣١، كان ماتش الأحلام، التليفزيون المصرى العريق كان بـ يذيع تسجيل الماتش دا كل شوية، التصوير طبعًا كان أبيض وإسود، علشان كدا مكنتش تعرف الألوان، الإسماعيلى لابس فاتح، بس إحنا عارفين إنه لابس أصفر، الإنجلبير لابس غامق (ما نعرفش بقى أخضر ولا أحمر ولا أزرق)، الحكم لابس أبيض، وحاملى الراية لابسين غامق (إسوووووود بـ صوت عادل إمام).
روحى يا أيام، تعالى يا أيام، عرفنا حكاية إنه مكنش مخالف، إنما لسه فيه تلات حاجات ما عرفتهمش، ليه برضه كان لابس أبيض ودا مش معتاد؟ وليه حاملى الراية لابسين إسود؟ وليه شكل التى شيرت غريب؟
لـ حد ما عرفت السبب، وإذا عُرف السبب زاد العجب، زاد والله ما بطلش ولا حاجة، قال لك أصل الحكم اتفاجئ إن فريق الإنجلبير جى لابس إسود، آآآآه، يبقى الغامق كان إسود، وقتها كان الفريق الضيف يلبس اللى هو عايزه، ماشى.
بس الحكم هو كمان جايب طقم الحكام التقليدى، هو وحاملى الراية، يا بهوات ما ينفعش، لازم تلبسوا طقم غير الحكم، ما عندناش غيره، إحنا حداشر لاعب غير الاحتياطى، وهم تلات حكام، يبقوا هم اللى يغيروا، بس مفيش طقم تانى مع الحكام، فييين لما الحكم خد المبادرة.
راح قالع الطقم الإسود، وقرر يحكم الماتش بـ القطونيل، آه والموصحف، كانت فانلته الداخلية، طيب إخوانا حاملى الراية يجهزوا عشان يقلعوا، حلفوا بـ راس أبوهم ما يمكنش، يا سلام! آخر الزمن هـ نحكم بـ الأندر وير.
الحكم واضح إنه كان زهقان وعايز يخلص، قال لهم: هو المشكلة فى الحكم، القانون ما اشترطش حاملى الراية يبقوا مخالفين لـ اللاعيبة.
بـ يفتى طبعًا، بس أهو خلينا نخلص، الماتش اتلعب كدا فعلًا، ودا كان أول وآخر نهائى يتلعب بـ الملابس الداخلية، وكما قال الشاعر:
هـ الله هـ الله
ع الفانلة