رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صُناع الوهم.. «الدستور» تتبع مؤسسات دعاية وإعلان تسرق شعارات شركات عالمية

جريدة الدستور

ربما لا يعرف الكثيرون أن تقليد شعار شركة عالمية، يعد جريمة يعاقب عليها القانون، وربما تزج به إلى السجن، فهناك مُصممين يمتلكون مهارات تمّكنهم من تقليد الشعارات، والبرامج المنسوبة لشركات عالمية كبرى، يقع في شباكهم العديد من الضحايا الذين ليس لديهم خبرة كافية في هذا المجال، لكونهم يرغبون فقط في تصميم شعارات خاصة لشركاتهم تتوافر بها جميع الحقوق الملكية.

الضحايا يرغبون في الوصول إلى أقل سعر، فيلجأون للاتفاق مع شركات دعاية وإعلان غير معروفة، أو مصممين لا يمتكلون سجل تجاري، حتى يكتشفوا أن تلك الشعارات مسروقة مصطدمين بالمحاضر التي تُحرر ضدهم من قبل الشركات المالكة لهذه الشعارات.

آخر تلك الوقائع، حين تمكنت الإدارة العامة لمباحث المصنفات، وحماية حقوق الملكية الفكرية، خلال الأيام الماضية من ضبط شركة دعاية وإعلان غير مرخصة بمنطقة الدقي، بعد تقدم العديد من الشكاوي ضدها بشأن استخدام برامج وشعارات مقلدة لشركات عالمية كبرى دون الحصول منهم على الحقوق المادية والأدبية، وعُثر بالداخل على وحدة معالجة مركزية تحتوي على أجهزة حاسب آلي تُستخدم في تقليد الشعارات الخاصة بهذه الشركات.

"محمد أكرم"، 33 عامًا، مالك لإحدى شركات التسويق العقاري، قال إنه تعرض لعملية نصب من قبل مصمم اتفق معه على تصميم شعار خاص بالشركة، مقابل مبلغ مالي قدره 600 جنيه، وبالفعل لم يمر أسبوع حتى أخبره المصمم أنه انتهى من الشعار، وجميع الملحقات التي تخصه.

وأرسله إليه عبر البريد الإلكتروني الخاص كما ذُكر في الاتفاق الذي دار بينهم، وقام الشاب بإرسال المبلغ عير خدمة "فوري"، موضحًا أنه لم يلتقي بهذا المصمم وجهًا لوجه، وأن الاتفاق كان عبر صفحات التواصل الاجتماعي فقط.

يضيف أكرم، في حديثه لـ"الدستور، قائلًا: "بعد شهر بالظبط من تفعيل صفحة الشركة على الفيس بوك، واستخدام الشعار كواجهة للشركة، لقيت رسالة حظر من الفيس للصفحة، وناس بتكلمني أن الشعار ده مسروق وتابع لشركة تانية".

لم يستطع الشاب استكمال عمله التجاري بالشعار المسروق، حتى اتفق مع شركة دعاية وإعلان أخرى؛ لتصميم الشكل الكامل لشركته لكن هذه المرة بطريقة سليمة، ويستكمل: "لم أتمكن من العثور على المصمم النصاب لأقاضيه على جريمة الغش التجاري التي ارتكبها معي".

قامت "الدستور" بجولة ميدانية على عدد من تلك الشركات التي تستخدم شعارات مقلدة، ويقع فيها المواطنون دون علمهم بحقيقة الأمر، في منطقة زهراء المعادي كان مقر إحدى الشركات، وهي عبارة عن شقة مفروشة، اختار صاحبها موقعها الخفي داخل الشوارع الصغيرة التي لا تشغلها المحال والشركات.

ولم يضع لافتة تعريفية للمكان؛ ما ساعده في التخفي والتعامل مع الزبائن عبر صفحات التواصل الاجتماعي وأجهزة المحمول فقط، فهو يعمل في تصميم الشعارات واللافتات للشركات الخاصة، ومن خلال الحديث معه اتضح أنه يتعامل مع مطبعة في منطقة مجاورة له، حتى تساعده في طباعة هذه التصميمات.

المكان يحتوي على 3 أجهزة حاسب آلي، وغرفة صغيرة ممتلئة بأوراق التصاميم المطبوعة التي يبيعها للزبائن المتفق معهم على شكل التصميم، كما اكتشفنا أنه يستخدم موقع شهير للاستيلاء على الشعارات الخاصة بمصممين معروفين، يقوم فقط بتغيير الألوان وبعض التعديلات البسيطة في المضمون، لكن بمجرد أن ترى الشركة المالكة هذا الشعار سرعان ما تكتشف أنه خاص بها، وأن هناك شخص ما قام بتقليده.

المهندس عمرو عبد الرحمن، 25 عامًا، مصمم جرافيك ومدير فني، أوضح أن مهنة تصميم المواقع والشعارات أصبحت متطورة الآن بشكل كبير، لكن يجب أن يكون العميل على دراية كاملة بهذا المجال حتى يعرف قواعد الاتفاق مع المصمم قبل استلام التصميمات منه، كما يجب أن يمتلك المصمم سجل تجاري يفيد عمله في المجال بالإضافة إلى أرشيف من أعمال السابقة على المواقع الإلكترونية المتخصصة.

وعن مصدر الأمان، يقول عمرو لـ"الدستور"، إن هناك مواقع مخصصة لكشف ماهية الشعارات المصممة في حالة تقليدها من شركة أخرى، ولكن لم تعد هذه الطريقة هي الوحيدة لكشف الألاعيب في مجال التصميم، فمن المفترض أن المصمم يستلم جزء من المبلغ المتفق عليه قبل العمل على التصميمات، والجزء الآخر عند الانتهاء، وفي ذات الوقت يرسل إلى العميل ملف كامل "PSD" عن ماهية الفكرة التي إبدع من خلالها الشعار.