رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا يحدث في شمال سوريا؟

جريدة الدستور

هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، بتنفيذ ما أسماه خطة عمليات خاصة لإقامة المنطقة الآمنة شمالي سوريا إذا لم يسيطر الجيش التركي على المنطقة خلال بضعة أسابيع عبر الاتفاق مع الولايات المتحدة، وسط مساعي تركية للسيطرة على شمالي سوريا بالتعاون مع الجماعات المسلحة وبضوء أمريكي.

وتريد تركيا تحقيق أطماعها في العمق السوري في إدلب وحماة بعد سيطرتها على الشريط الحدودي الممتد من مدينة جرابلس إلى إعزاز السوريتين بدعم من الجماعات المسلحة آخرها عملية غضن الزيتون التي تمت في مدينة عفرين في مارس 2018 بزعم مواجهة الجماعات الكردية.

ويريد أردوغان تسريع تحقيق مطامعه في محافظة إدلب وحماة، بعد استمرار تأرجح اتفاقه مع الولايات المتحدة في تنفيذ المنطقة الآمنة داخل سوريا بعمق يمتد من 30 إلى 40 كيلومترًا داخل الأراضي السورية، وتتولّي تركيا السيطرة عليها، وإخراج المقاتلين الكرد منها، بينما تعارض الولايات المتحدة ذلك الأمر.

وحقق الجيش السوري نجاحات في السيطرة على العديد من المناطق والمحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة الموالية لتركيا، حيث نجح منذ أيام في السيطرة على مدينة خان شيخون الاستراتيجية ويستعد لاستعادة باقي محافظة إدلب وحماة وحمص، بالتالي تريد تركيا الإسراع في دخول الشمال السوري لمنع تقدم قوات الجيش نحو هذه المناطق وتهديد حلفاء أردوغان.

سرعة تحرك أردوغان تأتي بعد قدرة الجيش السوري على استهداف القوات التركية الموجودة جنوب إدلب في 19 أغسطس الجاري ومنعته من التحرك نحو شمال محافظة حماة لدعم الموالين له، مستغلا مزاعم إقامة المنطقة الآمنة لحماية المدنيين.

ومن المقرر أن يدخل الجيش السوري محافظة حماة بعد استعادة إدلب، وبالفعل نجح في تطويق ريف حماة الشمالي، حيث تعد حماة محافظة استراتيجية، تبلغ مساحتها حوالي 9 آلاف كم، وتتوسط سوريا بخلاف قربها من دمشق الأمر الذي تستغله الجماعات المسلحة في استهداف العاصمة وقطع تواصلها مع بقية أجزاء الدولة، كما أنها متصلة بريف إدلب الجنوبي ومنطقة الغاب بحماة تعتبر مدخلًا إلى ريف اللاذقية ومدخلا لمحافظة حلب.

وستتوجه أيضا قوات الجيش السوري إلى منطقة مورك بعد انتهاء سيطرته على خان شيخون التي تقع فيها نقطة المراقبة التركية ضمن مناطق الهدنة، رغم اعتراضات أنقرة، حيث تستغل تركيا هذه النقطة في تقديم الدعم للجماعات المسلحة بمحيطها.

وبعد انتهاء الجيش السوري من استعادة المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعات المسلحة في حماة وإدلب، سيتوجه إلى المناطق الحدودية التي تسيطر عليها تركيا عن طريق جماعات موالية لها، وذلك في منطقة الباب وأعزاز وجرابلس وعفرين ومنبج.