رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«اليوتيوبر».. حلم الثراء السريع يبدأ من السوشيال ميديا

مروان سندي
مروان سندي

وضع الكاميرا أمامه وثبّتها جيدًا وجلس على مسافة عدة أمتار، مستعدًا لبدء حديثه الذي يوجهه من خلال كاميراته إلى آلاف المشاهدين الذين كانوا قبل سنوات قليلة، لا يتعدوا 100 متابع أغلبهم من الأصدقاء والعائلة، غير أن مرور الوقت والحلقات جعل قناته على موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب" تحمل عدد متابعين بمئات الآلاف.

حديث مرتجل لم يعده مسبقًا، ولكن موقف طريف حدث أمامه صباح اليوم فقرر الحديث عنه ومشاركته مع متابعيه، وكلما زاد عدد المتفاعلين على الفيديو زادت المكاسب المالية من ورائه.. هكذا بدأ الكثير من صناع المحتوى المرئي أو كما يعرفون شعبيًا باسم "اليوتيوبر" صناعة مهنتهم التي تعتمد أغلبها على خفة الظل والحديث في موضوعات تهم متابعيهم.

"الدستور" دخلت عالم بيزنس "اليوتيوبر" وتحدثت مع عدد من صانعي الفيديوهات عن كواليس عملهم، وكيف يحققون أموال طائلة من وراء هذه المهنة.

مينا فايق: اكتشفت الربح من مؤخرًا.. وضاع 400 دولار لم أسحبهم

"مدون ومراسل صحفي وبحب التمثيل والإخراج، مصري قبطي، كوميدي، وساخر آخر حاجة، واللي في قلبي على تويتري وفيسبوكي وبلوجي ويوتيوبي، الكاميرا هي عيني الثالتة".. هكذا وصف مينا فايق قناته التي تحمل اسمه على اليوتيوب، والتي تخطت حاجز الـ7 مليون مشاهدة، وتحتوي على ما يقرب من 350 فيديو بين الساخر والسياسي والاجتماعي والكوميدي.


يؤكد "مينا" خلال حديثه مع "الدستور"، أنه بدأ العمل في السوشيال ميديا، التي فتحت له مجالات أشمل وثقافات أخرى وأفكار كثيرة، ومن خلالها بدأ الاهتمام يتكون باليوتيوب أكتر من ناحية المحتوى، منوهًا "أحب أن أتحدث عما يهم الناس في الشارع، وفكرة اليوتيوبر بالنسبة لي ليست للربح أبدًا، بل أسعي لتقديم ما يهمني وتقديم ما يثير إعجابي وإعجاب كل مشاهد، والمشكلة الحقيقية الآن أن العديد من اليوتيوبر يسعي لتقديم محتوي سيئ لا قيمة له للربح فقط دون تقديم معلومة مفيدة للمشاهد".

وأردف "مينا"، "أنا ضد فكرة أن أقوم بمحتوي سيئ لا ينفع المشاهد مقابل الفلوس أو الشهرة، حتي الفلوس التي جاءت كأرباح من اليوتيوب وضاعت بسبب عدم اهتمامي بالفلوس، وإجمالى الربح الذي لم أسع إليه إطلاقًا وصل إلى 500 دولار، ضاع منهم 400 دولار لم أسحبهم".

وأكد "مينا" أن حب اليوتيوب بالنسبة له وسيلة للتواصل مع الناس والمتابعين، وهو المستقبل الحقيقي لأن اليوتيوب أهم من التليفزيون والجميع يتابع هذا الموقع حتى الأطفال، وبات من الواضح اهتمام كافة القنوات بالتليفزيون والبرامج بإنشاء قنوات مخصصة لهم على اليوتيوب وإنشاء منصات اجتماعية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

أحمد فراج: "لم أجد نفسي في مهنة المحاماة والحقوق"

أحمد فراج أوتو، يوتيوبر شهير خريج حقوق جامعة القاهرة، مهتم بالسيارات، يصف قناته علي اليوتيوب قائلًا: "لو بتدور على عربية مستعملة ومعندكش خبرة مش عارف إيه أكتر عربية تناسبك علي قد فلوسك.. القناة هتفيدك".


ويؤكد "فراج" أنه قام بإنشاء قناة على "يوتيوب" تحمل اسم "أحمد فراج أوتو"، وأنه واجه العديد من الصعاب أهمها "الصبر"، منوهًا أن سر حبه للمجال هو اهتمامه بالسيارات منذ فترة الجامعة، وأنه لم يجد نفسه في مهنة المحاماة والحقوق أبدًا، ليزيد مع الوقت حبه للسيارات وفرحته بالمزادات، مشيرًا إلى أنه "لا يتقاضى مقابل مادي من المشاهدين على قناة اليوتيوب مقابل المعلومات.. وكل ربحه من القناة يتمثل في عدد المشاهدات والإعلانات التي تظهر على الفيديوهات التي يقدمها".

أحمد الفخراني: "مهنة اليوتيوبر تبدأ صدفة.. وكثرة القنوات تقلل المتابعين"

شاب يبلغ من العمر 23 عاما يدعى أحمد الفخراني، حاصل على بكالوريوس تجارة جامعة القاهرة، بدء حلمه في إنشاء قناة خاصة في عام 2013، يقوم بترويج منتجاته عليها، ولقى نجاحًا من متابعيه قائلًا: "الناس لما تحب تشتري منتج بتبقى عايزه تشوفه، أنا سهلت عليهم وبعمل فيديوهات أقيم فيها المنتجات دي بعد ما استخدمها.. علشان أسهل عليهم الشراء".

وأوضح الفخراني خلال حديثه مع "الدستور" أنه يعمل بمفرده منذ البداية دون سابق خبرة في المجال، وأن أكثر الفيديوهات التي حقق من خلالها الانتشار هو "ازاي تحوّل 300 جنيه إلى 300 ألف جنيه" كان نقلة كبيرة للقناة، وزود متابعيه بشكل كبير جدًا، مؤكدًا "أنه يركز في مهنته على تفكير الشباب واهتماماتهم، وقام بسلسلة من الحلقات على اليوتيوب".

وأوضح الفخراني أن اليوتيوب يوجد به بعض الصعوبات والمشاكل لأن عدد اليوتيوبر كثيرون، وأغلب الشباب قاموا بعمل قنوات علي اليوتيوب، فكثرة القنوات تقلل من نسب المشاهدة والتسويق، وأسلوب اليوتيوبر عامل أساسي في نجاح الفيديو في متابعة الصفحة.
مروان سندي.. من مجرد قناة على اليوتيوب إلى صاحب شركة دعايا كبيرة.


"إحناه جايين نرزع" هكذا أعلن مروان سندي عبر قناته التي تقدم محتوي رياضي ساخر، أن قناته دخلت في عامها الثاني ووصلت الآن إلى 268,557 مشترك، بجانب فوزها بجائزة اليوتيوب عام 2018.

"الدستور" التقت مروان الذي أكد أنه تخرج من كلية الإعلام قسم إذاعة وتليفزيون، وعمل في العديد من البرامج التليفزيونية في قسم الإخراج والإعلانات، بجانب عمله مع كثير من نجوم السينما كمحمد صبحي وأحمد مكي، والآن لديه شركة في مجال الدعاية والإعلام الديجيتال، كما عمل على إنتاج البرامج التي تعرض على اليوتيوب، والآن لديه قنوات برنامج "ارزع" هو الأكبر والأنجخ الذي يقارب مشاهدات كل فيديو فيه لملايين المشاهدات.

ووصف مروان قناته الهامة "ارزع": "لو جاي تتفرج عشان مستني تحليل وتكتيك.. أحب أبشرك أنت في المكان الغلط.. عشان احناه جايين نرزع!! لتقديم محتوي رياضي ساخر"، منوهًا أن البرنامج الآن يقوم بتقديمه 5 أشخاص من بينهم فتاة، وأن القناة الثانية تحمل اسم "بتاع أفلام" التي يقدم من خلالها "نقد سينمائي ساخر"، معنونًا إياها بـ "أحلى مسا.. أنا أحمد كمال بتاع الأفلام"، أما القناة الثالثة فحملت اسم" العب" وتهتم بمحتوى الألعاب الإلكترونية المنتشرة حاليًا" معنونًا إياها بـ "محدش كبير على اللعب.. هنا كبار وصغيرين هتلاقيهم بيلعبو كل الألعاب اللي تيجي في بالكم ونفسكم تشوفوها".


وأوضح اليوتيوبر، أن من أبرز العقبات والمشاكل هي الاستمرارية التي تعد أحد المعوقات الأساسية في الطريق، والتفرغ بدون مكسب لمدة غير معلومة، وتزايدت نسبة المشاهدات، وترك عمله ليركز على مهنة اليوتيوبر، حتى سافر إلى روسيا، وحصل على رعاية من 3 شركات للسفر وتقديم موسم هناك بصحبة فريقه.

وتابع "مروان"، لم أسع للشهرة فقط، بل قدمت محتوي جيد له متابعون، والآن هناك زوجان بيقدموا محتوى علي القناة حول فقرة خاصة بـ "الفانتازيا"، التي تغلبت علي مثيلتها، والتي يقدمها كابتن أحمد حسن وكابتن ميدو المشهورين، وهناك فقرة أيضًا لكلب وهذا مضحك طبعًا"، مؤكدًا، "حصلنا على رعاية عدد كبير للغاية من شركات عالمية ومحلية، وكل من في القناة شباب وفريق عمل متفاهم جدًا، وسر حبي للعمل علي اليوتيوب أنه أخذ من وقت كبير لكن أعطاني الكثير بعد ذلك، ونسعى حاليًا لنكون أقوى منصة على اليوتيوب في العالم العربي ولدينا متابعون كثر "فيسبوك" حوالي 7 ملايين متابع.

طالب أزهري يكسر القاعدة ويصبح مغني راب ويوتيوبر

"آخر عازف على الأرض" بهذه الجملة بدأ عمار حسني، صاحب الـ20 عام، عمل في مجال اليوتيوب بلون مختلف للغاية، مغني راب بلون مزيكا مميز قام بصنعه، يناقش قضايا مجتمعية، غنى عمار كثيرًا للحزن، حتى وصف قناته بـ "مرحبًا بكم في موسيقى الحزن التي لم تسمعها من قبل "يحكي لـ "الدستور" قصته قائلًا: "في البداية كنت شغال على الساوند كلاود وكان عندي عدد متابعين كبير، ثم حدثت مشاكل في الموقع نفسه، أدت إلى مسح كل أعمالي وحزنت كثيرًا، ثم لجأت إلى رفعها مرة ثانية على اليوتيوب وتركتها لفترة، وكانت المفاجأة حيث شاهدت قناتي بها متابعون كثيرون ومشاهدات مرتفعة، والآن قناتي اقتربت من حاجز 10 مليون مشاهدة".

وتابع "حسني"، أنا طالب بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر، لكني محب جدًا للكتابة والتصميم والصور والرسم والروايات فكنت أكتب منذ طفولتي، بدون ترتيب أو هدف، لكن صديقي "عوني" وهو مغني راب قال لي "ممكن تطلّع كتابتك في الراب لكن لا بد من وزن وقافية للكلام وحمسني قائلًا كلماتك رائعة وتصف الشباب"، وبدأت فعلاً أغني، ونشرت على موقع الساوند كلاود أولًا، ثم انتقلت منذ سنتين إلى اليوتيوب بالكامل ووجدت نفسي بالفعل، والآن لدي 34 فيديو على قناتي.


وأردف "حسني"، ما يميز اليوتيوب هو حفاظه على المحتوي ويحميه من السرقة أو الاختراق وشهرته حقيقية لأن المشاهدات فيه تكون بالـ IP لكل مستخدم على خلاف الساوند كلاود، بالإضافة إلى فريق العمل المحترف لموقع اليوتيوب والذي يمكنك التواصل معهم في أي وقت، وأنا حاليا هستلم درع اليوتيوب قريبًا بمناسبة تخطي قناتي حاجز الـ 100 ألف مشترك، منوهًا أنه يقوم حاليًا بالتجهيز لفريق يحمل اسم "12" سيقوم بالغناء أكتر من لون مزيكا.