رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«على خط النار».. بيطريون يتعرضون لانتهاكات أثناء عملهم بلا تأمين

جريدة الدستور


كتب: ميرڤت فهمي - نادية عبدالباري - حسن الهتهوتي - هايدي حمدي

 

حل عام ١٩٩٠ على الدكتور وليد فؤاد، أحد الأطباء البيطريين بمحافظة كفر الشيخ، ليكون عام إصابته أثناء تعامله مع أحد الحيوانات المصابة بمرض "البروسيلا"، ولا يتقاضى من جهة عمله سوى 45 جنيه شهريًا فقط «بدل عدوى» وهو المبلغ الذي وصفه بالضئيل جدًا بالمقارنة مع الأضرار التي يُسببها هذا المرض والتي يتحملها الطبيب البيطري وحده.

 

من أكثر المشكلات التي تواجه الطبيب البيطري هي انتقال بعض الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان مثل مرض "البروسيلا" الذي يُعد من أكثر طرق انتشاره وأكثرها شيوعًا الالتماس المباشر مع الحيوان المُصاب.

 

ويؤثر هذا المرض على أي جزء تقريبًا من الجسم بما في ذلك الجهاز التناسلي، والكبد والقلب، وكذلك الجهاز العصبي المركزي، ومن أكثر مضاعفاته شيوعًا الإصابة بالعقم، والذي أصيب به أعداد كبيرة من الأطباء البيطريين نتيجة احتكاكهم المباشر مع الحيوان حامل المرض، والبروسيلا مرض مزمن يستغرق فترات طويلة للعلاج قد تصل إلى 20 عامًا..

 

الأمراض والإصابات التي تنال من الأطباء البيطريين في مصر لا يمكن حصرها، وفي المقابل يتم مواجهة ذلك ببدل عدوى لا يتخطى ١٩ جنيهًا للمصاب، أما في الشجار الذي قد يصل للقتل في بعض الأحيان ما بين طبيب وجزار فإن الجملة السائدة: "لا تجادله لسلامة نفسك"، وسط غياب الرقابة من وزارة الزراعة المعني الأول بالحفاظ على صحة هؤلاء الأطباء، ففي السطور التالية تقرأ عددًا من حكايات الأطباء البيطريين الذين كانوا على خط النار دون مساعدة من المسئولين.



فؤاد: ٣٠٠٠ جنيه تعويض النقابة للمصاب

وفقما يروي الدكتور وليد فؤاد لـ«الدستور»، فإن نقابة البيطريين تقدم مبلغ 3 آلاف جنيه سنويًا كتعويض للطبيب عن إصابته، وذلك بعد إجراءات روتينية طويلة، موضحًا أن البيطريين هم الفئة الوحيدة من الأطباء التي ليس لها تكليف ولا تعيين أسوة بباقي الأطباء في التخصصات الأخرى، رغم أهمية دور الطبيب البيطري، فهو خط الدفاع الأول عن الصحة والأمن الغذائي للمواطن ـ حسب الطبيب المصاب.

ذكي: الأطباء البيطريين لا يأمنون في مقرات عملهم

محمد زكي إبراهيم، طبيب بيطري آخر من ضحايا المرض، كان الحالة الثانية التي تواصلنا معها، ففي العام 2000 انتقلت له العدوى جراء تعامله مع الجهاز التناسلي لأحد الحيوانات المصابة، يوضح قائلًا إن «الطبيب البيطري لا يُعاني فقط من الإصابة بالأمراض نتيجة تعامله مع الحيوانات وكذلك ضعف التعويض المقابل لهذه الإصابة، بل هو يعاني أيضًا من ضعف راتبه الأساسي.

 

وأوضح "ذكي"، في حديثه مع "الدستور"، أنه يعمل بالدولة منذ 27 عامًا، وراتبه لا يتعدى 3200 جنيه فقط، وهو ما لا يتناسب تمامًا مع قيمة العمل الذي يؤديه الطبيب البيطري ومع دوره المحوري في الحفاظ على الثروة الحيوانية بالبلاد، فالطبيب البيطري بدول العالم أجمع، أهميته مُقدرة وتُعد مهنته من المهن المرموقة ذات الشأن.

 

ويتم التعامل معه بهذه البلاد على أنه أحد أعمدة الأمن بها، على عكس الوضع في مصر تمامًا، مؤكدًا على أن كثيرًا من الأطباء البيطريين المصريين لا يأمنون حتى المقرات التي يعملون بها من التهدم والانهيار فوقهم، فهناك العديد من الوحدات البيطرية التي تعاني الإهمال الشديد، وكثيرًا منها آيلة للسقوط».

 

"الإصابة بمرض البروسيلا، ليست هي الإصابة الوحيدة التي يتعرض لها الطبيب البيطري"، هكذا استكمل "ذكي" حديثه قائلًا: هناك إصابات ناتجة عن ركل أحد الحيوانات للطبيب، وذلك لكونه بطبيعة الحال حيوان غير عاقل وحركاته غير محسوبة، مما يؤدى إلى إصابة الطبيب ببعض كسور العظام أو بالعمود الفقري وهنا يفتقد الطبيب البيطري لوجود أي تأمين ضد هذه الإصابة بأي حال من الأحوال، فوحده هو من يتحمل تكلفة علاجه على نفقته الخاصة.

فهمي: ١٢٥ جنيه شهريًا تعويض المصاب بالبروسيلا

وبسخرية، كان تعقيب الطبيب فاروق فهمي، أحد المصابين بمرض البروسيلا، على تعويض الطبيب نتيجة إصابته أثناء تعامله مع الحيوان، قائلًا إن ما يحدث فقط بهذه الحالة، ما هو إلا انتقال الطبيب إلى المستشفى ليزوره زملائه فقط، ويتحمل هو كافة مصاريف علاجه، أما فى حالة العدوى بالبروسيلا، تصرف النقابة له مبلغ 125 جنيه فقط شهريًا، وبالإضافة إلى كل ما سبق، فزيادة راتب الطبيب السنوية لا تتعدى الـ 7%.

 شحاتة: اضطررت لاستيراد دوائي وبدل العدوى ١٩ جنيه

سيد شحاتة، ٣٧ عامًا، طبيب بيطري يعمل بالوحدة البيطرية التابعة لمركز مغاغة محافظة المنيا، يذكر أنه شعر بآلام شديدة في جميع مفاصل جسده، ورعشة، وعرف حينها أنه أصيب بالحمى أثناء عملية "ولادة" لرأس ماشية "أغنام" في هذا اليوم، وبعد إجراء التحاليل والفحوصات تحقق من ذلك، لكن كانت الأزمة الأولى التي واجهته هي إيجاد مضادات البكتيريا والمضادات الحيوية التي تمكنه من التغلب على المرض.

 

المادة الفعالة القادرة على مجابهة البكتريا هي الريفامبيسين المعروفة تجاريًا بـ" ريمكتان "مع فيبراميسين لمدة ٤٢ يوم لكن لم تكن متوفرة في وحدته البيطرية رغم أن توافرها واجب كإجراء وقائي لإسعاف الأطباء من شر البروسيلا التي تكمن خطورتها في إصابة الذكور من البشر بتورم والتهاب في الخصية يؤدي إلى عقم، وفِي الإناث إلى الإجهاض وتيبس أحد المفاصل.

 

وحاول "شحاتة" البحث عن الدواء في الصيدليات وشركات الأدوية فاصطدم بنقصه، واضطر إلى التواصل مع أحد الأطباء المقيمين في السعودية، لإرساله له، فكان ثمن العبوة الواحدة ٢٢٠ جنيه مصري، وهو ما يمثل ٣ أضعاف قيمتها في مصر.

 

واستمر على تناول الدواء لمدة ٧ أسابيع على نفقته الخاصة، فبدل العدوى لا يزيد في كل الأحوال عن 19 جنيهًا رغم أنه أثبت إصابته خلال تواجده في الوحدة، والعلاج يستلزم الراحة التامة لمدة ٦ أسابيع، لكن إدارته لم توافق على ذلك، رغم أنه معين عام ٢٠١٦ والإصابة حدثت في يناير ٢٠١٨، أَي مضى على عمله أكثر من عام، ومن حقه الإجازة السنوية إن لم تكن مرضية ـ حسب قوله.

 

وتعثر الطبيب في الحصول على فترة الراحة فكان الحل الوحيد هو عرضه على القومسيون الطبي التابع لمديرية الزراعة بالمنيا، ومن ثم على لجنة مختصة، وبعد مكوثه في المستشفى يوم للفحص، لم ينل إلا ٥ أيّام راحة مدفوعة الأجر، والباقي على نفقته الخاصة، أو معرض للتحويل للشئون القانونية بتهمة التقاعس عن للعمل.

 

ويذكر الطبيب لـ «الدستور» أنه لا توجد طريقة لمنع انتقال العدوى من الحيوان المصاب إلى الإنسان، والتي غالبًا ما تحدث أثناء الولادة وانفجار المشيمة (الأغشية الجنينية بعد الولادة أو الإجهاض) أو ملامسة لبن الحيوان المصاب، والطريقة الوحيدة لوقاية الإنسان من الإصابة هي إعدام الحيوان المصاب وهو مالا يحدث في مصر.



كيف تتعامل الدول الأخرى مع الحماية من أمراض الحيوان

وأوضح أن كل الدول الآن تعتمد تلك الوسيلة لحماية للحيوانات أيضًا، فهي تنتقل بين الحيوانات عن طريق التعامل مع إفرازات الحيوان المصاب سواء لبن، لعاب، بول، أو براز، وعن طريق المشيمة، والدم- استخدام السرنجات من حيوان مصاب لحيوان سليم - وعن طريق الجماع، فالأنثى المصابة تعدي الذكر المستخدم التلقيح أو الذكر المصاب يعدي الأنثى عن طريق السائل المنوي.


أما في الإنسان عن طريق استخدام اللبن المصاب أو التعامل مع أحد العوامل السابقة وللأسف يمكن أن ينتقل عن طريق الجماع لأن البكتريا تفرز في السائل المنوي للذكر وفي إفرازات المهبل للأنثى وليس هناك وسيلة لحجب ذلك سوى التخلص من الحيوان المصاب وهو ما يحدث في الخارج.

إسلام: أصبت بالعقم ولم أحصل على علاجي

أما الدكتور "إسلام.ع " صاحب الثلاثين عامًا، والذي يعمل بمركز العدوة محافظة المنيا، فقد أصيب بالعقم نتيجة عدوى البروسيلا ولم يستطع الحصول على جرعة كافية من العلاج في الحال.


محمود: تم نقلي لمعهد ناصر بأمر من الوزير

الحمى القلاعية وكسر مضاعف في الفخذ، كانت من نصيب الدكتور محمود حسن، الذي يعمل في وحدة قرية "زاوية الدراسة" محافظة الفيوم فأثناء مشاركته في تحصين الماشية ضد الحمى القلاعية ركلته إحداهن، تم نقله على الفور إلى المستشفى المركزي بالمحافظة التي لم تستطع التعامل مع الحالة.


الحمى القلاعية هو مرض فيروسي –غير قاتل غالبًا- لكنه معدي، يصيب الأبقار والماعز والأغنام، خطره يكمن في إمكانية تغير تركيبه الوراثي له من حين لآخر، فتظهر فصائل جديدة في الحيوانات تتسبب في خسائر فادحة في الإنتاج الحيواني.

 

وباستجابة من وزير الزراعة الدكتور عز الدين أبو ستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتورة منى محرز نائب الوزير لشئون الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، وعقب اتصالاهما به قررا نقله إلى معهد ناصر بالقاهرة ليتلقى العلاج المناسب وتقاسمت وزارتي الصحة والزراعة تكاليف علاجه ونقله.

 

يذكر " محمود" أن الأزمة التي واجهته ولم تمكنه من حماية نفسه، هي عدم توافر " معاون بيطري" يلازمه أثناء فحص الماشية وتحصينها، وفي حال تعيين معاون فهو يؤثر العمل في أي مركز خاص حيث لا يتقاضى سوى 850 كراتب أساسي وبدل عدوى ١٩ جنيهًا.



ضرب ومحاولات قتل يواجهها الأطباء البيطريين أثناء عملهم

 التعدي بالضرب ومحاولات القتل، مخاطر تواجه الطبيب البيطري كذلك أثناء تأدية عمله فهو كثيرًا ما يواجه التعدي عليه من قبل الجزارين والفلاحين لإعاقته عن أداء مهامه التي أحيانًا ما تتعارض مع مصالحهم.

 

وكان من أشهر وقائع الضرب والشروع في القتل التي تعرض الأطباء البيطريين، واقعة الطبيب سالم شعبان الذي حاول أحد الجزارين قتله أثناء قرار الطبيب بإعدام أحد عجول الجزار نتيجة عدم صلاحيتها للبيع، في منطقة دمنهور بالبحيرة، وبالفعل تسبب الجزار في إصابة الطبيب بعدة جروح في أماكن متفرقة من جسده.

 

وتوصلت «الدستور» للطبيب ضحية الاعتداء، والذي قال إنه أثناء قيامه بحملة تفتيشية على أحد الجزارين، والذي كان قد سبق وأن أعدم له عدد من العجول بسبب عدم صلاحيتها، أمر كذلك بإعدام أحد العجول الأخرى لهذا الجزار أيضًا لنفس السبب، موضحًا أنها كانت غير مختومة من وزارة الصحة.

 

وهو ما يُعد مخالفة كبيرة تستدعي القيام بإعدام العجل مما أدى إلى أن يظن الجزار أن هناك عداء شخصي بين الطبيب وبينه، قائلًا له " أنت خربت بيتي " الأمر الذي أدى به إلى أن يطعنه ببطنه بجرح غائر ولولا تدخل بعض الأفراد لكان قد قام الجزار بقتله ـ حسب ما رواه الطبيب.

 

وأضاف ضحية الاعتداء، أن الطبيب البيطري يتعامل أساسًا مع فئة الجزارين الذين اعتادوا استخدام الأسلحة بطبيعة عملهم، مما يُشكل خطورة بطبيعة الحال على من يتعارض مع مصالحهم، ولكنه على الرغم من ذلك التمس لهؤلاء الجزارين بعض الأعذار، موضحًا أن الجزار حين يتم إعدام أحد عجوله، لا يحصل سوى على تعويض 5 آلاف جنيه فقط عن العجل الواحد، بينما هو يشتريه بسعر حوالي 30 ألف جنيه، مما يُعد خسارة كبيرة على الجزار، تجعله يخرج عن شعوره ويلجأ لاستخدام العنف مع الطبيب المتسبب في ذلك.

 

«لابد أن تتوافر حماية أمنية مع الطبيب البيطري بشكل كاف».. يقول الطبيب «شعبان» مضيفًا أنه لا يجب الاكتفاء بأمين شرطة واحد والذي يكون غير مسلح في أكثر الأوقات، إضافة إلى ضرورة وضع نقطة شرطة بكل مجزر.

 

موضحًا أن هناك الكثير من الأطباء يخافون من عنف بعض الجزارين، لذا يلجأون إلى عدم الاحتكاك بهم تمامًا، مهما كانت لديهم من مخالفات، وعدم اتخاذ أي إجراءات ضدهم خوفًا من عواقب ذلك، ليس هذا فقط، بل أن بعض أمناء الشرطة أنفسهم يخافون كذلك أيضًا من أن تنالهم أسلحة الجزارين، لذا يوصون الأطباء أنفسهم بتجاهل أي مخالفات للجزار المشهور بعنفه.

 

ويزيد عن ذلك وجود بعض الأطباء ضعاف النفوس الذين يلجأون إلى أخذ مقابل مادي من الجزارين للتغاضي عن مخافلات الجزارين خاصة في ظل الظروف المادية السيئة التي يعاني منها الطبيب البيطري.

 

كما أشار الطبيب البيطري إلى أن العنف الذي يواجهونه من قبل بعض الجزارين، يحدث كذلك نتيجة لنقص أعداد الأطباء البيطريين الذكور، ما أدى إلى أن بعض الأطباء يقومون بالمرور على نفس الجزار مرتين في اليوم الواحد، ما يجعل فرص انتقام الجزار من الطبيب سهلة، وقد أرجع «سالم» نقص الأطباء الذكور نتيجة ضعف الرواتب، لذا فأكثر خريجي كليات الطب البيطري «إناث» والإناث غير مسموح لهن بالقيام بالحملات التفتيشية.


ينص قانون العقوبات في المادة 133: في حالة إهانة بالإشارة أو القول أو التهديد لموظف عمومي أو أحد رجال الضبط أثناء تأدية وظيفته أو بسبب تأديتها، يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن 6 أشهر أو بغرامة لا تتجاوز 200 جنيه



نقابة البيطريين: إن أصبحنا آمنين.. ستأكلون لحومًا آمنة

 قال الدكتور علي سعد، أمين عام مساعد نقابة البيطريين، إن هناك مشاكل كثيرة يتعرض لها زملاؤهم، من بينها الاعتداءات المتكررة، والتي أصبحت ظاهرة ـ حسب وصفه ـ مشيرًا إلى أن الأطباء البيطريين، يتعاملون مع جزارين لا يعرفون غير «لغة السكين»، مما يحول دون أداء الطبيب لعمله، خوفًا مما قد يتعرض له.


«الاعتداءات التي تعرضنا لها، كان سببها قيامنا بعملنا»، يقولها «سعد» لـ«الدستور» متذكرًا حادث قتل زميلهم سليمان سيد، بمركز أبوتيج في محافظة أسيوط عام 2014، حينما تصدى الطبيب لمحاولة أحد الجزارين ذبح ماشية «أنثى»، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن ذبح الأنثى يكون له ضوابط مشددة، على رأسها أن تكون عقيمة، لأنها جزء من الثروة القومية، وأن جريمة ذبح الأنثى تُعد جناية، يُعاقب فيها بالسجن لمدة عامين.

 

«لن أُرضي شخصًا بقتل مئات الأشخاص»، هي الكلمات التي قتلت طبيب أسيوط قبل 5 سنوات، عندما حاول أحد الجزارين ذبح أنثى مريضة، وسط إصرارهما على توقيعه على ذبحها بمجزر أبو تيج.. لم تمر سوى ساعات حتى عاد الجزار وآخر، وأخبروا الطبيب أنه ماتت، وأنهم سوف يلحق بها، وأمطروه بوابل من الأعيرة النارية أمام منزله، في واقعة أثارت غضب الأطباء البيطريين في مصر، في ذلك التوقيت.

 

طعن طبيب دمنهور، وقطع أوتار آخر في البساتين، وحادث تعرض له طبيب بسوهاج، مشاهد يتذكرها أمين عام مساعد نقابة البيطريين، مستشهدًا بها بكثرة ما يتعرضون له من اعتداءات، إضافة لاعتداءات لفظية، بسبب غياب الحماية الأمنية في مجازر المحافظات، مؤكدًا أن جميع المجازر غير مؤمنة شرطيًا، وأن عدد نحو 479 مجزرًا، تُعاني أيضًا من عجز في الأطباء البيطريين، حيث يبلغ عددهم 200 طبيب.

 

مؤكدًا أن المجزر الواحد يحتاج في الواقع لنحو 4 أطباء بيطريين لتسير الأمور بشكل جيد، حيث أنه يجب أن يكون هناك طبيب يوقع الكشف قبل الذبح لأن هناك أمراض لا تظهر بعد ذبح الماشية، إضافة لطبيب آخر للكشف بعد الذبح، وثالث للأحشاء، ورابع للأختام.

 

لا يستطيع الأطباء الآن أداء عملهم بشكل سليم ـ حسبما يقول الرجل ـ فلا يوجد من يحمي الطبيب في حال قرر إعدام ماشية.. «لكي تكون اللحوم المتواجدة بالأسواق سليمة، ويكون الغذاء آمن، يجب ألا يعمل الطبيب البيطري تحت ضغوط، ويجب منح الأطباء البيطريين العاملين على المجازر، والتفتيش على اللحوم، صفة الضبطية القضائية» يقولها الدكتور «سعد» موضحًا أنه حتى في حالات التلبس، يضطر الطبيب البيطري لطلب النجدة من أجل اتخاذ إجراء وضبط المخالفة، وهو ما يأخذ وقتًا، قد ينتهي بهروب المُخالف، أو إخفاء المخالفة.


وحاولت "الدستور" التواصل مع الدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة لشئون الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، من خلال الاتصالات الهاتفية، لكن بلا رد حول حماية الطبيب البيطري.