أدوات مدرسية بالتقسيط.. مكتبات خاصة تحارب غلاء الأسعار

مع اقتراب العام الدراسي، يبحث أولياء الأمور عن أي منفذ يزيح من كاهلهم عبء المصروفات المدرسية، والتي أصبحت بمرور السنوات لا تقتصر على المصاريف التي تقدم للمدارس فقط.

ولكن زاد العبء؛ بسبب غلاء أسعار المستلزمات الدراسية أيضًا، وبات الجميع يبحث عن أي وسيلة تخفف ذلك العبء الثقيل، وظهر ذلك العام مكتبات تبيع المستلزمات الدراسية، بطريقة التقسيط.

"الدستور" قامت بجولة على تلك المكتبات، لمعرفة تفاصيل نظام التقسيط للمستلزمات الدراسية، ومدى إقبال أولياء الأمور عليه، لكونه وسيلة ربما تكون مريحة بالنسبة لهم، لاسيما مع غلاء تلك الأدوات.

"أدوات المدارس بالتقسيط"، لافتة مكتوبة على إحدى المكتبات بمدينة القناطر الخيرية، صاحبها يدعى "مصطفي الدجوي"، صاحب محل ومخزن كبيرين لتجارة الأدوات المدرسية، والتي قرر ذلك العام بيعها بالتقسيط.

يقول: "بسبب تزاحم المواسم، وكثرة مطالب الأولاد والأعباء المالية على الأهالي، وارتفاع الأسعار، قررت خوض تجربة جديدة لجلب مزيد من الزبائن، وتخفيف العبء على الأهالي، من الكشاكيل والأقلام والشنط وكل مستلزمات المدارس بأسعار مناسبة وبخامات متنوعة قبل بدء الدراسة".

يوضح، إن المواسم متزاحمة للغاية، وكلها تمثل أعباء وضغوط على الشارع المصري بكل طبقاته، ولاحظت ركود في حركة البيع والشراء على غير العادة، رغم ما أقدمه من عروض وتخفيضات لكن لا يوجد إقبال.

يضيف: "قررنا منذ أيام وقبل انطلاق العام الدراسي، بإعلان تقسيط الأدوات المدرسية بحد أقصي 1000 جنيهًا، والتقسيط يكون على 5 أشهر بحد أقصى، ويتم دفع مقدمة لا تقل عن 250 جنيهًا، وذلك يتضمن قائمة الأدوات المدرسية".

وتابع "الدجوى"، أنا بذلك أعمل على تنشط حركة البيع والشراء، وتخفيف العبء على الأهالي والمستلزمات المدرسية تشمل الكراسات والكشاكيل، والأقلام الرصاص والجاف،والجلاد، والألوان والزمزمية وغيرها.

عمرو خضر، رئيس الشعبة العامة للورق باتحاد الغرف التجارية، كشف أن أسعار الورق شهد انخفاضًا مع بداية العام الدراسي بنسبة تتراوح من 25%: 30%، ما يساعد على انخفاض أسعار المستلزمات الدراسية الورقية من كشاكيل وكتب، بالإضافة إلى إنخفاض سعر الدولار فأثر على حركة البيع والشراء.

وأوضح خضر، لـ"الدستور" أن المكتبات مرتفعة السعر على المواطنين تجنبها، ما جعل الأهالي تلجأ إلى شراء المستلزمات الدراسية بالتقسيط، وتنتظر معارض "أهلا بالمدارس" لانخفاض أسعارها، مؤكدًا أن بعض المكتبات لديها منتجات من العام الماضي، وتقوم الغرفة التجارية بإقامة معرض "أهلا بالمدارس" لتحدي الأسعار.

وفي الإسكندرية أعلن أحد "المولات" الشهيرة بمنطقة العصافرة، عن تقسيط كل متطلبات الزي المدرسي والشنط والأدوات المدرسية على 6 شهور بدون مقدمة، وعلى 12 شهر في حال دفع مقدمة.

وأعلن أن هذا يأتي لتخفيف الأعباء عن المواطنين، والقضاء على ظاهر الركود في حركة البيع والشراء، خصوصًا مع ارتفاع الأسعار المتزايد وكثرة المواسم والأعياد، واصفًا حالة الشراء بالجيدة.

سيد منصور، أب لخمسة أبناء في مراحل مختلفة من التعليم، قال إن بداية كل عام دراسي جديد يبذل جهود مضنية حتى يتمكن من توفير المال اللازم، وتلبية احتياجات ابنائه من المستلزمات الدراسية، لأن أسعارها مرتفعة وليس في مقدوره أن يشترى هذا الكم من المستلزمات الدراسية.

تابع منصور، أنه يلجأ إلى شراء تلك المستلزمات بالتقسيط، من خلال دفع جزء من المبلغ إلى مكتبة "ومضة" بالوادي الجديد، ومع بدايه كل شهر يقوم بدفع المبلغ المتبقي مضيفًا أن أسعار المستلزمات للإبن الواحد تتراوح من ٦٠٠ إلى ١٠٠٠ جنيها.

"بشيل هم المدارس كل سنة" يقولهاعمرو مصطفى، ولي أمر، لـ"الدستور"، مبينًا أن المستلزمات المدرسية مرتفعة التكلفة، وأن راتبه بسيط، وأن لديه أربعة أبناء في مراحل تعليمية مختلفة، وليس في استطاعته شراء تلك المستلزمات.

تابع، أنه يتعاقد مع محل تجاري بشراء الأدوات المدرسية منه بسعر الجملة، وتقسيط المبلغ كل أسبوعين لمده شهرين، ذلك كل ترم بالعام الدراسي، ومضيفًا أن أسعار المستلزمات تتراوح من 500 إلى 800 جنيهًا.

عبدالله سيف، أب لـ6 أبناء، قال أن قائمة المستلزمات الدراسية التي تفرضها المدارس الخاصة والدولية وحتى الحكومية كبيرة والأسعار مرتفعة، قائلًا: "الواحد مش قادر يشتري أي مستلزمات".

وأشار سيف إلى أن هناك ثلاث من أبنائه في مدارس خاصة، والثلاث الآخرون فى مدارس حكومية، مضيفًا أن مستلزمات المدارس تتراوح أسعارها من 1500 إلى 1200 جنيهًا، ولذلك يلجأ بشراء تلك المستلزمات بالتقسيط على ٣ أشهر وذلك من المكتبة بالمنطقة التى يقطن بها.

فايز بركات، عضو لجنة البرلمان في التعليم، قال إن البرلمان لم يستطع فرض قوانين على أصحاب المكتبات والمعارض الخاصة، كي يقوموا بتخفيض أسعار الكتب والمستلزمات الدراسية، وإتاحة نظام التقسيط لدى الأفراد الغير قادرين ماديًا، ولكنه يحاول مجاهدًا على توفير المستلزمات الدراسية في المعارض.

وتابع بركات، لـ"الدستور" أن غرفة القاهرة التجارية ستقوم بعمل 50 معرضًا للمستلزمات المدرسية في أول شهر سبتمبر المقبل، بتخفيضات تصل من 30 إلى 50% للكراسات والأدوات المدرسية وللكتب الخارجية، مع الإعلان عن موقعهما لتسهيل وصول المواطنين إليها، ولكي يستطيعوا شراء احتياجاتهم الدراسية.

كما أعلنت مبادرة كلنا واحد، فتح 276 شادرًا أبوابهم لجموع المواطنين، لشراء مستلزمات وزي المدارس للعام الدراسي الجديد، بكل المحافظات، بأسعار تصل نسب التخفيض فيها لـ30 % ضمن المرحلة التاسعة من مبادرة "كلنا واحد" للمستلزمات والأدوات المدرسية.

جاء ذلك لتوفير كل المتطلبات المدرسية، من الزي المدرسي والأدوات المدرسية بخامات متنوعة، وأسعار مخفضة عن مثيلاتها بالأسواق بنسبة تصل إلى 30%، وعرضها من خلال المنافذ لتلبية احتياجات المواطنين من المستلزمات المدرسية بالأسعار المخفضة.