رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد واقعة الفنان «تامر شلتوت».. حكايات خاصة من دفتر أبناء التبني

جريدة الدستور

ظلمتهم الحياه لكونهم ولدوا بلا أب أو أم، لأسباب غير معلومة، لم يجدوهم معهم في أمواج تلك الحياه الصعبة، ليجدوا أنفسهم منضمون لأسر أخرى، يعيشون في كنفها دون اختيارهم، ربما يحسنون معاملتهم، ولكن في الأغلب يواجهون عنفًا منهم لكونهم في الأساس ليسوا أبنائهم.

ربما آخر تلك الوقائع، ما حدث مع الممثل تامر شلتوت، والذي اعتدى على ابنه بالتبني بالضرب، ما آثار غضب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقى ردود فعل أيضًا من جانب المسئولين، إذ أعلنت وزارة التضامن فحص وتبين حقيقة اتهام الممثل بالاعتداء بالضرب على ابنه بالتبني، والسماع إلى شهود عيان لهذه الواقعة.

اعتداء شلتوت على ابنه بالتبني ليست الواقعة الوحيدة، بحسب ما رصدته "الدستور" من وقائع خاصة لأطفال يعيشون في أسر بالتبني، لاقوا أنواع من العذاب على إيديهم، بداية من لحظة التبني حتى مواجهتهم بحقيقة نسبهم.

"سارة" 16 عامًا، أحد أطفال التبني، وتعرضت كثيرًا لمشاكل نفسية واعتداءات جسدية وعنف على يد الأسرة التي تعيش معها، تروي قصتها "منى" 30 عامًا، جارتها، الفتاة أُنجبت من زواج عرفي، وعندما وضعت أمها الطفلة، رفض الزوج الاعتراف بكونها ابنته وإعلان الزواج، الأمر الذي دفع الشقيقة الكبرى للأم للتدخل ومحاولة حل الأمر؛ خوفًا من الفضيحة، وللحفاظ على شكل الأسرة.

قامت الشقيقة الكبرى للأم، باقتراح فكرة تبني الصغيرة، وبحكم أنها عاقر لم يتثن لها فرصة الإنجاب، فكانت فكرة تربية الطفلة الصغيرة هي طوق النجاة للأسرة، لا سيما الشقيقتين، فالشقيقة الكبرى أصبح لديها ابنة، والصغري لن ينفضح أمرها أمام العامة.

تقول "منى" ظل الوضع هكذا لسنين، حتى كبرت الفتاة، وبدأتها أمها بالتبني تعاملها معاملة قاسية، الأمر الذي لم يرض أمها الحقيقية، وازداد الأمر تعقيدًا عندما علمت الفتاة حقيقة الأمر بمحض الصدفة، ورفضت الاعتراف بأي منهما أم لها، وقامت بالهرب وتركت المنزل.

حكاية أخرى من دفتر عذاب أطفال التبني، ترويها "منال" أربعينية، تقول: "لم يرزقني الله بنعمة الأطفال، وترددنا على الأطباء أنا وزوجي كثيرًا لفترة دامت سنوات؛ للبحث عن حل لهذا الابتلاء، ولكن كان هناك فرصة التبني أمامي، التي اقترحها عليّ أفراد عائلتي، غير أن زوجي لم يكن مرحب بالفكرة بعض الشيء، ولكن بعد توسلاتي له، قرر أن يوافق ويخضع لرغبتي في احتضاني لطفل".

استطاعت إقناع زوجها، وتبنت طفلًا، وأحبته كثيرًا، على نقيض زوجها، فلم يحبه أو يعتاد على العيش معه، وكان يبغضه وينفر منه في شتى المواقف، بحسب السيدة، التي أكدت أنها كنت تحاول تخفيف عن الطفل معاملة والده السيئة له، إلا أنها لم تستطع، وظل الأب يعامله معاملة قاسية.

حسب قانون الطفل رقم 12 لسنة 1996، أقرت وزارة التضامن الاجتماعى شروطًا محددة لكفالة الأيتام من خلال نظام الأسر البديلة، التى بدأته عام 1959 من خلال إلحاق الأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية، خاصة مجهولي النسب بأسر يتم اختيارها وفقًا لشروط ومعايير، منها التأكد من صلاحية الأسرة وسلامة مقاصدها لرعاية هؤلاء الأطفال دون استغلال أو لمصالح ذاتية.

الجنسية واحدة من بين الشروط، فيجب أن تكون الأم المتبنية مصرية مكونة من زوج وزوجة وولدين على الأكثر، وحصول أفراد الأسرة البديلة على قدر من التعليم، وإثبات قدرة الأسرة البديلة على تلبية احتياجات الطفل.

وعندما توافق اللجنة التي تشكلها وزارة التضامن، على تسليم الطفل للأسرة البديلة، وتتسلمه إما من مراكز الأمومة والطفولة، أو من دور الإيواء، وتتم الرعاية داخل الأسرة كفرد من أبنائها، ويحرر عقد رعاية بين الأسرة البديلة، وإدارة الأسرة والطفولة بالمديرية التابعة لها المنطقة، ويتم عمل متابعة شهرية له بواسطة الإدارات الاجتماعية في المنطقة.

الدكتورة سمية الألفي، رئيس الإدارة المركزية للرعاية الاجتماعية، في وزارة التضامن الاجتماعى، أوضحت أن كفالة اليتيم شريك أساسي في منظومة جديدة، وهي العمل على تطوير أوضاع الأطفال في دور رعاية الأيتام، لافتة إلى أن هناك تغييرًا كبيرًا حدث على مدار الثلاث سنوات الماضية والأطفال المكفولين من خلال الأسر البديلة تضاعف، من 3 آلاف إلى 12 ألف طفل.

وأضافت أن عدد الأطفال الموجودين في دور الأيتام تراجع، كما تم إيقاف تراخيص العديد من دور الأيتام، لأن الأفضل للطفل نشأته وسط أسرة، مؤكدة أنه تم تخصيص 23 مليون جنيه لتطوير دور الأيتام والمسنين في محافظات القاهرة والغربية والدقهلية.

وفقًا لوزارة التضامن فإنه يوجد 12 ألفًا و200 أسرة بديلة، ويبلغ عدد الأطفال بدور الأيتام 10 آلاف طفلًا، فيما تم تخصيص 23 مليون جنيهًا لتطوير دور الأيتام والمُسنين في محافظات القاهرة والغربية والدقهلية.