رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"من قلب النجع".. أمثال العائلة في صعيد مصر (1-4)

جريدة الدستور

كلنا يعلم أن الصعيد مازال قبليًا، يعتمد فى تكوينه السيوسيولجي على فكرة التدرج الهرمي، الذى يبدأ من الأسرة، ثم الرُبع، ثم العائلة، ثم القبيلة، لذا لا بدّ أن يكون لكل أسرة قائد يعلوه قائد الرُبع، والرُّبع هنا هو ربُع العائلة، فكل عائلة في الصعيد مقسّمة إلى أربعة أرباع أو ثلاثة أرباع أو رُبعين، وربما إلى خمسة أرباع، حسب أبناء الجّد المؤسس، الذى تسمى العائلة باسمه.

المدهش أن هذه الأربع مهما زادت أو نقصت، فهى تمثل واحد صحيح، ولا يقال الثلث أو الخمس أو ما شابه، بل يطلق لفظ الرُبع على كل فصيل من العائلة، والعائلة لا بدّ لها من كبير، ثم تأتي القبيلة على قمة الهرم، ويكون كبيرها قائدًا لكل كبراء العائلات والأرباع والأسر، لذا يحترمه الجميع من قبيلته، أو من القبائل الأخرى ويعاملونه معاملة خاصة، وغالبًا ما يكون فى بيته كرسي البرلمان.

والعائلة هى مركز الضبط والربط، بالنسبة للصعيدى لأنه عود فى حزمة، ما إن ترك حزمتة انكسر، لذا لابد أن يكون جزء من كل فى عائلته، يأتمر بأوامرها، وينتهى بنواهيها، ولهذا كان للعائلة نصيب كبير من التراث الصعيدى، وخاصة الأمثال، التى تدفع إلى السير على درب القبيلة بالمدح أو بالهجاء، باللين أحيانًا وبالزجر فى أحايين كثيرة.

* "اللى متجيبهوش المحنّة يجيبه العار".
يقال هذا المثل وقت الشدة، حين يُهزم شخص غير سوى من العائلة، على يد شخص غريب، فيقوم أبناء عمومته وإن كانوا لا يحبونه، بمساعدته ومساندته ضد خصومه، ليس من قبيل الحب، ولكن من قبيل دفع العار، الذى سيلحق بعائلتهم، إذا هُزم أحد أبنائها.

* "الفرع المايل يستاهل قطعه".
يختص هذا المثل أيضا بالشخص السئ فى عائلته، ولكن فى الغالب ما يكون هذا المثل مجرد كلام فقط، فالصعيد مجتمع قَبلى تتملكه الحميّة، وفى أغلب الاحيان تثور العائلة لصالح أحد أبنائها، وإن كان على خطأ، ايمانا بالمثل السابق "اللى متجيبهوش المحنّة يجيبه العار".