رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حق "الردع" مكفول



خلال الأسبوع الماضي فقط تدخلت وسائل التواصل الاجتماعي في عدة قضايا شغلت الرأي العام، وساهمت في ردع المعتدي والوقوف بجانب المُستضعَف، من قضية المطعم السوري بالإسكندرية إلى قضية صاحب كاديلاك الساحل، و الاعتداء على شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة داخل صالون حلاقة بالشرقية، حتى وقف مذيعة حلقة إهانة البدناء.

يؤكد هذا أن وسائل التواصل الاجتماعي إحدى أهم وسائل التأثير الجماهيري المباشر شديدة السرعة، وقد لعبت دورًا بالغ الأهمية خلال العقد الأخير في حياة المجتمعات الإنسانية كافة، لسرعة استجابتها لحاجات المجتمع.

ومع التطورات الهائلة التي شهدها العالم منذ أواخر القرن العشرين حتى الآن، خصوصًا في مجال الاتصال وتكنولوجيا المعلومات، صرنا نعيش عصر البث الحي للأحداث، وما تنقله من معلومات وأخبار، وما أحدثته من تقارب ثقافي ومعرفي، أتاح اطلاع الفرد على أحداث العالم حين حدوثها، ما زاد من تأثير الإعلام وقدرته على الهيمنة على الشأن العام والخاص.

حتى أصبحت وسائل التواصل الإجتماعي أقوى وسائل التأثير في عقول وأفكار الناس، وبذلك فإنها الوسيلة الأولى التي تشكِّل اتجاهات الناس نحو المواضيع والمواقف الحياتية التي تعيشها وتواجهها المجتمعات، وأصبحت تُستخدَم في التنظيم والبناء الاجتماعي المتكامل من أجل مصلحة الفرد والمجتمع ككل في شتى مجالات الحياة المعاصرة، الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وبالتالي الأمنية.

ولا يقل الأمن المجتمعي أهميةً عن أي قضية حياتية ملحة، فهو من الاحتياجات الأساسية للفرد والمجتمع، فقد اتسع تأثير وسائل التواصل الاجتماعي ليشمل كل جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية والثقافية والوطنية، نتيجة تطور الحياة الاجتماعية في العقد الأخير من القرن العشرين على نحو خاص، وكنتيجة للتقدم المذهل لوسائل الإعلام والحاجة إلى الاستفادة من إمكانيات وسائل الإعلام المختلفة، كوسائل تأثير فعالة لمساعدة عديد من المؤسسات.

ولهذا من الضروري توظيف تلك المواقع للقيام بدور مهم في تعزيز الحوار والتفاهم والتواصل بشأن ما يتعرض له ويتداوله المجتمع من قضايا الشأن العام، ولتكون مؤثرة في مجريات الأمور السياسية وتحديد آليات وسبل إنهاء الصراع المجتمعي.
ليس ذلك فقط، بل إنني أتصور أن هناك إمكانية لتوظيف تلك المواقع أيضًا للحشد والضغط على صانعي القرار السياسي لصالح التنشئة المجتمعية والاهتمام بالشرائح المجتمعية المختلفة كالشباب والمرأة، وإشراكهم في ميدان السياسة وصناعة القرار.