رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد ضربهم في حفلة «محمد رمضان».. رجال تأمين الحفلات: «نعمل في ساحات معارك»

جريدة الدستور

لم تعد الحفلات الغنائية في مصر مقصورة على مشاهد الرقص والغناء فقط، بل امتدت لتشهد أحداث عنف واعتداءات من قبل الجمهور المُقبل على الحفلة مع رجال التأمين لعدة أسباب مختلفة، كان أبرزهم التحرش الجنسي بالفتيات وسط الزحام في ساحات الوقوف.

ومؤخرًا انتشرت ظاهرة الرغبة في الصعود إلى خشبة المسرح التي يعتليها فنان الحفلة لمجرد التصوير معه أو جذب أنظار الجماهير؛ مما يجعل أفراد الأمن يتدخلون لتفرقة تلك النزاعات مُستخدمين عصيان خشبية وأسلحة كهربائية.

وكان آخر الوقائع، حفل الفنان محمد رمضان في الساحل الشمالي، إذ فقد الأمن السيطرة على الجمهور، ونجح عدد من الشباب في اقتحام البوابات بسبب التدافع، وتحرش عدد من الشباب بالفتيات، والاعتداء على أفراد التأمين.

"الدستور" حاورت رجال شركات تأمين الحفلات، لرصد مشاهد العنف التي يتعرضون لها أثناء فترة تأمينهم للحفلة، والأسباب الحقيقية لاندلاع مشاهد العنف من قبل الجمهور، كما تحدثنا في السطور التالية من التقرير إلى بعض الشباب الذين يحضرون الحفلات كونهم متأثرين من هذه المشاكل.

شهود الحفل: "الناس كانت سكرانة وضربوا الأمن"

محمد مجدي، 29 عامًا، أحد الشباب الذين حضروا حفلة "رمضان" في الساحل الشمالي، يوضح في حديثه مع "الدستور"، حقيقة ما حدث من اشتباكات وعنف داخل الحفلة، مشيرًا إلى السبب الرئيسي في انفعال الشباب المتواجد حين قرر أمن الحفلة السماح للفتيات بالعبور إلى الصفوف الأمامية بعيدًا عن الزحام؛ مما جعل بعض الشباب تتدافع إلى الأما.

أنواع عديدة من المخدرات كانت سبب كافي في اندلاع مشاهد العنف بين الجمهور ورجال الأمن، يقول "مجدي" أن المكان كان يمتلئ بالحشيش والكحوليات التي من المفترض عدم دخولها إلى هذه الأماكن، ويضيف: "الناس كانت بتهبد في الأرض من الدماغ اللي عملاها، وكان فيه تحرش جنسي كتير بالبنات".

"الأمن مكنش قادر على العدد ده كله، لدرجة أن فيه 20 شاب اقتحموا المسرح علشان يقفوا جمب رمضان"، حتى تتدخل الفنان مع رجال الأمن لتفرقة هؤلاء الشباب كما تم وقف الحفلة لمدة 20 دقيقة، وعن طرق دفاع الأمن"، بحسب الشاب الذي قال: "استخدموا عصيان خشبية في تفرقة الجمهور، بالإضافة إلى الالتحام المباشر مع الأفراد المشاغبين لكنهم لم يتمكنوا من ردعهم بشكل كامل".

شركات تأمين الحفلات:العنف أخر وسيلة في الردع
محمود متولي، 36 عامًا، يعمل في إحدى شركات الحراسة والأمن المختصة في تأمين الحفلات والمهرجانات الموسيقية، يقول في حديثه لـ"الدستور"، إن رجال الأمن غالبًا ما يواجهون اعتداءات لفظية وجسدية من قبل الجمهور أثناء تأمين الحفلات، مستدلًا على ذلك بحفلة "محمد منير" التي شارك في تأمينها داخل منتجع "ريد كارد" بالعين السخنة.

يحكي أن التدافع بين الشباب أدى إلى اندلاع اشتباكات طفيفة بينهم في بداية الأمر، حتى تطرق البعض منهم إلى التحرش الجنسي بالفتيات داخل ساحة الجمهور؛ مما نتج عنه إصابات بالغة أثر الاعتداءات على بعضهم البعض، وتدخل أفراد الأمن المختصين بتأمين الحفلة لتهدئة الأمور ليتلقوا عدة ضربات من الجمهور، وهذا ما جعلهم يستخدمون أساليب عنيفة لردعهم، وتحسين الأوضاع لتكتمل الحفلة في هدوء.

وعن أساليب الردع المستخدمة في تلك الحفلة، يقول: "استخدمنا إليكتريك لتفرقة المشاغبين لحد ما اتصاب من الجاردات عدد كبير، واضطرينا نسيب الكلاب عليهم علشان يخافوا"، وبالفعل تراجع عدد كبير من المرتكبين لأفعال الشغب داخل الحفلة، وهدئت الأمور حتى اكتملت الحفلة دون إثارة الذعر بين الجماهير.

أحد رجال الأمن: "اعتزلت الشغلانة بسبب العنف"
"بنبقى أربعين فرد بالكتير لو الحفلة فيها عدد كبير، مبنقدرش نسيطر عليهم لو حصل قلق"، هذا ما يقوله أحد "البودي جاردات" في شركات تأمين الحفلات سابقًا، الشهير بإسم "تايجر"، معبرًا في حديثه مع "الدستور" عن ندمه على الحال الذي وصلت إليه الحفلات الغنائية في مصر، خاصة بعد انتشار حفلات المهرجانات الشعبية وإقبال عليها جمهور لا يمتلك ثقافة الحفلات.

رجل الأمن الأربعيني، دخل هذا المجال في سن الـ15 فكان يعتاد على الذهاب إلى صالات الرياضة لبناء عضلات جسمه التي كانت تُعد كشرط أساسي في التوظيف بشركات الأمن والحراسة، واستطاع أيضًا إنشاء صالة رياضية مخصصة لتأهيل أجسام أفراد الأمن، لكن خبرته الموسعة في المجال لم تمنعه من الاعتزال حين تعرض هو وفريقه للاعتداء اللفظي والجسدي في بعض الحفلات الشعبية.

"حفلات حمو بيكا وأمثاله كانت كلها تحرش ومخدرات، الواحد كان بيتقرف من المناظر دي"، يقول "تايجر" أن الأفعال الخارجة بكل أشكلها التي كانت تحدث داخل حفلات المرجانات، جعلته يبتعد عن هذا المجال، ويتفرغ إلى الاهتمام بالصالات الرياضية، فالشركات الخاصة لا تُخير موظفيها في نوع الحفلات المؤمنة، بمجرد اتفاق منظم الحفلة مع الشركة يتم إرسال عدد من فريق الأمن حسب مكان ووسع الحفلة.