رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد واقعة الشرقية.. عمال يروون وقائع تدنيس المساجد بممارسة الرذيلة

جريدة الدستور

قديمًا كانت للرذيلة بيوت خاصة بها، تداهمها السلطات مرة، وتغفل عنها مرات، يحاول أصحابها العمل في الخفاء بقدر الإمكان حتى لا يتعرضوا للمساءلة القانونية أمام الدولة، لكن ربما لا يصدق أحد أن تلك الأفعال أصبح لها بيوت أخرى.

المساجد حولها البعض دون وعي، أو وازع ديني، إلى ملجأ لتلك الأفعال المُشينة، والاختباء بها أثناء ممارسة الرذيلة، ربما لأن لا أحد يصدق أن يمارس أشخاص تلك الأفعال في بيوت الله، أو بمعنى أدق داخل الحمامات التابعة لها.

في واقعة ليست بالفردية، ألقت السلطات القبض على شاب وفتاة في محافظة الشرقية، بتهمة ممارسة أفعال فاضحة داخل دورة مياه مسجد، ولم تكن هذه الحالة الأولى، بل انتشرت وتكررت في كثير من المساجد، كان العمال المسئولون عنها هم الشهود العيان، الذين رووا لـ«الدستور» عنها.

محمد، 50 عامًا، عامل الأمانات بمسجد السيدة عائشة، قال إن المسجد له حرمته، إلا أن البعض اتخذه مكانًا آمنًا لممارسة تلك الأفعال، سواء في دورات المياه أو الجزء الخلفي بالمسجد، بسبب بعده عن أعين المصلين والمارة.

وتابع عامل الأمانات أن كل فترة تحدث بالمسجد واقعة مخلة في إحدى دورات المياه، واتخاذهم دورة المياه ملجأ لهم لممارسة تلك الأفعال، قائلاً: ببقى عاوز أبلغ عنهم، لكن بسيبهم يمشوا عشان خاطر أهلهم.

أم سيد، إحدى العاملات بمسجد السيدة عائشة، قالت إن دورة مياه الرجال منفصلة عن السيدات بالمسجد، ومن المفترض أن تنعدم تلك الوقائع بها ومع ذلك تحدث، مشيرة إلى أنها فوجئت باصطحاب مسن لإحدى الفتيات التي لا تتعدى الـ16 عامًا، وعندما رأتهما نادت بصوت عالٍ، والتف الناس حولهما، ولكنهما هربا.

وأوضحت أم سيد، أن هناك وقائع مخالفة للآداب العامة تحدث بالمساجد ولا أحد يعلم عنها شيئًا، ومن المفترض وضع كاميرات مراقبة لمنع الوقائع التي تحدث بدورة المياه بالمسجد. 

ويكشف «م .ع» عامل بمسجد الفتح بميدان رمسيس، أحد الشهود على واقعة ممارسة الرذيلة داخل المسجد، وذلك عندما حضر ليتسلم من زميله العمل فلم يجده فظن أنه يقضي بعض المتطلبات من الخارج ويعود.

ويضيف العامل أنه أثناء دخوله الحمامات لتنظيفها سمع صوتًا غريبًا، صادرًا من داخل أحد الحمامات، وظل يتربص للصوت، ليتفاجأ أمامه بزميله في العمل مصطحبًا معه فتاة عارية داخل دورة مياه حمام بالمسجد يمارسان الرذيلة.

يقول: "لم أتمالك نفسي من هول المنظر، وقمت بالاعتداء عليه بالضرب بعد أن قام بتدنيس المكان بالعلاقات المشبوهة، ورفضت الإفصاح عنه، ولكن ساومته على ترك العمل بالمسجد، وألا يعود للمكان من جديد، ورفضت فضح الفتاة بعد علمي أنها متزوجة وتربطها علاقة أسرية بالعامل".

ومنذ فترة في منطقة منشية البكري، محافظة الغربية، قام شاب ثلاثيني بالتحرش بطفل داخل المسجد الكبير بالمنطقة، وقيامه بالتقبيل وملامسة مناطق حساسة بجسده، وتم التحفظ عليه بإحدى غرف المسجد، لتسليمه للشرطة عن طريق أحد أهالي المنطقة.

عمر حمروش، أمين سر لجنة الشئون الدينية بالبرلمان، قال إن ما يحدث في دورات المياه بالمساجد يعد انحلالًا أخلاقيًا نابعًا من قلة الوعى الديني والاضمحلال الثقافي، مشيرًا إلى أن المجتمع في حاجة ماسة إلى حملات توعوية فى الجانب الديني، والتركيز على المبادئ الدينية ومكارم الأخلاق.

وأضاف: "وأن يكون محتوى الخطب منصبًا على التوعوية بحرمة المساجد والتعاليم، التى يجب أن تتبع داخل المساجد لتجنب ارتكاب أي أخطاء قد تنتهك حرمتها، وحتى يتم القضاء على تلك الحالات والارتقاء بمجتمعنا".

عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، قال: "مجتمعنا تسوده في الفترة الحالية ظاهرة الانفلات الأخلاقي ما أدى إلى انتهاك حرمة المساجد وارتكاب الفواحش وهذا دليل على علامات الساعة".

وتابع الأطرش، لـ"الدستور"، أن كل من يرتكب تلك الجريمة الفاحشة في بيت من بيوت الله، لا أخلاق لديه، ولا دين عنده، لأن دين الإسلام أمر بالمحافظة على الأعراض في كل وقت، ونهى عن ارتكاب كل أمر بذىء.

وأكد الأطرش أهمية دور التوعية الدينية من خلال الإعلام، لما له من تأثير كبير في المجتمع، وأن تكون هناك رقابة صارمة على المسلسلات والأفلام، وكذلك على كل مواقع التواصل الاجتماعي التي أدت إلى انتشار الرذيلة.