رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"سبوبة الكرامات".. خدام مساجد آل البيت يفرضون إتاوت على المرتادين

جريدة الدستور

أدفع نفحات تحصل على كرامات، شريعة ضالة تجدها على أبواب مساجد آل البيت، يسترزق من خلالها البعض، مستغلين الحب الفطري الذي يكنّه المصريين لآل البيت، ويستجيب بالفعل إليهم الكثيرون، فيدفعون الأموال التي يظنون أنها نفحات بالفعل للحصول على الكرامات والعفو.

أمام مساجد آل البيت تحديدًا، تجد بسطاء ربما دفعت الحاجة إلى تلك السبوبة، التي يفرضون بها إتاوات، على مرتادي المساجد، بدعوى الحصول على النفحة والكرامة، مستغلين حاجة بعض ضعاف النفوس الذين يلجأون إلى هذه الأضرحة لتحقيق أمانيهم، وفك ما أسموه أعمالًا للسحر وشعوذة.

"الدستور" قامت بجولة حول بعض الأضرحة، الكائنة بمحافظة القاهرة، وتواصلت مع بعض زائريها والقانطين بجوار هذه الأضرحة، لرصد ظاهرة التسول داخل وخارج هذه الأضرحة، ومدى استجابة المرتادين لتلك السبوبة.

البداية كانت بضريح السيدة سكينة المجاور لضريح السيدة نفيسة، سلوى أحمد 40 عامًا، أحد المترددين على الضريح، تقول أشعر بالاطمئنان والراحة عند زيارتي لأضرحة آل البيت وأولياء الله الصالحين، موضحة أنها تتردد كثيرًا على أضرحة آل البيت والأولياء، والتي لا تخلو من هؤلاء المستغلين.

تستطرد أنها تتعرض للمضايقات من قبل بعض القائمين على خدمة هذه الأضرحة، والذين يطلبون مبالغ مادية من الزائرين نظير بعد الزيارة تحت مسمى" النفحات"، الأمر الذي تسبب لها في الحرج الشديد بإحدى المرات لعدم توافر ما يكفي معها من المال لإعطاء كل القائمين، بخدمة الضريح مثلما طلب منها أحدهم.

بجوار ضريح السيدة زينب، تقطن فاطمة حسين 42 عامًا، تروى إحدى الوقائع التي حدثت أمام أعينها، وهي مشاجرة عنيفة بين سيدتين متسولتين أمام المسجد للحصول على صدقة أو نفحة من إحدى الزائرات، والتي تخللها الكثير من الألفاظ النابية بل وصل الأمر للتشابك بالأيدي وحضور الشرطة.

تتساءل: "إزاي تحصل كل التجاوزات دي أمام بيوت أولياء الله الصالحين الطاهرة؟"، كاشفة عن أن هناك مستولين أمام المقامات جمعوا ثروات من تلك السبوبة، ومدعين الفقر يتشاجرون أحيانًا فيما بينهم للحصول على الصدقات.

وفي حي السيدة زينب، الحاج أحمد حسن رمضان، 50 عامًا، أحد قانطي الحي يقول: "اعتدنا على المشاجرات اليومية التي تحدث بين المتسولين، بل وأحيانًا مع الأسف بين من يقومون على خدمة الأضرحة".

يصل عدد الأضرحة الموجودة في القاهرة 294 ضريحًا، أما خارجها فيوجد 84 ضريحًا في دسوق، و133 في مركز تلا، و81 في مركز فوه بالبحيرة، و54 بمركز طلخا، كما يوجد في أسوان، وفقًا لما ورد في الأطلس المتكامل لمدن مصر الخطط التوفيقية لصاحبه علي باشا مبارك.

واتخذت وزارة الأوقاف عددًا من الإجراءات والقرارات الإدارية؛ لمواجهة ظاهرة الحصول على النفحات والكرامات من قبل مدعي أهل الصفة، وكذلك الذين يجمعون الأموال أمام هذه الأضرحة بحجة تقديمها كنذور وتبرعات، بعدد من مساجد أهل البيت وهم السيدة زينب، والسيدة نفيسة والإمام الحسين بمدينة القاهرة.
من بين هذه الإجراءات تشكيل لجان التفتيش، وقيادات لمداهمة مثل هذه التجاوزات، كما قرر وزير الأوقاف مختار جمعة، تغيير طاقم العمالة بمساجد آل البيت، وتحديد الحد الأقصى للخدمة بمدة عام لعدم تكوين شلل مصالح، مقررًا تفعيل قرار وزاري رقم 116 بتجريم تقاضى أموال نظير خدمة عامة بالمساجد.


و اشتملت الإجراءات الجديدة أيضًا على تشغيل كاميرات المراقبة التي كانت تعمل وتم تعطيلها، ثم توجيهها إلى أبواب المسجد لضمان مراقبة حركة المتسولين والعمالة المتطوعة التي كانت تجمع التبرعات، واستبدالها بتركيب صناديق التبرعات على أبواب المسجد لضمان وصولها إلى مستحقيها.

الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى والمتحدث باسم الأوقاف، يقول إن الوزارة لن تمكن الغرباء من مساجدها، حتى تتمكن على المحاسبة في حال وقوع الخطأ، مؤكدًا أن هذه المساجد تشهد متابعة يومية ورقابة صارمة، وأي مساجد سيلاحظ فيه خلل سيحاسب المُقصر على يد التفتيشات المفاجئة.