رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أخفت إعاقتها.. "الدستور" تحاور والدة أول قبطية تشارك في مسابقة للأزهر

والدة أول قبطية تشارك
والدة أول قبطية تشارك في مسابقة للأزهر

لم تمنعها الإصابة بمتلازمة داون من تحقيق هدفها والوصول إلى القمة والذي لم يكن بالشيء السهل، حتى استطاعت الفوز بالمركز الرابع فى مسابقة تابعة لمشيخة الأزهر خاصة بالرسم والفن، بالرغم من كونها قبطية، وأصبحت من بعدها أول قبطية تفوز بمسابقة نظمها الأزهر.

"مريم وجيه فؤاد، الفتاة العشرينية، من ذوي الاحتياجات الخاصة، التحقت بكلية الفنون الجميلة قسم الدراسات الحرة بمنحة مقدمة من وكيل الكلية، وحين سمعت عن مسابقة الأزهر قدمت بها بأحدى لوحاتها الفنية، ولم تخبر أحد أنها من ذوي الاحتياجات الخاصة، حتى تجتاز المسابقة بكل شفافية.

وبالفعل حصلت على المركز السابع، وقابلها شيخ الأزهر وأبدى إعجابه بالوحة الفنية الخاصة بها، وإنها رغم إعاقتها إلا أنها استطاعت بخيالها الوصول إلى فكرة اللوحة، وأبهرت الجميع بموهبتها التى فاقت كل الحدود كأول قبطية تشارك في مسابقات الأزهر.

"الدستور" اقتربت أكثر من قصة تلك الفتاة، وحاورت والدة السيدة هناء أمين وهبة، لمعرفة تفاصيل مشاركة ابنتها بالمسابقة، وكيفية استعدادها قبل خوضها، والجوائز التي حصدتها بعد الفوز بها، لا سيما أنها قبطية والأزهر هو من نظم تلك المسابقة.

تقول إن مريم تعشق الرسم منذ نعومة أظافرها، واكتشفت أن لديها تلك الموهبة العظيمة من خلال دقتها في التلوين، وحسها العالي في اختيار الألوان المتناسقة، وفي الحال أخذتها إلى مراكز تدريب لتنمية ما تملكه من مهارات، واستطاعت أن تدخل الكثير من المسابقات، وتجتازها، وتتألق برسمها وتتميز عن غيرها وتبهر الجميع بهذا الفن الراقي.

تضيف هناء أن التشجيع والدعم النفسي من قبل المختصين والدكاترة بكلية فنون جميلة، كان له أثر في تألقها في مجال الرسم، وإرادتها عامل أساسي في اجتيازها المسابقات كل، وسرعة التعلم، موضحة أنها تقدمت في مسابقة "حوار الأديان" التابعة لمشيخة الأزهر، والتي كانت تدور حول العلاقة بين الدين الإسلامي والمسيحي.

وتشير إلى أن الهدف من مشاركتها هو بين المحبة والسلام بين كل الأديان، وتعرفت على تلك المسابقة عن طريق المسئول الإعلامي بوزارة التربية والتعليم، وعلمت حينها أن المسابقة لم تقتصر على الأصحاء فقط بل لجميع الفئات، موضحة أن اللجنة المحكمة للمسابقة لم تعلم أنها من ذوى الاحتياجات الخاصة.

واستعدت الفتاة القبطية حينها بالتدريب المستمر، ومعرفة العلاقة بين الدين الإسلامي والمسيحي، وزيارة كليهما على أرض الواقع، ومشاهدة الصور التعبيرية عن كليهما، حتى استوعبت العلاقة الوطيدة بين الطرفين، ونجحت في رسم "بورتريه" فريد من نوعه يبين تلك العلاقة، وأحدثت ضجة داخل قاعة المسابقة، لما قدمته من إبداع فني بالورقة والقلم.

وتمكنت بلوحة تعبيرية توصيل مفاهيم دينية، وكان لها الحظ الأوفر من أن تقوم بأعمال كثيرة من لوحات فنية، معلقة بوزارة الشباب والرياضة ووزارة البيئة والسفارة الأمريكية بالقاهرة وكلية الاقتصاد والعلوم السياسة بجامعة القاهرة، وعلى مستوى المسـابقات الدولية والمحلية فازت في موهبة الفنون التشكيلية على مستوى ٣٦ دولة عربية وأفريقية وأجنبية، ومنها الملتقى الدولي للفنون على مدار ثلاث سنوات متتالية.

وحصدت مريم على 50 ميدالية، من اتحاد وأولمبياد ووزارة الشباب والرياضة، ولقبت بأيقونة 1000 قائد من قبل الحملة الرسمية "بنفكر لبكره"، لها أعمال كثيرة من لوحاتها الفنية معلقة في معظم وزارات مصر كوزارة الشباب والرياضة، ووزارة البيئة، والسفارة الأمريكية وكلية الاقتصاد والعلوم السياسة.

وأشارت والدة مريم إلى أنها شاركت في مسابقات دولية ومحلية، مثل الملتقى الدولي للفنون على مدار ثلاث سنوات متتالية، وفازت على مستوى ٣٦ دولة عربية وإفريقية وأجنبية في موهبة الفنون التشكيلية.