رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من قلب النجع. أغراض البيوت المندثرة فى صعيد مصر 2-2

جريدة الدستور

مع مرور الزمن اندثرت بعض الاغراض المستخدمة فى بيوت الصعيد الجوانى وتم استبدالها بأخرى أكثر حداثة، وفى السطور التالية نكمل ما نشرناه بالحلقة الأولى عن الاغراض المندثرة فى صعيد مصر.

"الفرن البلدى "
كانت الفرن البلدى من أساسيات كل منزل فى الصعيد، لتسوية الخبز الشمسى، وعمل الفطير المشلتت، والفطير الأبيض، وتسوية السمك المُطجّن، وكانت اسطوانة الفرن نفسها من طين الحصى والبرام، ولها صانعها المتخصص، الذى يوازن بين كمية الحصى والبرام، فإذا زاد البرام سيحترق الخبز، وإذا زاد الطين عن نسبته المحددة سيبقى الخبز عجينًا.
واستمرت الفرن البلدى فى بيوت الصعيد الجوانى، حتى قبل عشرة سنوات تقريبًا، ولمّا ظهرت فرن البوتاجاز. أطاحت بها وبرائحة
" العيش الشمسى " التى كنا نشمها عن بعد ونحن نلعب بالشارع.


"الكانون"
هو عبارة عن موقد لطهى الطعام، ويتكون من قالبين من الطوب الأحمر، يفصلهما عن قالبين أخريين حوالى عشرين سنتيمتر، ويربط بينهما من أعلى قطعة حديد، لتستريح عليه حلة الطعام أو حلة تسخين المياة، يوضع الخشب بداخلة، ثم تقوم صاحبة الدار بإشعاله لطهى الطعام، فى أوانى من الفخار. أو غلى الماء فى حلة النحاس، واستمر الكانون لعقود بالتوازى مع وابور الجاز النحاسى، والساج الذى كان يلقبه أهل الصعيد ب " الاستوفه " وهو اسم انجليزى معناه وابور الجاز.

"البرجلة"
كانت بيوت الصعيد قبل عقدين مصنوعة من الخشب وكان للباب " برجلّة " من الداخل لها حبل من الخارج، حين تطرق على الباب وتسمع الجواب، بأن تفضل تشًد الحبل لأسفل، فيُفتح الباب، وإذا كان الطارق غريبًا، فلا يجرؤ على شد الحبل، فينتظر حتى يقوم صاحب البيت برفع " البرجلّة" من الداخل، ليفتح له. ومعر مرور الأيام ظهرت الأبواب الحديدية، فاندثر الباب الخشبى فأخذ " البرجلة " فى يده وانصرف.


"الفروة"
وهى فراء الضأن أو جلد الضأن بعد دباغته، وكانت تستخدم كمفرش للدكه أو الكنبة، وأحيانا كانت تستخدم كبردعة فوق ظهر الحمار، ولم يكن هناك بيت يخلو من فرو الضأن فى الصعيد الجوانى. إلا انها وبعد ظهور الأنتريهات لم يعد لها حاجة.


"الكلِيم الأسيوطى"
مفرش من القماش بخلاف المفرش المصنوع من الصوف، وكان الكليم الأسيوط صاحب الألوان المبهجة موجودا فى كل بيت فى الصعيد الجوانى، تجده على الدكك والكنب الصعيدى، ومع مرور الأيام وظهور السجاد، اندثر الكليم الأسيوطى وراحت أيامه.