رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قبل الإزالة.. "الدستور" داخل مقام أبو الإخلاص بالإسكندرية

جريدة الدستور

بدأت الأجهزة التنفيذية بمحافظة الإسكندرية، بالتعاون مع قوات المنطقة الشمالية العسكرية، فجر اليوم الأثنين، أعمال هدم مسجد أبو الأخلاص الزرقاني، والذي يقام على حرم محور المحمودية، بمنطقة غيط العنب غرب الإسكندرية.

حيث بدأت أعمال الهدم في الثالثة من فجر اليوم الإثنين، وذلك بعد تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بسرعة إنهاء الأزمة المتعلقة بالمسجد والتي تعوق إتمام كوبري خاص بمشروع محور المحمودية، مؤكدًا على أنه سوف يتم بناء مسجد جديد، ونقل المقام إليه في منطقة قريبة من موقع المسجد.

"النبي محمد ميرضاش بكدة، أن يتوقف الكوبري عشان الناس مش فاهمة، المسجد والمقام الكريم على دماغي، لكن المساجد والكنائس لا تبنى على أرض حرام"، بهذه الكلمات تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن عرقلة مسجد أبو الإخلاص الزرقاني لمحور وكوبري المحمودية، ضمن مشروع شريان الأمل الذي يقام بالإسكندرية.

وانتقلت "الدستور" قبل قرار الإزالة لزيارة مسجد أبو الإخلاص الزرقاني بمنطقة غيط العنب غرب الإسكندرية، لتلتقي بأحبة ومريدي الشيخ صاحب المقام.

فبداخل مسجد كبير يقع على طريق المحمودية، ويتبعه جمعية خيرية، يتوسط المسجد مقامًا يحمل على جدرانه النسب الشريف للشيخ برهان الدين أبو الإخلاص أحمد الزرقاني، وتحمل جدران المسجد صورًا لصاحب المقام، وبعضًا من مؤلفاته، ويجلس أعدادًا من المحبين والمريدين يتباركون به، ويسعون لنيل البركات.

"نحن نتبع الشيخ وليس طريقة، فهو معلمنا ونحن أبناؤه" هكذا تحدث أحمد إبراهيم من ساكني منطقة غيط العنب عن محبته للشيخ، متابعًا: "لم أره، لكنني تعلقت به، وتركت منزلا وانتقلت لأعيش بجواره، فمحبته شيئ روحي، ونحن متمسكون بها".

وأضاف، كيف يمكن أن يهدم ضريح به جسد شريف، فيمكن أن نتوصل لحلول حتى وإن كانت هدم المسجد بأكمله، ولكن ليبقي الضريح، ونريد أن يصل أهمية الضريح بالنسبة لنا للقيادة السياسية.

وقال أحمد عبد المنعم، المستشار القانوني للجمعية الإخلاصية التابعة لمسجد أبو الإخلاص الزرقاني، أن المسجد تم بنائه، منذ عام 1948، وأن هناك جميع الأوراق الموجودة تثبت ملكية المسجد، لافتًا أننا مع الدولة، والمنفعة العامة، لكن هناك لغط في الأقاويل، فالضريح لا يعرقل عمل مشروع محور المحمودية، بأي صورة، قبل التطوير وبعده.

وأوضح بأن الضريح تم بناؤه بناءً على وصية الشيخ أبو الإخلاص، بأن يدفن بداخل مسجده، وهو ما تم تنفيذه، وعليه تم بناء المقام.

وأشار أن هناك قضية للمسجد في عهد إسماعيل الجوسقي، محافظ الإسكندرية الأسبق، والتي حُسمت لصالحنا، ومعنا جميع أوراق الملكية، وتواصلنا مع المنطقة الشمالية العسكرية حين بدأ العمل بمحور المحمودية، وتم طمأنتنا بأن المسجد خارج التخطيط.

ويعد مقام أبو الاخلاص الزرقاني قبلة لمحبي ومريدى وتلامذة الشيخ أبو الإخلاص، مما دفع فتحى ابو العينين أحد تلامذته لتأليف ثلاث كتب عن معلمه، حيث يقول: "تعلمت على يديه المنهج الصوفي، فهو كان سبب في هداية الكثيرين، وكان له منهج وهو الدعوة إلى الله، وهذا ما اتبعناه من بعده، فضريحه، له مقام كبير لمحبيه".

*وكيل الطرق الصوفية: إقامة مقامين للشيخ وشقيقته في حديقة ميدان المساجد

وعقب الشيخ محمد صفوت فودة، وكيل مشيخة الطرق الصوفية، بالإسكندرية، على قرار الهدم بأنه قد تم نقل ضريحى، سيدي أبو الاخلاص الزرقاني، وشقيقته السيدة "أم محمد"، إلى ساحة ميدان المساجد بمنطقة بحري، حيث يتم إقامة مقامين لهم بحديقة مسجد ابو العباس المرسي.

وأضاف "فودة" أن الرئيس السيسي كلف بسرعة إنهاء تلك الازمة خلال 48 ساعة،وهو ما تقرر عليه تشكيل لجنة برئاسة الشيخ عبد الهادي القصبي، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، لنقل الضريح دون المساس به، وهذا ما تم.

وأشار "فودة" إلى أن المصلحة العامة كانت تستوجب إزالة المسجد مع الحفاظ على مقامات الأولياء، والتي تمت في حذر شديد وإلحاقها ببقعة طاهرة في ميدان المساجد بجوار الأولياء والصالحين.

* وكيل الأضرحة: الإخلاصية ليست مسجلة بالطرق الصوفية.. وكنا نحتضنهم لحمايتهم من السلفية

وأشار الشيخ جابر قاسم وكيل أضرحة آل البيت، أن الطريقة الإخلاصية ليست مسجلة في تعداد الطرق الصوفية، ولكن الصوفية تحتضنها منذ سنوات عدة للوقوف أمام مساجد الإخوان والسلفية في تلك المناطق، ولحمايتهم وإقامة الموالد الخاصة بتصريحات من الجهات الأمنية.

وأضاف أنه طالب القائمين على نشاط الشيخ أبو الإخلاص الزرقاني، لضمهم إلى إحدى الطرق، ولكنهم رفضوا ذلك، متمسكين بعدم خضوعهم لأي طريقة من الطرق الصوفية المعتمدة، ولكنهم ينتهجون منهج الصوفية، مشيرًا إلى أن تجديد بناء المسجد كان عام 1985م بعد وفاة الشيخ عام 1979م، والمستوصف تم بناؤه عام 1999 باسم جمعية أهل الذكر الأخلاصية.

وأوضح، أن المشكلة هي التوسع في بناء المسجد والمستوصف الطبي التابع للجمعية الخيرية وهي أرض ملك للدولة، مشيرًا إلى أنه المنطقة الشمالية قدمت من قبل عروضًا بنقل الضريح بمعداتها لمكان قريب على مساحة 1000متر، وهو ما قوبل بالرفض من متبعي نهج الإخلاصية.


* أبو الإخلاص الزرقاني

هو برهان الدين أحمد بن محمد على الزرقانى، هو أحد أولياء الله الصالحين، ومؤسس الطريقة الإخلاصية بالإسكندرية، ولد فى 1924 بالغربية، ثم انتقل إلى القاهرة ودرس بالأزهر وحفظ القرآن، ودفن بالإسكندرية بمنطقة غيط العنب.

وكان عمه وشيخه سيدى أحمد الزرقانى وحفظ القرآن وهو فى سن السابعة، وفى مرحلة عمرية من حياته انتقل إلى الإسكندرية، وكان يقضى خلوته بمسجد النبى دانيال ثم انتقل الى زاوية بمنطقة غيط العنب حتى توفاه الله بها وقام مريدوه بإقامة مقام له فى الزاوية ومنذ وفاته يحتفل مريدوه به كل عام فى شهر أكتوبر، ويقام له مولد تابع للطرق الصوفية، كما يقام له مولد في شهر رمضان، ويأتى إليه عدد كبير من المحبين والمريدين.