رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صور| «دعاة الخير».. «القوافل الدعوية» تجديد الخطاب الديني يبدأ من هنا

جريدة الدستور

كانت ظاهرة القوافل الدعوية التابعة لوزارة الأوقاف، منتشرة بشدة خلال شهر رمضان الماضي، وربما ظن كثيرون أنها ستختفي بمجرد انتهاء أيام الشهر الكريم إلا أن ذلك لم يحدث، واستمرت وزارة الأوقاف في نشر الدعوة من خلالها في كل المحافظات.

آخر تلك القوافل التي نظمتها وزارة الأوقاف، كانت في محافظات (مطروح، المنيا، البحيرة)، موضحة أن تسيير القوافل إلى جميع محافظات الجمهورية يأتي في إطار رسالتها الدعوية لنشر صحيح الدين، وأن علماء القافلة سيلقون خطبة الجمعة بعنوان (ماذا بعد الحج)، كما سيلتقون المواطنين للرد على استفساراتهم الدينية.

«الدستور» حاورت عددًا من دعاة تلك القوافل. الشيخ محمد أبوالعلا، إمام مسجد العنبة بقرية شطورة، التابع لمديرية الأوقاف بمحافظة سوهاج قال لـ"الدستور"، إن الوعظ من الأبواب العظيمة في مقام الدعوة إلى الله، والخلق بحاجة ماسّة إليه، لكثرة انشغالهم بالدنيا وإقبالهم عليها وقسوة قلوبهم وإعراضهم عن الآخرة.

وأضاف: «وما يعرض لهم من فتور وضعف في الإيمان، وتفريط فيما افترضه الله عليهم وجهلهم لشرائع الدين، ولذلك دعت الحاجة إلى إطلاق قوافل دينية تابعة لوزارة الأوقاف بكل المساجد داخل القرى والمحافظات لنشر صحيح الدين، وزيادة الوعي في الجانب الديني، لإلقاء الخطب الحديث عن يسر الدين الإسلامي والفكر الإسلامي الصحيح».

وتابع أبوالعلا أن تلك القوافل تستهدف شرح الكتب الدينية، التي تنقل الدين بالشكل الصحيح الحالي من الغلو والتشدد، كما تعمل على نشر الثوابت والأحكام الشرعية الصحيحة التي لا زيادة بها ولا نقصان.

وأضاف إمام مسجد العنبة، أن تلك القوافل تتنقل بكل المحافظات رغبة الوصول لأكبر شريحة من الناس؛ بهدف تصحيح المبادئ المغلوطة، مؤكدًا أن لدى البعض عادات وتقاليد لا أساس لها من الصحة، ونسبة الإقبال على الوعاظ كبيرة للغاية؛ نظرًا لحاجة الناس إلى معرفة كل ما هو جديد في الدين.

واستطرد: «وكذالك حاجتهم للرد على كل استفساراتهم في شتى نواحي الحياة، كما أن أهم الموضوعات التي تلقى في الخطب ما يخص التعاملات المادية، والحياة الزوجية من خلافات وتعاملات كذلك ما يخص حكم الأيمان الحلف بالطلاق».

الشيخ عبدالرحمن مرسال، واعظ بالبحر الأحمر، قال إن القوافل الدعوية لها دور كبير في توعية الناس في كل نواحي حياتهم، وإرشادهم إلى الطريق الصواب، ويتم ذلك من خلال توزيع الأئمة على مختلف المساجد في كل المناطق لإلقاء الخطب، وعمل ندوات توعوية للمشاركة بالآراء والرد على كل الاستفسارات.

وتابع مرسال لـ"الدستور" أن للواعظ دورًا مهمًا فهو يذكر الناس بالله تعالى، ويحيي القلوب بذكره ويبصرهم بمواطن الخلل في نفوسهم، مؤكدًا أن الواعظ يجب أن يكون ذا قدرة على اختراق القلوب والتأثير عليهم بإيجابية.

وأضاف: "وأن يعتمد على السلاسة في الأسلوب، وشرح المحتوي ببساطة، حتى يتمكن من إيصال المعلومات لكل الفئات العمرية المختلفة من الناس، مؤكدًا أن الناس في اشتياق شديد لمقابلة الوعاظ والاستماع للخطب الدينية، رغبة في اكتساب الكثير من المعلومات الدينية".

وأوضح واعظ البحر الأحمر أن معظم الوعاظ يهتمون بشرح كتب الفقه والتفسير والسيرة الذاتية للنبي، مشيرًا إلى أن أكثر الموضوعات التي تطرح بالخطب تتناول الحديث عن حقوق كل من الزوج والزوجة، وكيفية اختيار الشريك المناسب وحقوق الآباء للأبناء.

"يجب أن نتكاتف حول قيادة رشيدة للعبور ببلادنا وأبنائنا إلى طريق الفلاح" بهذه الجملة بدأ بكر عبدالهادي، واعظ بمحافظة الغربية، حديثه مؤكدًا أن وزارة الأوقاف تدعم القوافل حتى يمكن الوصول إلى أكبر عدد من الناس بهدف توعيتهم، والمساعدة في إيجاد الحلول لمشاكل العصر، وتصحيح الفكر وأي خطأ قد يشكل أذى، كما يهدف إلى بيان صحيح الدين وكيف أن الدين هو دين المحافظة على الحياة.

وتابع عبدالهادي لـ"الدستور" أن لكل واعظ اه أسلوبه الخاص الذي ينفرد به عن غيره، ويتمكن من خلاله من جذب شريحة كبيرة من الناس، والقدرة على إقناعهم، مؤكدًا أن الواعظ يجب أن يكون ذا خبرة ودراية بكل مشاكل مجتمعه، وأن يطرح المعلومات الموثوقة، وبما تتفق مع القرآن والسنة.

وأضاف واعظ الغربية أن هناك إقبالًا كبيرًا من الناس، بحضور الخطب والندوات التوعوية، وأن أكثر الموضوعات التي تطرح بالخطب تختص بالأخلاقيات.

يذكر أن وزارة الأوقاف أوضحت أن القوافل الدعوية ستمتد في جميع المحافظات لنشر صحيح الدين، وتستهدف نشر المفاهيم الصحيحة للدين وكيفية تعديل السلوك الإنساني والتحذير من آفات النفاق والخيانة وآثارهما السلبية على الأفراد وتأكيد حرمة النفاق والخيانة.