رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد استشهاد 3 فلسطينيين.. هل يسعى الاحتلال للتصعيد مع غزة؟

جريدة الدستور

شهد قطاع غزة المحاصر تصاعد في حدة التوترات بين الاحتلال الإسرائيلي وحركات المقاومة، خلال الأيام الماضية، إذ تم اطلاق قذائف من قطاع غزة تجاه مستوطنات الاحتلال في الغلاف، بدعوى الرد على محاولات عدد من الشباب الفلسطينيين عبور السياج الأمني الفاصل، كما زعم لاحتلال أنهم يحملون أسلحة.

واستشهد، فجر اليوم، ثلاثة فلسطينيين برصاص الاحتلال، على حدود غزة، بزعم الاقتراب من السياج الأمني الفاصل، إذ أطلق الجنود الإسرائيليين النار عليهم، وتركوهم ينزفون حتى الموت، ومن ثم سمحوا لسيارات الإسعاف بالوصول إليهم.

في هذا السياق، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعتى القدس والأقصى الدكتور أيمن الرقب، إن التوترات والأوضاع الحالية فى القطاع وخاصة عقب استشهاد الشبان الفلسطينين تدفع الأمور إلى عدة سيناريوهات وهى، السيناريو الأول قيام الاحتلال بتنفيذ عمليات قصف مكثفة على قطاع غزة، ولكن دون وقوع ضحايا ليكون الرد محدود وتلتزم المقاومة بعدم الرد وهذا السيناريو يتماشى مع تفاهمات الهدنة ولا ينهيها بل قد يتم الحديث عن تفعيل بنودها وخاصة إدخال الأموال القطرية لحركة حماس كالعادة وبذلك يتجنب نتنياهو الدخول في حرب على قطاع غزة لا يقدر أحد نتائجها خاصة أن دولة الاحتلال تستعد لانتخابات الكنيست في السابع عشر من الشهر المقبل.

فيما أشار الرقب في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أن السيناريو الثانى هو أن يقوم الاحتلال باستهداف مباشر لشخصيات قيادية من المقاومة في قطاع غزة مما يدفع المقاومة للرد بقصف مدن الاحتلال بصواريخ محلية الصنع ويتدخل الوسطاء لاحتواء الأزمة وتعود الأمور لسالف عهدها.

فيما قال إن السيناريو الثالث هو قيام الاحتلال بتأجيل انتخابات الكنيست وإعلان حالة الطوارئ والدخول في حرب واسعة على قطاع غزة وقد يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية، لافتة إلى أنه يستبعد تنفيذ هذا السيناريو فى هذه المرحلة، مضيفًا أن هذا السيناريو قادم بعد الإنتخابات وليس قبلها، إلإ إذا شعر نتنياهو أن هناك خطرا على مستقبله السياسي فيضطر للذهاب لهذه المغامرة.

فيما أوضح الكاتب والباحث فى الشأن الفلسطينى الدكتور ماهر صافى، أن إسرائيل ستواصل قصفها واستهدافها للمقاومة في قطاع غزة.

وأضاف صافى فى تصريحاته لـ"الدستور"، أن القيادة المصرية ستتدخل بجانب لوقف العدوان الإسرائيلي الذي يأتي قبيل الإنتخابات الإسرائيلية التي يعاني فيها نتنياهو من أزمات وفساد لا حصر لها.

وأشار "صافي" إلى أن نتيناهو يريد إشغال الشارع الإسرائيلي بعدوانه على غزة.

وحول دخول القطاع فى حرب جديدة، قال صافى إنه أمر مستبعد تماما الإ في بعض مناطق الحدود المكشوفة، مشيرًا إلى أن إسرائيل تعلم جيدا أن شنها حربا برية سيكلفها ثمنا باهظا لأن المقاومة ليس لديها شي تخسره، وستكتفى إسرائيل بشن غارات بطريقة عشوائية وهمجية.

فيما أكد القيادى بحركة فتح، جهاد الحرازين، أن التصعيد الأخير فى قطاع غزة  والأراضى التى يسيطر عليها ويحتلها الاحتلال لن يصل لمرحلة حرب محتملة خاصة أن مصلحة الطرفين لا تقبل بأن تكون هناك حربا.

وأضاف الحرازين فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن ما يحدث من محاولات تسلل وتنفيذ عمليات هو أمر فردى وليس بقرار من قبل حركة حماس أوغيرها، لافتا إلى أن حركة حماس تعمل بكل جهد لتثبيت التهدئة والتفاهمات وتحاول فى بعض الأحيان غض الطرف عن بعض الأعمال للضغط على نتنياهو لأجل تنفيذ التفاهمات وإدخال الأموال لقطاع غزة.

وأشار الحرازين إلى أن نتنياهو يماطل ويسوف كعادته فى معظم الأمور ولا يرغب بحرب قد تقلل من فرص فوزه فى الانتخابات المقبلة، لافتا إلى أنه يمارس سياسة العصا والجزرة فى ان واحد، فهو يحاول أن يصل لمرحلة الهدوء الكامل فى قطاع غزة مقابل بعض التسهيلات التى تقدم لصالح حماس عبر قطر حتى أوصل حد المطالبة من قبل حماس والبعض الآخر للحديث فقط عن ضرورة التزام نتنياهو بالتفاهمات وإدخال الأموال دون الحديث عن القدس والاستيطان والإجراءات والجرائم التى ترتكب.

وتابع الحرازين، نتنياهو يريد أن تمر مرحلة ما قبل وبعد الانتخابات بكل هدوء بعيدا عن اية حروب أو غيرها، لذلك أى تصعيد سيكون محدود ومؤقت ولن يصل لحرب كبيرة وشاملة لأن مصلحة الطرفين تتلاقى وفقط ما يحدث عمليات فردية.

وأكد الحرازين أنه خلال الأيام المقبلة سيكون هناك تدخلا من قبل ممثل الأمم المتحدة نيكولاى ميلادينوف وغيره لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه وتنفيذ التفاهمات ولو بشكل مؤقت.