رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الفوركس"..الحلم الوهمي للثراء السريع على مواقع التواصل

جريدة الدستور

"قد تصبح أحد المليونيرات" عبارة جاذبة على موقع " الفيسبوك" كانت كفيلة لضياع ثروات الآف المواطنين عندما اتجهوا لتداول العملات الأجنبية إلكترونيًا أي دخولهم ما يسمى بمملكة "الفوركس" لهثًا وراء الثراء السريع ومحاولات لتحقيقه دون عناء.

خسائر مالية فادحة لحقت بكل من تعامل بهذه الطريقة التي حرمتها الدولة وعاقب عليها القانون، الدستور بهذه السطور تحاورت مع بعض ضحايا تلك المملكة، وكذلك بعض الخبراء الإقتصاديين للوقوف عند أضرار التعامل بها.

أحمد على 40 عامًا مهندس مدني يروى أنه تعامل مع إحدى الشركات التي تتداول العملات الأجنبية إليكترونيًا أو ما تسمى ب "الفوركس"، والتي أوهمته بتحقيق أرباح من خلال بيعه العملات التي يمتلكها، وهو ما نفذه بالفعل إلا أن الوضع تغير بعد تحويله آلاف الدولارات، مقابل الحصول على فرق السعر عند تحويلهم إلى ما يعادلهم بالين الياباني، وهو ما لم يحدث وبالتالي تسبب له هذا في خسارة مادية كبيرة.


أما"س.ع" صاحب معرض سيارات يقول أنه خسر أموالًا طائلة كانت تمثل له "تحويشة العمر"، بزعم توظيفها بتلك الطريقة "لفوركس"، مؤكدًا أنه لم يكن لديه الخبرة الكافية لدخول هذا العالم الذي وصفه بغير المضمون، مؤكدًا على أنه ندم لمحاولته توظيف أمواله بتلك الطريقة بدلًا من استثمارها بمشروع تجاري أو استثمارها داخل البنوك المصرية بطرق آمنة.

والفوركس forex هى كلمة مختصرة تعني تحويل العملات، وهو سوق كبير لا مركزى لتحويل وبيع وشراء العملات يتعامل فيه البنوك ومؤسسات وأيضا الأفراد، كما يقدر حجم سوق الفوركس بمليارات الدولارات (5.3 تريليون دولار يوميا) يوميًا، ومن المعروف أنه ازداد -سوق الفوركس- مع انتشار الإنترنت والتعاملات الإلكترونية، الأمر الذي دفع البعض إلى اللجوء إلى تبادل العملات باستخدامه دون الإضطرار للذهاب إلى أي من أماكن تبديل العملات.

"جذبتني أحد العبارات على موقع التواصل الإجتماعي "الفيسبوك"، وجعلتني أفكر في زيادة استثماراتي" هكذا قال" ي.ع" مهندس ميكانيكا 35 عامًا، موضحًا أن هذا ما جعله يدفع ببعض العملات الصعبة التي جمعها خلال سفره بأحد الدول الأجنبية لمدة 10 سنوات، ثم تحويلها لتلك الشركة التي تعمل بدور الوسيط آملًا في الحصول على أرباح عديدة من خلال استثمار هذه الشركة في شراء عملات أخرى وحصوله هو على فارق العملات، وفوجئ"ي.ع" أنه بعد تحويله لهذه العملات لم يحصل على أيًا من الأرباح التي وعد بها بحجة وجود بعض الخسائر للشركة.

وائل النحاس الخبير الإقتصادي صرح أن البنك المركزي المصري يعارض الاستثمار في سوق تداولات العملة باعتبارها أداة غير آمنة، وتقوم على المضاربة موضحًا أنه لذلك يلجأ البعض لاستخدام بعض البوابات غير الشرعية لتداول هذه العملات مثل "الفوركس"، ويضيف أنه نظرًا لقلة خبرة المواطنين يتسبب التداول عن طريق الفوركس في خسارة وضياع أموالهم مؤكدًا أنه سوق يحتاج إلى خبرة هائلة واستشارات فنية ومالية، ومتابعة دورية مستمرة لأسعار العملات من خلال شاشات العرض، وهو ما لا يتوافر لدى أغلب المواطنين على حد قوله.

يضيف النحاس أن ما جعل البعض يتجه إلى تبادل العملات عن طريق " الفوركس"، هو الأمل في الثرا ء السريع عن طريق بعض الوعود من الوسطاء يإمكانية بيع عملاتهم الصعبة واستثمارها في الحصول على عملات أخرى، ومن ثم الاستفادة بفروق الأسعار بين العملتين.


أما الخبير الإقتصادي محسن خضير وصف "الفوركس"باعتبارها وسيلة استثمارية مثل العديد من الأدوات في السوق، ولكنها غير مقبول التعامل بها من قبل البنك المركزى المصري، ذلك لأن سوق التعاملات في العملة يخضع لرقابة من نوع خاص، ويحتاج إلى أشخاصًا ذو مؤهلات وكوادر متخصصة به.

وتابع أن استخدام "الفوركس" على مستوى الأفراد غير المؤهلين لا ينتج عنه سوى الخسائر المالية الفادحة ويعرض المواطنين للنصب والسرقات المنظمة مؤكدًا على أن بعض هذه الشركات تعمل تحت رعاية اسرائيلية، وهدفها جمع الأموال وتحقيق الخسائر للشعوب العربية.

الشيخ رمضان عبد المعز أحد علماء الأزهر شدد على حرمانية التعامل بطريقة "الفوركس" موضحًا أن كل ما يخالف القانون فهو مخالف بالضرورة للشرع، ويضيف أن القوانين التشريعية هدفها المصلحة العليا للمواطنين ودرء الضرر عنهم، وبالتالي مخالفتها من شأنه تعرض المواطنين للمخاطر، بالإضافة إلى عدم وجود حماية قانونية لهم من قبل الدولة في حال تعرضهم للنصب من هذه الشركات نظرًا لمخالفتهم للقوانين التشريعية من البداية.