رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أشلاء سامة.. «الدستور» تتبع مخلفات أضاحي العيد الضارة

جريدة الدستور

رائحة كريهة تنتشر في الشوارع والمحافظات، خلال أيام عيد الأضحى المبارك، يظنها البعض رائحة الدماء التي تؤرق نتيجة سنة الأضحية، لكن ربما يكون السبب في استمرارها خلال أيام طويلة هو التخلص غير الآمن من أشلاء وفضلات الحيوانات.

ينفذ كثيرون سنة الأضحية كما حثّ الدين الإسلامي، سواء بالذبح في الشوارع أو داخل المذابح الحكومية، إلا أنهم يخالفون الدين نفسه بعد تنظيف مكان الذبح، أو التخلص من إشلاء الحيوانات بالطرق الطبية والمثلى، التي تحافظ على النظافة العامة.

ومع اليوم الرابع لعيد الأضحى المبارك هذا العام، «الدستور» تتبعت أشلاء الضحايا وبقاياها لمعرفة أين تذهب؟، وكانت الكارثة أن كثير منها يُلقى به في الترع والمصارف ومياه النيل، ويسبب روائح كريهة وانتشار الأوبئة لدى المواطنون القانطون بجانبك تلك المياه التي تحوي دماء وأشلاء الأضاحي أو في الطرقات بالأحياء الشعبية.

لذلك، طالبت لجنة الزراعة بمجلس النواب، الحكومة بإعداد تشريع جديد، ينظم التخلص من مخلفات الأضاحي وأشلائها، بطريقة تحقق فوائد تعود على المواطن؛ حتى تشجعه على الامتثال والحفاظ على البيئة.

وأوضحت اللجنة في بيانها أنها ستبحث خلال دور الانعقاد المقبل، مع ممثلي وزارة الزراعة، كيفية التوصل لحل لمشكلة مخلفات الأضاحي، لافتة إلى أن أي نواتج مخلفات في الخارج ينظر إليها من منظور علمي لإعادة استغلالها واستخدامها بما يعود بفوائد مادية، وهو أمر جيد ومفيد بيئيًا وصحيًا.

"مخلفات الأضاحي بقى منظرها مقزز في كل مكان بالشوارع"، يقولها أحمد الدسوقي، مواطن يقطن في محافظة كفر الشيخ، مؤكدًا أنهم يعانوا في كل عيد أضحى من ظاهرة انتشار الفضلات والأشلاء المترامية على حافة الطرق والشوارع السكنية.

يضيف، أن بعض الجزارون يقومون بالذبح خارج المجازر، ويتركون بقايا الأضاحي متناثرة في كل مكان دون إلقائها في مناطق خاوية لا يسكُنها أحد من المواطنين، مبينا إن رميّ تلك الفضلات في المناطق العشوائية يُزيد من مخاطر التلوث وانبعاث الرائحات الكريهة التي تُسبب الكثير من الأمراض، لاسيما أن تلك المناطق تفتقر لأدنى عوامل السلامة والنظافة.

أما تامر محمد، مواطن بمحافظة كفر الشيخ، يقول أن تلك الفضلات أيًا كانت جلود أو بقايا العظام، فهي تجلب أضرار صحية عليهم، مشيرًا إلى أن معظم الأضاحي يتم ذبحها بشكل عشوائي خارج المناطق المخصص فيها الذبح، إلى جانب إلقاء مخلفاتها في الشوارع، وتدني مستوى النظافة من قبل الجزارين.

وأضاف: «لابد من قيام الأحياء بالتعاون مع الجهات الأمنية، على من يقوم بعملية الذبح في المناطق الشعبية ورميّ تلك المخلفات في الكتل السكنية، ويتركون الدماء والجلود تتناثر دون مراعاة النظافة والحفاظ على البيئة».

دعت وزارة البيئة والطاقات المتجددة، المواطنين لتفادي الذبح العشوائي في الشوارع، وأمام المنازل والعمارات والأماكن العامة يوم عيد الأضحى المبارك، وطالبت بضرورة التخلص من بقايا الأضاحي ومخلفات الذبح بطريقة صحية، عن طريق وضعها في أكياس متينة محكمة الغلق وذلك قبل وضعها في الأماكن المخصصة لرمي القمامات؛ لأنها تتضمن مواد عضوية تشكل خطرًَا على صحة المواطنين.

وأوصت الوزارة باحترام توقيت مرور شاحنات جمع النفايات خلال أيام العيد، ويجب التعاون الجماعي مع أعوان النظافة الذين يقضون أيام العيد تحت الشمس لساعات طوال ولا يعودون إلى بيوتهم إلا في ساعة متأخرة من الليل.

فتحي عبدالله، أحد المواطنين الذين يُعانون من تلك الظاهرة لاسيما أنه يقطن في منطقة شعبية، يؤكد على ضرورة تنظيف مناطق الحظائر والذبح، والتخلص من زوائد الاضاحي بطرق سليمة وصحية، وعدم إلقائها في الأماكن العامة، والتي تسبب مشاكل بيئية صحية وانتشار الحشرات والأمراض.

وتابع: «لابد من متابعة جزارين الأضاحي، والتأكد من السلامة العامة من خلال وضع تعليمات تلزم أصحاب المجازر وغيرهم، بشروط الصحة والسلامة العامة، مع تنظيم حملة إعلامية تدعو المواطنين للتخلص من بقايا الأضاحي بشكل صحي وآمن».

العميد هشام الشعيني، رئيس لجنة الزراعة والري بمجلس النواب، قال إن التخلص من بقايا الذبح في مناسبة العيد الأضحى، بإلقائها في الشوارع والطرقات، يمثل مشكلة بيئية وصحية كبيرة، تسبب مخاطر وأزمات متعددة، مطالبًا ببحث الأزمة ومناقشتها بشكل علمي.

وأشار الشعيني إلى ضرورة التعامل مع المخلفات بطريقة علمية مثل الدول الأوروبية، والتي تستغل هذه المخلفات في صناعة الأسمدة وأعلاف للحيوانات، مضيفًا هناك ضرورة لسرعة إعداد تشريع جديد ينظم طريقة التخلص من مخلفات الذبح، حتى لا يتم إلقاؤها في الشوارع وتسببها في مخاطر بيئية وصحية كبيرة للمواطنين.